بعد ساعات من اغتيال القيادات العسكرية البارزة في النظام السوري, نشبت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة في عدة أحياء من دمشق. وأكد شهود عيان ومتحدثون باسم الجيش السوري الحر المناهض للنظام, أن مدفعية الجيش النظامي المتمركزة في جبل قاسيون قصفت بصورة مركزة معظم الأحياء التي تسلل إليها مقاتلو المعارضة منذ الأحد الماضي, كما شاركت طائرات الهليكوبتر الهجومية في القصف الذي تركز علي أحياء القابون, وكفر سوسة, وبساتين المزة, وذكر مدنيون في اتصالات هاتفية من دمشق, أنهم عاجزون عن النزوح إلي مناطق أكثر أمانا لأن الاشتباكات اتسعت لتشمل غالبية أحياء العاصمة. وأضاف شهود عيان أن قناصة الجيش النظامي يتمركزون علي أسطح المباني العالية في المزة وكفر سوسة لاصطياد مسلحي المعارضة, بعد نجاحهم في إعطاب العديد من المدرعات وعربات نقل الجنود, ويقع مقر رئيس الوزراء في حي المزة, وشنت قوات النظام هجوما مركزا بمدفعية الهاون علي حي الميدان حيث تسكن أغلبية سنية, وكان مسلحو المعارضة قد استفادوا من ضيق شوارع هذا الحي لتعقب قوات الجيش النظامي وعناصر ما يعرف بالشبيحة. وذكر متحدث باسم الجيش الحر, أن مسلحيه نجحوا في إسقاط طائرتي هليكوبتر هجوميتين, وإصابة ثلاث مدرعات ثقيلة إصابة مباشرة مما أسفر عن مقتل خمسة جنود نظاميين, كما ترددت أنباء عن انشقاق اللواء المدرع الثالث التابع للحرس الجمهوري المرابط في دمشق, وسارع التليفزيون السوري إلي تحذير سكان دمشق من وجود مسلحين بزي قوات الحرس الجمهوري ينتشرون في بعض الأحياء ويستعدون لمهاجمتهم. وقدرت مصادر طبية حصيلة الضحايا بين المدنيين حتي ظهر أمس بنحو مائة قتيل في عدة مناطق داخل دمشق وخارجها. وبالتزامن مع الاشتباكات الدائرة في دمشق, دعت الولاياتالمتحدة إسرائيل إلي تجنب قصف مستودعات الأسلحة الكيماوية السورية, وحذر مسئول أمريكي من أن هذا الإجراء من شأنه حشد الدعم محليا للرئيس السوري. وقال معتز شقلب الأمين العام لتيار الكرامة السوري المعارض, إن30 ألف مسلح من عناصر الجيش الحر يتأهبون لاقتحام دمشق وحسم معركتها, وأوضح في اتصال هاتفي مع الأهرام, أن طلائع هذه القوة وصلت بالفعل من حمص ودرعا, وانضمت إلي العمليات. وبعد24 ساعة من هجوم مقر الأمن القومي السوري بوسط دمشق, لم يعرف بعد مصير الرئيس السوري بشار الأسد وأسرته, وتوقعت مصادر محلية فرار بشار إلي مدينة القرداحة شمالا, وتعرف القرداحة بأنها أقوي معاقل الطائفة العلوية الحاكمة وبها قبر حافظ الأسد الرئيس السوري الراحل, ونفت موسكو أمس بحث إمكانية لجوء الأسد وعائلته إلي روسيا, وجاء ذلك عقب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وفي نيويورك, استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو لإجهاض مشروع قرار جديد لوقف الحرب الدائرة في سوريا, وتركز اعتراض الدولتين علي شمول القرار فرض عقوبات ملزمة ضد النظام السوري, تستند إلي الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة.