أساس الفن الإلهام وسعة الخيال، وبهما يقف المبدع الحقيقى على بداية الطريق. أما الاستمرار والسير فى الطريق فيحتاج إلى تأهيل وتدريب وبيئة فنية حاضنة وثقافة مجتمع يشجع. نحاول خلال هذه السطور إبراز نماذج يحملون الموهبة, ولكنهم فى حاجة إلى باقى العناصر. فنان بكل الألوان إسلام محمد صلاح -25 عاما- تخرج فى كلية تجارة خارجية جامعة حلوان، حياته مع الرسم بدأت وهو فى الثامنة من عمره، كان يدخر مصروفه لشراء الألوان «وكراسات» الرسم، ولاحظ أهله انه بالرغم من صغر سنه إلا انه يرسم بطريقة محترفة فشجعوه على تنمية موهبته، واستطاع مع الوقت تحويل اى شئ حوله إلى عمل فنى ابداعي. يقول إسلام: كان حلمى دخول كلية الفنون الجميلة ولكن للأسف لم أتمكن من الالتحاق بها، وبالرغم من ذلك واصلت الرسم وعملت على تنمية موهبتي، إلا أنه واجهتنى مشكلة ارتفاع أسعار خامات وأدوات الرسم، ففكرت فى استخدام مواد بدائية بسيطة، فالفنان الحقيقى لا تصنعه أدوات الرسم بل العكس، ووجدت انه من الممكن صنع لوحة فنية بأدوات بسيطة، ومن هنا رسمت أم كلثوم «ببرى» الأقلام ورسمت احمد حلمى بال «شاي» واستخدمت مسحوق «زهره الغسيل» ورسمت بال «كبريت» وعلى أقراص الدواء ورسمت بالنار وعلى ورق الاشجار، وعلى «تذاكر المترو» وعلى نوى التمر والقواقع وعلى تجويف «قشرة البيضة» من الداخل، كما نفذت فكرة بمساعدة النمل فرسمت المسجد الاقصى بالعسل والسكر ووضعته فى مكان به نمل، وبالفعل جذب العسل النمل والتصق عليه مما كون شكل المسجد الاقصى بالنمل واسميتها «انتفاضة اصغر كائن على الأرض» ويضيف إسلام تعلمت من الرسم أشياء كثيرة مثل الصبر والتحدى وأتمنى ان تصل موهبتى لكل الناس وان تتاح لى فرصة المشاركة فى معارض محلية ودولية. تحقيق الحلم اما ياسمين خالد محمد -22 سنة - من مدينة جمصة، محافظة الدقهلية فقد استطاعت تحقيق حلمها بدخول كلية الفنون الجميلة وتخرجت هذا العام فى قسم التصوير. ظهرت موهبتها مبكرا فى المرحلة الابتدائية، فكثيرا ما كانت زميلاتها تطلبن منها رسمهن، مما أعطاها ثقة بالنفس بامتلاكها موهبة الرسم، فشاركت فى جميع الأنشطة الفنية، وحصلت على كثير من شهادات التقدير. تقول ياسمين: وجدت اعتراضا من اهلى على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لاعتقادهم ان الرسم موهبة فقط وليس له مستقبل فى مصر، ولكنى استطعت إقناعهم بأن هناك مجالات وفرص عمل كثيرة لخريجى كليات الفنون، وبعد التحاقى بكلية شاركت فى مبادرة رسم «جرافيتي» فى قرية «كفر الغاب»، وبرغم المجهود الشديد الا ان المشاركين جميعا شعروا بسعادة بالغة لأننا استطعنا توصيل معنى وجمال الفن داخل قرية بسيطة، كما شاركت أيضا فى مبادرة «ارسم بسمة على وجه طفل يتيم» بأحد دور الأيتام بمنطقة حلوان.