فى عالم السينما المليء بالأضواء اللامعة والأسرار الكبري، تظل جوائز الأوسكار هى نقطة الجذب الأهم فى عالم الأطياف. كل المهرجانات تتمني اللحاق بها و تحقيق اى جماهيرية تضاهيها. فتجذب كبار النجوم وتصنع فعاليات أقرب للاحتفالات والكرنفالات، ورغم ذلك يظل الأوسكار أسطورة لا يستطيع مهرجان الوصول لتأثيرها وتكاد تكون مرتبطة ارتباطا شرطيا بفن السينما ذاته. ويقام حفل الأوسكار في نهاية شهر فبراير او بداية مارس من كل عام، والتسابق يكون بين الافلام التى عرضت ولو مدة اسبوع بمدينة لوس انجلوس الامريكية. واى فيلم ناطق باللغة الانجليزية من بينها ممكن ترشحه لكل الجوائز لكن هناك جائزة واحدة للفيلم الاجنبى غير الناطق بالانجليزية. وقد بدأت الشركات الهوليودية المهمة تنزل بترسانتها القوية من الأفلام الفنية ذات المستوى الرفيع لتصنع سمعة جيدة مسبقة ربما تساعد الفيلم ان ينال حظ الاختيار للترشيحات النهائية للأوسكار. وبانتهاء مؤتمر الكوميك كون الشهير بأمريكا يبدأ موسم طرح (الجواهر) فى الربع الاخير من العام وتحديدا في مهرجانات مثل فينيسيا و تيلوريود وتورنتو ونيويوركولندن. طبعا مهرجان البندقية هو اهم ساحة عرض في هذه السلسلة ويعرض بها فى الافتتاح هذا العام فيلم «تحجيم» ا للمخرج الامريكى المتميز الكساندر باين. ويبدو من الملخص المقتضب المنشور عن الفيلم انه سيكون بالفعل ذا منحى محير. حيث يقول صناع الفيلم أنه عن رجل وافق ان يتقلص جسديا مقابل التمتع بقضاء ايامه الاخيرة في منتجع فاخر. ويعتبر افتتاح مهرجان فينيسا هو تميمة الحظ للعديد من الافلام فى السنوات الماضية. ونال ذلك افلام مثل لالالاند وجاذبية وبيرد مان وكلها توجت بالأوسكار وبالاشادة العالمية الكبري. وتعرض بالبندقية ايضا أفلاما مهمة أخرى مثل «أم» لدارين أرنوفسكى بطولة جينفار لورانس وخافيير بارديم، وكذلك فيلم «شكل الماء» لجييرمو ديل تورو وهو فيلم صامت بطولة سالى هوكنز. وفيلم «ثلاث لوحات اعلانية خارج ميسورى» اخراج مارتن ماكدونا مع النجمة فرنسيس ماكدورماند. و«فيكتوريا وعبدول» للبريطانى ستيفين فريرز وهو دراما تاريخية من القرن التاسع عشر. و هناك فيلم منتظر آخر من اخراج جورج كلونى وتأليف وانتاج الاخوين كوين وهوسوبر بايكون. والفيلم البريطانى لين اخراج اندرو هاى عن رواية لويلى فلاوتن. أما مهرجان تورنتو الذى يعد الآن المهرجان الاهم بقارة امريكا الشمالية أمام منافسه الاكبر الآن مهرجان تليرويد بالولايات المتحدة. تورنتو اعلن منذ وقت ليس ببعيد الملامح القادمة لبرنامج دورته القادمة، بينما تيلرويد يسعى سريا للحصول على افلام سيتم عرضها بفينيسيا لتكون عرضا اول لامريكا الشمالية من خلاله. لكن هذا لن يمنع تورنتو من عرض افلام متميزة سيعرضها منافسه الامريكى قبله. وقبل ان تصل كندا ستعرض مدينة كولورادو، أفلاما مثل «حرب الاجناس» للمخرجين جوناثان داينون وفاليرى فارس وبفيلم جديد من اخراج انجلينا جولى بعنوان «فى البداية قتلوا أبى» انتاج نتفليكس: موضة السينما فى العالم. ويعرض هذا العام ايضا اعمالا مهمة لثنائيات اشتهرت بتقديم افلام ناجحة من قبل منها «تنفس» لاندى ساركيس الذى يفتتح مهرجان لندن ايضا ويعود فيه مع الممثل الشهير أنرو جارفيلد في دور مهم, وكذلك دافيد جوردون جرين الذى يعيد للاضواء جاك جلينهال بفيلم «قوى» فى أداء مذهل كما تقول التسريبات. أما المنتج الاسطورى هارفى ونشتاين سيكون حاضرا بفيلم الحرب الحالية لالفونسو جوميز ريخون بطولة بينييدت كوبرباتش ومايكل شانون. لكن ليست هناك اخبار عن فيلم وينشتاين المنتظر: ماريا ماجدلينا. و يبدو ايضا ان لا احد متحمسا لعرض فيل «ديترويت» لكاترين بيجلو والذى حقق خسائر ملحوظة بشباك التذاكر الامريكى الاسبوع الماضي، وهو عن عنف الشرطة بامريكا في الستينيات فى المدينة التى يحمل الفيلم اسمها. أمازون التى اصبحت الآن من كبار منتجى السينما وتنافس الشركات السبع الكبرى وجدت بغيتها بمهرجان نيويورك السينمائى القادم وستعرض ثلاثة من أعمالها المنتظرة، هى: «العلم الاخير يطير» لريتشارد لينكلاتر المأخوذ عن مقطع من رواية دانييل بونيسكان: «التفصيلة الاخيرة»، وكذلك فيلم وندرستراك اخراج تود هاينز الذى جذب الانظار بمهرجان كان السينمائى الاخير، وفيلم المخرج الكبير وودى آلان من بطولة كيت وينسليت وجاستين تمبرلاك. ولا ينبغى التقليل من تأثير مهرجان نيويورك المجهول للكثيرين، فمنه انطلق للنجاح المدوى لأفلام مثل «هيجو» و«موقع التواصل الاجتماعى» عن اختراع الفيس بوك وحياة باى وكابتن فيليبس وغيرها وكلها تم تقديرها بالاوسكار. ثمة بعض الافلام التى لم تحظ بشركة توزيع كبري حتى الآن لتساعدها على اختراق حصن الاوسكار المنيع منها فيلم بول شرادر «تم اصلاحها اولا» وسيعرض بفينيسيا، وفيلم قانون الطفل لريتشارد أيير من بطولة ايما طومسون عن رواية يان ماك ايوان عن طفلة ترفض عملية نقل الدماء لاسباب طبية. لمزيد من مقالات د.أحمد عاطف;