الأمس غير اليوم، والغد حتما مختلف، ولكل وقت ظروفه، وأيضا متطلباته، ونحن نعيش الحاضر، ونتذكر الماضي، ونفكر في المستقبل، ولا شيء ثابت، هناك أوقات حلوة، وأوقات مرة، أشياء نحكمها، وأخري تحكمنا، ولا أحد يهرب من قدره. الزمن يقرر من نحب، وأيضا من نكره، والتجربة تكشف لنا من هو العدو، ومن هو الصديق، ويستمر البحث عن طريق، وقد نضل الطريق، وربما لا نجد الطريق، لأننا مشغولون بما يهمنا، والحياة لا تخلو من هموم، وعندما يضيع العمر، يبدأ الندم. العمر لا يقاس بالساعات، وانما بالتجارب، ولكل تجربة حكاية، تارة نتعلم، وتارة نتألم، وتارة نغير المسار، وكل مسار يقود إلي مسار، لا يمكن إيقاف الزمن، ولا الهروب من الزمن، والقضية ليست فيما نملك من وقت، بل فيما نصنعه بالوقت، والفرق واضح. كل يوم يمر، يخصم من أعمارنا، لكننا لا ندرك ذلك إلا متأخرا، وحين نفتقد الهدف، تستمر الحيرة، وأحيانا خيبة الأمل، ولابد من الصدمة، فمفاجآت الحياة لا تتوقف، وتقلبات البشر لا تنتهي، والوقت المتاح غير كاف، وحين نهتم بغير المهم، نهدر حياتنا. هناك من يستثمر الأيام، وهناك من يهدرها، لكن اليوم الذي يمر..لا يعود، والحكاية التي تنتهي لا تتكرر، ولكل تجربة بداية، وحتما نهاية، والأفضل أن نعيش اليوم، ولا نفكر كثيرا في الغد، فلا أحد يعرف ما قد يحدث غدا. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود;