حدث تراجع لشاشة ماسبيرو.. فقدت نضارتها.. أصابها وهن الشيخوخة..أفقدوها أهم عناصرها ذلك المذيع النابض بالحيوية.تسربت إليها وجوه غريبة..أعطوها تصريحا وسط غيوم الفوضى لتخاطب الجماهير دون موثق. صنعوا لجانا وعهدوا إليها باختيار المذيعين وغيبوا القواعد والضوابط وفتحوا الأبواب على مصراعيها لوجوه أفقرت الشاشة وأفقدتها بريق الجمال.. فأجبرت جماهير المشاهدين على الهروب. أعطوها تصريحا بالعمل فى وظيفة تعتمد بالدرجة الأولى على الموهبة وجمال الصورة. اختاروا أسوأ الحلول وتحصنوا بأن القوانين المنظمة لعمل اتحاد الإذاعة والتليفزيون تضع قيودا لا تمنحهم فرصة ضخ دماء جديدة تثرى الشاشة بوجوه شابة.. وقفت صفاء حجازى رحمة الله عليها عندما تولت رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون تقاوم أفكارا عقيمة وألغت أعمال اللجنة التى تقوم على اختبار المذيعين من العاملين فى قطاعاته.. منعت الاستمرار فى ارتكاب تلك الجريمة وحالت دون ظهور وجوه تفتقد البريق والجاذبية ووضعت رؤية تحطم بها القوالب الجامدة. كنت أقف على جسر اليقين بأن حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام سوف يسير على الدرب ويوقف مسيرة اللجان فى منع تسريب تلك الوجوه إلى الشاشة لكنه أعاد عمل اللجنة المعنية باختيار المذيعين من بين العاملين فى قطاعات ماسبيرو لتلبية احتياجات قطاع الأخبار وغيبوا الضوابط والقواعد المتعلقة بالمرحلة العمرية، وإتقان لغة أجنبية وفق ما كان متبعا. بما يسمح بأن يجتاز اختبارات اللجنة وجوه معينة تسعى للعمل بقطاع الأخبار رغم إخفاقهم فى اختبارات سابقة. يبدو أن المشوار مازال طويلا لتصحيح مسار الشاشة، وأن الخطى تسير على طريق المجهول. فيصبح الواقع مستحيلا فى تقديم مذيعين دون محسوبية ومازلت أقف على جسر اليقين بأن حسين زين قادر على صناعة إعلام مؤثر. لمزيد من مقالات عبد الرءوف خليفة