فى واحدة من الفرص الضائعة لإنهاء الأزمة، كشفت وسائل الإعلام العربية والعالمية أمس تفاصيل الساعات الأخيرة الفاصلة بين الأمل فى حل الأزمة وإفساد قطر فرصة ذهبية لإنهاء المقاطعة. فقد بدأت هذه الساعات بأجواء من الترقب والتفاؤل الحذر فور إعلان وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» تلقى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان اتصالا هاتفيا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عرض فيه الجلوس على مائدة الحوار مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ومناقشة مطالبها بما يضمن تحقيق مصالح الجميع. وقوبل هذا العرض بترحيب من قبل الأمير محمد بن سلمان، إلا أنه أكد أنه سيعلن موقف المملكة الرسمى بعد التشاور مع الدول الثلاث، مصر والإمارات والبحرين. ومن ناحيته، رحب أنور قرقاش وزير الشئون الخارجية الإماراتى بالاتصال، وأكد فى تغريدة نشرها على حسابه الشخصى عبر «تويتر»: «متى ما كانت المسألة فى يد الأمير محمد بن سلمان فأبشروا بالخير». وفى الوقت ذاته، أعلن البيت الأبيض أن ترامب أجرى اتصالات هاتفية منفصلة مع قادة السعودية والإمارات وقطر، مشددا على ضرورة وحدة شركاء أمريكا العرب لمواجهة ما وصفه ب»التهديدات الإيرانية». وأوضح أن ترامب أجرى اتصالات هاتفية منفصلة مع ولى العهد السعودى وولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، حيث أكد الرئيس الأمريكى فى اتصالاته ضرورة تنفيذ جميع الدول التزامات قمة الرياض لهزيمة الإرهاب ووقف التمويل للجماعات الإرهابية ومحاربة الفكر المتطرف. ولكن سرعان ما أفسدت قناة «الجزيرة» القطرية ووكالة الأنباء القطرية«قنا» هذه الأجواء، حيث زعمت «الجزيرة» أن الاتصال الذى تم بين تميم وبن سلمان جاء بناء على تنسيق من ترامب، كما ذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الدوحة عينت مندوبين للتفاوض مع الدول الأربع، بما لا يتعارض مع سيادة الدول، بالإيحاء ضمنا بأن السعودية هى صاحبة المبادرة، فى تحريف واضح لما دار فى الاتصال الهاتفي. وفى رد فعل حاسم على هذا التلاعب، رفضت وزارة الخارجية السعودية ما وصفته ب»تضليل» وكالة الأنباء القطرية، مؤكدة أنه لا يمت للحقيقة بأى صلة، وأشارت إلى أن «السلطة القطرية لم تستوعب بعد أن المملكة ليس لديها أى استعداد للتسامح مع تحوير قطر للاتفاقات والحقائق، وذلك بدلالة تحريف مضمون الاتصال الذى تلقاه سمو ولى العهد من أمير دولة قطر بعد دقائق من إتمامه». وأضافت أن «الاتصال كان بناء على طلب قطر وطلبها الحوار مع الدول الأربع حول المطالب، ولأن هذا الأمر يثبت أن السلطة فى قطر ليست جادة فى الحوار ومستمرة بسياستها السابقة المرفوضة، فإن المملكة العربية السعودية تعلن تعطيل أى حوار أو تواصل مع السلطة فى قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علني، وأن تكون تصريحاتها بالعلن متطابقة مع ما تلتزم به، وتؤكد المملكة أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار». وفى المقابل، زعمت تقارير صحفية قطرية اختراق «وكالة الأنباء القطرية» مجددا، وأنه تم تحريف البيان الصادر عنها. وعلق سعود القحطانى مستشار الديوان الملكى السعودى على هذه الأنباء بإشارته إلى أن هناك أطرافا يحاولون توجيه السلطة الحاكمة فى قطر، ويحاولون توريطها بالبيان الصادر عن وكالة الأنباء القطرية. وتابع قائلا «بدأوا يمهدون بالقول إن وكالة الأنباء مخترقة»، وتساءل بسخرية عما إذا كان بث قناة الجزيرة مخترقا هو الآخر. من ناحيته، علق الشيخ عبد الله بن على آل ثانى على هذه التطورات بتغريدة على تويتر قال فيها : «سعدت بطلب الشيخ تميم الجلوس مع سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان لحل الأزمة الراهنة بين قطر والدول المقاطعة وحزنت لما آلت إليه الأمور».