كشفت أحدث صور للأقمار الصناعية بدء انحسار حجم بحيرة سد النهضة التدريجى وذلك مع قرب انتهاء موسم الأمطار فى اثيوبيا ويتضح ذلك من خلال ظهور الحواف الرمادية التى تحيط ببحيرة السد نتيجة عدم تغطيتها بالمياه، الا أن مياه النيل الأزرق مازالت تفيض من أعلى الجزء الأوسط المنخفض من السد والذى يصل ارتفاعه الى 40 مترا من قاع النهر وأقل من جانبى السد بنحو 60 مترا، ومن المتوقع خلال الأيام القادمة أن يقل تدفق المياه الى ارتفاع أقل من الجزء الأوسط، وبالتالى تمر مياه النهر من خلال الفتحات الأربع المنخفضة والموجودة فى الجناح الأيسر من السد، وحينئذ تبدأ اثيوبيا فى غلق الجزء الأوسط بارتفاع الجناحين وتكملة جسم السد حتى 145 مترا صرح بذلك الدكتور عباس شراقى المتخصص فى شئون سد النهضة ورئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الافريقية. وقال إن اثيوبيا اذا ارادت أن تفتتح مرحلة أولية من السد فعليها أولا زيادة ارتفاع الجزء الأوسط، ثم غلق البوابات الأربع المنخفضة التى تمر منها المياه حاليا الى مجرى النهر وبذلك يتم تجميع 10 ملايين متر مكعب يوميا وهى مقدار مايتم صرفه من بحيرة تانا لتشغيل التوربينين لفترة محدودة قبل موسم المطر فى الصيف القادم، وفى هذه الحالة يكون التخزين ضعيفاً وكذلك الكهرباء المولدة. وعلى الجانب الآخر فى بحيرة ناصر مازال تدفق المياه وارتفاع منسوب البحيرة 177 مترا فوق سطح البحر، ومن المتوقع أن يستمر تدفق مياه الفيضان الحالى حتى نهاية اكتوبر المقبل ومياه الأمطار الحالية فى اثيوبيا تمر برحلة طولها أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر حتى تصل إلى أسوان فى فترة نحو شهر، ولكن الفيضان حتى الآن يعتبر متوسطا، وهذه درجة جيدة.