إن ما يحدث للأقلية المسلمة في إقليم راخين علي أرض بورما من مذابح منذ أكثر من ربع قرن يمثل غياب كامل للضمير الإنساني العالمي ومع سبق الإصرار ضد أقلية مسلمة للروهينجا ذنبها توحيد الله وإعتناق الإسلام دينًا والإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام نبياً ورسولا ، من أغلبية بوذية متعصبة ومتعطشة لإرقة الدماء وإرتكاب لمذابح مروعة راح ضحيتها مئات الآلاف دون وزاع وأدني ضمير وسط صمت إجرامي من العالم بمختلف إتجاهاته الأربع ، فضلاً عن المنظمات الدولية وحقوق الإنسان والتي يشاهدون باستحياء مذل وشجب مخزي من أمين عام الأممالمتحدة لإنهاء العنف علي أرض بورما. الروهينجا تعود لقومية عرقية تنتمي لعائلة هندية يتركزوا في " راخين " غربي البلاد عددهم مليون شخص يمثلون أقلية مسلمة وفقاً لتقديرات منظمة الاجئين الدولية يعيشون وسط سكان بورما البالغ عدد سكانها قرابة 49 مليون نسمة أغلبهم يعتنقون البوذية ، وتقع بورما في جنوب شرقي آسيا تحدها من الشمال الشرقي الصين ومن الشمال الغربي الهند وبنجلاديش ، وتعود أزمة الروهينجا بعد إستقلال بورما عن بريطانيا عام 1948 ، وفي بداية الستينيات شكلت حركة مسلحة من أقلية الروهينجا للمطالبة بالحكم الذاتي لكن الحكومة العسكرية التي تشكلت بعد إنقلاب 1962 قضت علي تلك الحركة، وفي 1982 رفض الإعتراف بهم كجماعة عرقية عند إصدار قانون الجنسية واعتبرتهم مهاجرين غير شرعيين ، وأصبح التنكيل من القوات العسكرية بإرتكاب مذابح وحملات إبادة منظمة ضد الأقلية المسلمة عقب الحملة علي مسلحي الروهينجا حتي هرب نصف مليون روهنيجي لحدود بنجلاديش من هول الجحيم ، فضلاً عن رفض سلطات ميانمار السماح لهم بالعبور. إن المنصف الذي يحلل ما يحدث لمسلمي ميانمار يؤكد أن أزمتهم ليست مع العقيدة البوذية ولكنها مشكلة سياسية نتيجة اضطهاد الجيش البورمي والتمييز ضد كل مسلمي بورما وليس مسلمي الروهينجا فقط بحجة أنهم إرهابيين، بالإضافة إلي الرهبان البوذيين بقيادة الراهب اشين ويراثو الذين يتمتعون بالكراهية الدينية مع جماعات عدة من الغوغاء الذين يرتكبون أبشع أعمال القتل والتنكيل ضد المسلمين العزل والحرق للمساجد، ومع أن ذلك يتنافي مع التعاليم البوذية التي لا تعترف بالعدوانية بل التعاطف عن طريق التأمل للكائنات المختلفة، مما يؤكد أن الصور المأساوية لشعب الروهينجا من أطفال مذبوحين ونساء مغتصبات وبيوت محروقة ونزوح جماعي بلا متاع جائعين خايفين وهاربين من الموت، يجعل ضرورة التحرك الدولي والإسلامي لإنقاذ الشعب الروهنيجي وحمايته مما يلاقونه من اضطهاد وتشريد وقتل ممنهج وتطهير عرقي لأقلية مسلمة وإنتهاك حقوقها في الدين والحياة . مهما كان حقيقة جدلية الوضع في بورما ، فأن أقنعة الدفاع عن الحقوق والحريات قد سقطت عن المجتمع الدولي رغم الأستنكار لأعمال غير الإنسانية لمسلمي الروهينجا التي تتعارض مع كل الشرائع والأديان مما يستوجب التحرك السريع، وليس استنكار المؤسسات الإسلامية للأعمال الوحشية بالتصريحات والمظاهرات، أو تضامن بابا الفاتيكان والمطالبة باحترام حقوقهم وبزيارة بورما وبنجلادش نوفمبر المقبل ، ولا وضع تقرير نهائي للجنة تقصي الحقائق التي يرأسها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي فنتيجته عقابًا سريعاً هجمات للجيش البورمي علي المدنيين العزل من مسلمي إقليم أراكان بعد يومين فقط . لكن المؤكد أن مبادرة الأزهر بجمع مكونات المجتمع الميانماري بالقاهرة طريقاً لحل مشكلة الروهينجا بلا إثارة وتبادل للاتهامات الطرفين فربما تكون للقضية أبعاد عرقية وثقافية واقتصادية واجتماعية ، ولكن كم من الأرواح سنذكر لحل القضية في غياب إنصاف دولي .. ومما يتطلب صرخة إنسانية مدوية لتحرك فوري لكل من منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والأممالمتحدة والأتحاد الأوروبي ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق الإنسان لتوثيق الجرائم ضد الإنسانية لتكون يوماً دليلاً أمام الجنائية الدولية ، وإجبار حكومة ميانمار للعودة لصوابها ، والرشد لصاحبة " نوبل" ، حتي يوماً نري مجيبا للنداءات " وإسلاماه ". [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ;