جمعية المناهج وطرق التدريس تبحث المشكلة وتؤكد على العلوم والتكنولوجيا حتى لا نتخلف مع اختلاف المفاهيم وتطور العلوم والتكنولوجيا الحديثة أصبح هناك العديد من التخوفات التى قد تدخل على مناهجنا فى مصر والعالم العربى مما قد تؤثر على الهوية العربية وانتقلت هذه التخوفات إلى المشاركين فى إعداد المناهج الدراسية لطلاب المدارس لذا بحثت الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس هذه الأزمة من خلال أوراق أعدت لهذا الغرض حول مناهج التعليم فى العالم العربى وتحديات الهوية». وعن هذه القضية أكد الدكتور محمود كامل الناقة، رئيس الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، أن مفهوم الهوية إنه ليس مفهوما ثابتا جامدا، وليس مفهوما ضيقا منغلقا على نفسه، فهو مفهوم مرن قابل للحركة والنمو والتطور والتحسين والاتساع، إذ قد يتسع مفهوم الهوية باتساع معارف العصر ومكتشفاته، ويتطور بتطور علومه ومعلوماته وتكنولوجياته، فيصبح العلم وتطبيقاته والتكنولوجيا واستخداماتها وتطبيقاتها جزءا من الهوية، وإلا تخلفت الهوية مثلما تتخلف الثقافة، والأمر عندئذ شديد الخطر. وأضاف أن الهوية – بلا جدال– هى المكون الرئيسى لفردية الدولة، أو الأمة، أو الشعب، كما أنها المكون الرئيسى لتفرد الفرد المواطن، وهى عصب المواطنة، من يفقدها فقد الوطن، والأمن، والأمان، وأصبح مخلوقا هائما على وجهه، لا ملجأ له ولا مسكن، لا أرضا يفترش، ولا سماء يلتحف، يحيا بلا وجود، ويعيش بلا حياة، لا هو متحرك ولا هو ثابت، لا هو مهتد ولا هو حائر، لا اسم له ولا رسم، لا جنس له ولا عنوان، لا شىء له سوى العدم. وشدد على أن أهمية أن تكون للأمة هوية، وللفرد هوية، يعمل الجميع على إكسابها للأبناء، ومساعدتهم على اكتسابها، تأتى جراء الهجمة الشرسة على هويتنا العربية عامة، وهويتنا المصرية خاصة، مستهدفة هدم وحدتنا، والقضاء على انتمائنا، ومن سلب ولائنا، والسيطرة على عقولنا، وتحطيم كياننا، ومسخ شخصياتنا، وتذويب تفردنا، وإنكار عقائدنا وثقافتنا، ومن ثم تحويلنا إلى ذلك الهائم الحائر الضائع، ولنا أن نتصور ما يمكن أن تفعله هذه الهجمة فى شبابنا فى مدارسنا، ومعاهدنا، وجامعاتنا من إنكار لهويتهم، ومن ثم لوطنهم، مما يضيع معه مستقبل الأمة. وأشار إلى أن مناهج التعليم تمثل القلب النابض فى جسم التعليم، وفى الوقت نفسه العمود الفقرى للعملية التعليمية، فكلاهما مقوم أساسى من مقومات جسم الإنسان، ومن ثم جسم التعليم، وبهذا يكون المنهج هو وسيلتنا الأساسية، وربما المتفردة، لبناء حائط الصد الذى نقيمه داخل البنيان الكلى للتعليم ضد ما يهدد المتعلم فى اسمه، وجنسه، وذاته، ووجوده، الأمر الذى يحتم على المناهج التعليمية أن تقوم بهذه المهمة الاستراتيجية المقدسة فى الدفاع عن الهوية والوجود، إذ ما أضيع الإنسان عندما يفقد هويته، وما أضيعه عندما يعجز عن صيانتها، والدفاع عنها، والذود عن حياضها، لأن الهوية وطن، ومناهج التعليم أمن قومى لحمايته. وقال رئيس الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس أن الدكتور محمد أمين المفتى، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، تعرض بالبحث لمخاطر تهديد الهوية العربية ومناهج تدعيمها وكذلك الدكتور فايز مراد مينا، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، من خلال دور المنهج فى دعم الهويات فى مصر. واستعرض الدكتور رضا مسعد، أستاذ المناهج بجامعة دمياط، أيضا مداخل تأصيل الهوية الوطنية فى المناهج الدراسية بمراحل التعليم العام. وقدم الدكتور حسام الدين مازن، أستاذ المناهج بجامعة سوهاج، رؤيته للتخطيط والتطوير الاستراتيجى القائم على المعايير لرقمنة مناهجنا التعليمية فى ضوء تحديات الهوية العربية. وتناول الدكتور خالد فرجون، أستاذ المناهج بجامعة حلوان، دور المعلمين الافتراضيين فى دعم الهوية. كذلك تطرق من خلال عدد من الأبحاث الدكتور يحيى بن على أحمد فقيهى من المملكة العربية السعودية، إلى هذه المشكلة وتناول دور منهج العلوم للمرحلة المتوسطة بالسعودية فى تعزيز الهوية الوطنية.