استيقظ مذعورا مما قد يحدث غدا.. فكل ما يحيط بنا يدعو إلي الإحباط, فنافذة الأمل بعيدة, والشعاع المتسرب منها يكاد يري, فكل الأمور معقدة ومتداخلة بشكل غريب وعجيب, فليس هناك رأي قاطع حول شيء, أي شيء, فهناك من يري ضرورة استمرار عمل الجمعية التأسيسية للدستور, وهناك من يري ضرورة الحكم ببطلان تشكيلها, وكأن هناك من يريد أن يقول: فليتوقف كل شيء عن الحركة, ولتستمر البلاد في حالة الفراغ الذي تعيش فيه, باعتباره السبيل الوحيد أمامها لتحقيق أهداف تخطط لها منذ قيام الثورة وحتي الآن, دون أن يتحقق منها أي شيء بعدما فرض التيار الإسلامي وجوده علي المشهد السياسي, برغم العراقيل التي وضعت له, فقد كان بحق مهيأ لهذا الأمر منذ سنوات طويلة ماضية نتيجة عمل وتواصل جماهيري غفلت عنه كل القوي الأخري, والتي تمسك بعضها بالشعارات التي يرفعونها من حين لآخر, باعتبارها دليل الوجود والأسلوب الأمثل للحشد الجماهيري. في حين ركن آخرون إلي احتمال تزايد الرفض الشعبي للإسلاميين واستمرار وتيرة الأحكام القضائية التي يحصلون عليها من حين لآخر, لإقصاء هذا الفريق ومن يعاونه, وركوب الموجة الجديدة لاعتلاء القمة, باعتبارهم مقدمة وطليعة البديل الثالث. ومع كل هذا التضارب وعدم التوحد في ظل ظروف بالغة الصعوبة, يتضاءل الأمل وتضيع الأحلام في قرب حدوث الانفراجة المنشودة لتبحر سفينة الوطن إلي بر الأمان. فمن يراهن علي حل الجمعية التأسيسية وحل المجالس النيابية والعودة إلي نقطة البداية من جديد لتعديل المسار وفق رؤيته يضيع من عمر الوطن الكثير ويفقد البلاد فرصة الانطلاق إلي أهداف نادت بها الثورة. ومن يتمسك بمقولة أنا والطوفان من بعدي, سوف يجرفه الشعب والذي ينحاز دائما للصواب وليس مثلما يقول مثل هؤلاء مغرر به. فليرفع الجميع أيديهم الممسكة بتلابيب الوطن, وليتوقف سيل الاتهامات المتبادلة وليصطف الجميع ولو لمرة واحدة, حتي تتحقق الأحلام والأهداف ولتتخلص ولو لليلة واحدة من تلك الكوابيس التي يصنعها البعض منا, رحمة بالبلاد والعباد. المزيد من أعمدة احمد البطريق