لن نصدق الرئيس محمد مرسي, حتي ينفصل كلية عن جماعة الاخوان, ويكبح جماح الذين يتحدثون باسم مؤسسة الرئاسة من الجماعة والحزب. الرئيس والجماعة, يستقويان بالولايات المتحدة ذلك الشيطان الأكبر في أدبياتهم وتصريحاتهم قبل الثورة فهما وجهان لعملة واحدة, بهدف فرض السيطرة علي الدولة بالقوة, وبالتهديد الذي يصل لحد البلطجة السياسية, وهو مقدمة للانقلاب والصدام مع المجلس الأعلي والسلطة القضائية, لعدم الاعتراف بالأحكام أو الاعلانات الدستورية والقوانين, بمساندة ودعم أمريكي فاجر. فقد طلت علينا المندوبة السامية كلينتون, لتتدخل في شئوننا ومن داخل القصر الجمهوري, والغريب أن وزير خارجيتنا وقف يستمع كالعاجز عن الرد, ولم تستنفر كرامته ووطنيته, لكي يرد علي الوزيرة المتعجرفة, وكأن آداب الدبلوماسية تمنعه من رد الصاع صاعين علي كلينتون, والتي جاءت لتأكيد تثبيت مرسي في موقعه, وللتشاور حول صلاحياته وتشكيل الحكومة وتمثيل الاقباط والمرأة في الرئاسة. هرول الاخوان وخلفهم الرئيس للتحالف الاستراتيجي مع أمريكا بأسرع مما يتوقع الجميع, رغم أنهم كانوا في السابق يتهمون هذا الشيطان الاكبر بسفك دماء المسلمين حول العالم ودعم الصهاينة وفجأة تحول ذلك الشيطان إلي حليف لمرسي وللجماعة, فأمريكا تحظي بحفاوة بالغة من قيادات الحرية والعدالة وأعلامهم, وحتي المتحدث الرئاسي, خرج علينا ليدافع عن كلينتون بدلا من الرد عليها لتدخلها في شأن مصري خالص, لكن يبدو أنهم جميعا عاجزون عن الدفاع عن مصالح الشعب والوطن. مارست الإدارة الامريكية ضغوطا شديدة علي المجلس الاعلي منذ جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية, وهددت بالنظر في حزمة المساعدات العسكرية والاقتصادية, بل ذهبت لأكثر من ذلك بالتهديد بفرض حصار اقتصادي وعسكري وربما سياسي علي مصر, وتوافد مسئولون أمريكيون علي عدة جهات مصرية, وكان الهدف أن يقود الاخوان أكبر دولة في المنطقة خلال هذه المرحلة, لتمرير السياسة الامريكية, والتي بدأت بغزو العراق وتقسيم الدول العربية إلي دويلات لتصبح اسرائيل هي الملكة المتوجة علي العروش في المنطقة. علي المصريين التصدي لمؤامرة سحب الاعلان المكمل ليظل المجلس الاعلي مسئولا عن الأمور العسكرية, وليحافظ علي الدولة المصرية المدنية, فالشعب الثائر لن يقبل باستمرار الظلم.. وسيقف خلف جيشه حتي لاتتحول مصر لدولة اخوانية أو ولاية أمريكية. المزيد من أعمدة أحمد موسي