قاد رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوى والملك فيليب السادس أمس مراسم العزاء فى برشلونة لضحايا حادث الدهس الإرهابى الذى أسفر عن مقتل 14 شخصا. ووصل راخوى وفيليب معا إلى ساحة بالاكا دى كاتالونيا المزدحمة بوسط مدينة برشلونة، للمشاركة فى الوقوف لمدة دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الهجوم وفى وقت سابق، أعلن راخوى الحداد لمدة 3 أيام بعد ما وصفه بأنه «هجوم إرهابي». وقال فى مؤتمر صحفى فى برشلونة إن «الحرب ضد الإرهاب هى اليوم الأولوية الأولى للمجتمعات الحرة والمنفتحة مثل مجتمعاتنا. إنه تهديد عالمى والرد يجب أن يكون عالميا». ومن المقرر أن يحضر راخوى اجتماعا أمنيا فى وقت لاحق، لمناقشة تداعيات الهجوم، ومتابعة آخر التطورات والإجراءات الأمنية المتخذة. ودهس سائق عمدا أمس الأول - الخميس - حشدا فى شارع لاس رامبلاس الذى يرتاده آكبر عدد من السياح فى شمال شرق إسبانيا، مما أدى إلى مقتل 14 شخصا وإصابة نحو 100آخرين، فى عملية تبناها تنظيم داعش. وقبل أن تدهس السيارة من نوع ال «فان» الحشود فى لاس رامبلاس، ذكرت الشرطة أن شخصا واحدا قتل فى انفجار بمنزل فى بلدة أخرى جنوب غربى برشلونة. وذكر مصدر فى شرطة كاتالونيا أن سكان المنزل كانوا يعدون متفجرات.وبعد ساعات قليلة بعد منتصف ليل أمس - الجمعة - نفذت شرطة كاتالونيا عملية أمنية أحبطت خلالها حادث دهس آخر فى كامبريلس على بعد 120 كم بجنوب غرب برشلونة، وقتلت 5إرهابيين فى السيارة التى كانت تحاول تنفيذ الاعتداء. وذكرت الشرطة أن الإرهابيين على صلة بهجوم برشلونة، مؤكدة أن الوضع فى مدينة كامبريلس أصبح تحت السيطرة. وأشار متحدث باسم شرطة كاتالونيا إلى أن بعض الإرهابيين الذين قتلوا فى العملية الأمنية كانوا يرتدون أحزمة ناسفة. ومن جانبها، ذكرت خدمات الطوارئ فى إقليم كتالونيا أن 7 أشخاص، من بينهم ضابط شرطة، أصيبوا بعدما دهست سيارة حشدا من الناس فى كامبريلس. وأضافت أن أحد المصابين فى حالة خطيرة. وأشارت وسائل إعلام محلية الى أن شاحنة المهاجمين انقلبت وعقب خروج المهاجمين منها أطلقت الشرطة النار عليهم. وفى واقعة أخري، قتلت الشرطة بالرصاص رجلا صدم بسيارته نقطة تفتيش تابعة للشرطة فى برشلونة، لكن ليس لديها دليل على أن هذه الواقعة أيضا مرتبطة بهجوم السيارة الفان. وفى السياق نفسه، ما زالت قوات الأمن تبحث عن سائق السيارة الفان المنفذ لحادث الدهس الأول فى لاس رامبلاس، الذى شوهد وهو يفر على قدميه.وأشارت الشرطة إلى أنها ألقت القبض على رجلين أحدهما مغربى والآخر إسبانى من جيب مليلية، لكن أيا منهما لم يكن السائق، وأوضحت أن الرجلين الذين اعتقلا ألقى القبض عليهما فى بلدتى ريبول وألكانار فى إقليم كاتالونيا. ومن جانبه، قال مصدر قضائى مطلع على التحقيقات إن السلطات الإسبانية تعتقد أن 8 أشخاص ربما شكلوا خلية نفذت هجوم برشلونة، وخططت لاستخدام أسطوانات غاز البوتان. كما نقلت صحيفة «إلبايس» عن محققى الشرطة القول إن الخلية مكونة من 12 شخصا، 5 منهم قتلوا فى تبادل لإطلاق النار مع الشرطة فى كامبريلس، و4 منهم محتجزون حاليا لدى الشرطة و3 منهم، بينهم المشتبه فى قيادته السيارة التى نفذت هجوم برشلونة، مازالوا طلقاء. وعلى صعيد متصل، أعلن الدفاع المدنى فى كاتالونيا على موقع «تويتر» أن ضحايا اعتداء برشلونة وكامبرليس من 34 جنسية على الأقل. وأوضح البيان أن الضحايا الذين بلغ عددهم 14 قتيلا على الأقل ومئات الجرحى وفق «حصيلة مؤقتة»، ينحدرون من جميع أنحاء العالم ولا سيما أوروبا، فضلا عن آسيا وأمريكا اللاتينية. وأسقطت الهجمات أكبر عدد من القتلى فى إسبانيا منذ مارس 2004 عندما وضع إرهابيون قنابل فى قطارات ركاب فى مدريد، مما أسفر عن مقتل 191 شخصا وإصابة أكثر من 1800 آخرين. وعقب الأحداث، توالت ردود الفعل العالمية والتعازى لأسر الضحايا، حيث قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن»الولاياتالمتحدة تستنكر الهجوم الإرهابى فى برشلونة بإسبانيا وستفعل أى شيء ضرورى للمساعدة».