حثت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين على استكمال عملية الانتقال إلى حكم ديمقراطي كامل. وقالت إن الولاياتالمتحدة تؤيد قيام حكم ديمقراطي كامل في مصر وعودة الجيش لآداء دوره الذي يقتصر على حماية الامن القومي. واجتمعت كلينتون مع الرئيس المصري محمد مرسي اليوم السبت ومن المقرر ان تجتمع مع المشير حسين طنطاوي غدا الاحد. وتزامن مع زيارتها مظاهرات رافضة للتدخل الأمريكي في الشأن الداخلي المصري، وسط هتافات تندد بدعم واشنطن للإخوان. وأكدت كلينتون، التي تقوم بأول زيارة لمصر منذ تنصيب مرسي قبل أسبوعين، أن الأمر متروك تماما للمصريين كي يقرروا ما يريدون وقالت إن الديمقراطية تحتاج الى الحوار والحلول الوسط. وعبرت مجددا عن دعم واشنطن لمصر التي كانت حجر الزاوية في السياسة الأمريكية خلال حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي امتد ثلاثة عقود. وقالت في مؤتمر صحفي بعد اجتماعها مع مرسي وهي تثني على المجلس العسكري لدوره في عملية الانتقال في مصر "تؤيد الولاياتالمتحدة الانتقال الكامل الى الحكم المدني بكل ما يستتبع ذلك. وأضافت "لكن مازال هناك المزيد من العمل الذي ينبغي انجازه. وأعتقد ان القضايا الخاصة بالبرلمان والدستور يجب حلها بين المصريين. وأتطلع إلى بحث هذه القضايا غدا مع المشير حسين طنطاوي وبالعمل لدعم عودة الجيش الى دور (حماية) الامن القومي المحض." وسعى الجيش الذي يتولى السلطة منذ ستة عقود للحد من سلطات الرئيس المدني الجديد قبل جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية التي جرت على مدى يومين الشهر الماضي. وحل المجلس الاعلى للقوات المسلحة البرلمان الذي تهيمن عليه جماعة الاخوان المسلمين تنفيذا لحكم المحكمة الدستورية العليا التي قضت بعدم دستورية بعض بنود قانون الانتخابات. ولم ينتظر مرسي طويلا لتأكيد سلطاته فأصدر مرسوما بإعادة البرلمان بعد ايام من توليه منصبه. وقال مسؤولون أمريكيون تحدثوا قبل وصول كلينتون اليوم إن وزيرة الخارجية ستحث الزعماء المدنيين والعسكريين في مصر على العمل معا لاستكمال عملية التحول الكامل للحكم الديمقراطي. وقال مسؤول أمريكي رفيع للصحفيين طالبا عدم الكشف عن اسمه "ستقول 'عليكم التمسك بها. وعليكم مواصلة العمل.'" وتابع "من المهم ان يشارك جميع الاطراف ...ممن لهم صوت في عملية التحول في مصر في حوار للرد على التساؤلات المعقدة المتعلقة بالبرلمان والدستور." وأضاف المسؤول "ستحث (المشير حسين) طنطاوي كما ستحث (الرئيس المصري) مرسي والمجتمع المدني على المشاركة في هذا الحوار وتفادي انواع من المواجهات قد تؤدي إلى خروج عملية التحول عن مسارها." وكانت الولاياتالمتحدة تنأي بنفسها عن جماعة الاخوان وسئلت كلينتون ان كانت تأسف على ان الادارات الامريكية المتعاقبة ايدت حكما في مصر عمل على قمع وتهميش الجماعة وفي بعض الاحيان سجن رئيسها الحالي محمد مرسي. وقالت كلينتون "عملنا مع حكومة البلد في ذلك الوقت. ونعمل مع الحكومات في انحاء العالم. نتفق مع بعضها. ونختلف مع البعض الاخر." وتابعت "كنا ثابتين في تشجيع حقوق الانسان والمطالبة علنا بانهاء قانون الطواريء ووضع نهاية لاحتجاز سجناء سياسيين." وقالت ايضا انه يجب على مرسي التمسك بالتزامه بالمعاهدات الدولية ومن بينها معاهدة السلام مع إسرائيل الموقعة عام 1979 . وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الذي كان يتحدث بجوار كلينتون "السيد الرئيس محمد مرسي أعلن في كل المناسبات أن مصر تحترم جميع التعهدات والاتفاقيات التي دخلت فيها طواعية طالما الطرف الآخر يحترم التزاماته بالنسبة لهذه الاتفاقيات والمعاهدات." وقال الوزير المصري "اليوم الرئيس مرسي اعاد تأكيد نفس الموقف موضحا أن مفهومنا للسلام هو السلام الشامل كما تنص عليه معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وأن الهدف المصري في المرحلة الحالية هو تحقيق السلام الشامل بما في ذلك السلام للشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في اقامة دولته المستقلة على حدود ما قبل 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية." هيلاري: قضايا الدستور والبرلمان يجب حلها بين المصريين وسأبحث تلك القضايا مع المشير طنطاوي غدا وزيرة الخارجية الأمريكية: على مرسي التمسك بالمعاهدات الدولية ومن بينها معاهدة السلام مع إسرائيل