يطمئن الله عباده المؤمنين بأنه رحيم بهم غفار لذنوبهم, وهذا بخلاف عباده غير المؤمنين, فقد آيسهم من رحمته ومغفرته, وتوعدهم باللعنة في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون( البقرة161 162) والضمير في خالدين فيها عائد علي جهنم. أما المؤمنون فالله وليهم, يتقبل منهم أعمالهم الصالحة ويكفر عنهم سيئاتهم, ويجزيهم بأحسن أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون( العنكبوت7). وبرحمته بهم, يحثهم ربهم علي أن يستغفروه لذنوبهم حتي يغفرها لهم وإستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود( هود90) ولا يؤسهم ربهم من مغفرة ذنوبهم حتي لو بلغت حد الشطط قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم( الزمر53) ويزداد تطمينا لهم بأن الذنب الوحيد الذي لا يغفره هو الإشراك به إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد إفتري إثما عظيما( النساء48). فالمؤمنون يعاملهم ربهم برفق, وخاصة من صبر علي الإبتلاءات التي إبتلاه ربه بها في الحياة الدنيا ليختبر إيمانه وتسليمه لله عزوجل, وكذلك من عمل منهم الصالحات بقدر إستطاعته, من عبادات ومعاملات, هؤلاء يجزيهم ربهم أحسن الجزاء ويغفر لهم ذنوبهم ويكفر عنهم سيئاتهم إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير( هود11).. ويؤكد الله لهم أن الصالحات تطرد السيئات وتمحوها وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكري للذاكرين( هود114). وبأنه جل شأنه خير الغافرين أنت ولينا فإغفر لنا وإرحمنا وأنت خير الغافرين( الأعراف155) وبأنهم حين إرتكبوا الذنب ظلموا أنفسهم قال رب إني ظلمت نفسي فإغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم( القصص16) فهيا أقبلوا علي الله, وإستغفروه لذنوبكم, وإسترحموه ليرحمكم, وبخاصة في الهزيع الأخير من الليل قبيل صلاة الفجر, وهو وقت السحر تكونوا إن شاء الله من الفائزين بجنات النعيم, خالدين فيها أبد الدهر.. آمين...