محافظ دمياط يتابع سير التصويت في جولة الإعادة لانتخابات النواب    توافد الناخبين منذ الساعات الأولى للتصويت بدائرة كفر شكر القليوبية    الوطنية للانتخابات للمواطنين: شارك ..صوتك مهم يصنع فرق فى القرار    رئيس الوزراء يكتب: "الدّيْن بين لحظة الذروة ومسار التصحيح: كيف تقرأ الدولة عبء اليوم؟"    ارتفاع سعر الدولار بالبنوك المصرية فى تعاملات اليوم الخميس    المنشاوي يتلقى تقريرًا حول زيارة نائب رئيس جامعة أسيوط للمركز القومي للبحوث الاجتماعية    بمنتصف التعاملات.. البورصة تواصل ارتفاعها مدفوعة بمشتريات محلية وأجنبية    برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجاعة..التدخل الخارجى يهدد باستمرار الحرب في السودان    مدن سودانية رئيسية بلا كهرباء عقب قصف بطائرات مسيّرة استهدف محطة طاقة    بث مباشر مباراة السعودية والإمارات في كأس العرب 2025 (لحظة بلحظة) | التشكيل    التشكيل الرسمي لمواجهة السعودية والإمارات في كأس العرب 2025    جوارديولا: لو كان مرموش معنا لما لعبت بهذه الطريقة أمام برينتفورد    جلوب سوكر - خروج صلاح من القائمة النهائية لجائزتي أفضل مهاجم ولاعب    مدافع بتروجت يدخل ضمن اهتمامات الزمالك لتعويض رحيل مصدق    ضبط شخص بالإسكندرية لبيع مشروبات كحولية مغشوشة ومجهولة المصدر    ضبط سيارة زيت طعام غير صالح وفول مصاب بالسوس بساقلته قبل توزيعها على المطاعم    أمواج 2.5 متر.. الأرصاد تحذر من اضطراب الملاحة بالبحر الأحمر    مكانش قصدى أموته.. اعترافات طالب 6 أكتوبر بقتل زميله بقطعة زجاج    المشدد 15 سنة لمتهم بقتل شخص فى مركز طما بسوهاج    أمين مجمع اللغة العربية: العربية قضية أمة وهويتها ولغة الوعي القومي العربي    "الست" خارج الصورة    تكربم 120 طالبا من حفظة القرآن بمدرسة الحاج حداد الثانوية المشتركة بسوهاج    التعليم العالي: انضمام 11 فرعا جديدا إلى قائمة الجامعات الأجنبية بمصر    سد النهضة وتسوية الأزمة السودانية تتصدران قمة السيسي والبرهان اليوم بالقاهرة    استهداف سيارة عبر طائرة مسيّرة في مرجعيون بجنوب لبنان    إقبال ملحوظ على لجان الاقتراع بالسويس في اليوم الثاني لانتخابات الإعادة    اسعار الفاكهه اليوم الخميس 18ديسمبر 2025 فى أسواق المنيا    إخماد حريق داخل مزرعة دواجن بالفيوم.. وتحرير محضر بالواقعة    إصابة 4 أشخاص والبحث عن مفقودين في انهيار عقار من 5 طوابق بالمنيا    وزيرة التنمية المحلية ومحافظ قنا يفتتحان محطة مياه الشرب بقرية حجازة بحري    تخصيص قطع أراضي لإقامة مدارس ومباني تعليمية في 6 محافظات    وزير الاتصالات يفتتح مقر مركز مراقبة الطيف الترددي بمحافظة الجيزة    صحة الدقهلية نجاح فريق طبي بمستشفى السنبلاوين فى إعادة بناء وجه وفكين لمصاب    صحة المنيا: تقديم أكثر من 136 ألف خدمة صحية وإجراء 996 عملية جراحية خلال نوفمبر الماضي    أنشطة مكثفة لصناع الخير عضو التحالف الوطنى فى محافظات الوجهين البحرى والقبلى    رئيس الوزراء يصدر قرارًا بإسقاط الجنسية المصرية عن 3 أشخاص    مصدر بالصحة: الدفع ب10 سيارات إسعاف في حادث مروري بدائري المنيب صباح اليوم    عام استثنائي من النجاحات الإنتخابية الدولية للدبلوماسية المصرية    وزير الثقافة يبحث تعزيز التعاون الثقافي مع هيئة متاحف قطر ويشارك في احتفالات اليوم الوطني    سنوات من المعاناة والغياب عن الأضواء في حياة نيفين مندور قبل وفاتها المأساوية    الكوكي: الأهلي المرشح الأبرز للدوري وبيراميدز أقرب منافسيه    أمريكا توافق على مبيعات أسلحة بقيمة 11.1 مليار دولار لتايوان    بعد تداول منشور حزبي.. ضبط متطوعين خارج اللجان بزفتى بعد ادعاءات بتوجيه الناخبين    أستاذ علوم سياسية: التوسع الاستيطاني يفرغ عملية السلام من مضمونها    مركز التنمية الشبابية يستعد للبطولة التنشطية لمشروع كابيتانو مصر    وزير الصحة: الذكاء الاصطناعى داعم لأطباء الأشعة وليس بديلًا عنهم    من تخفيض الفائدة إلى مكافأة المحارب.. أبرز وعود ترامب لعام 2026    انخفاض ملحوظ، درجات الحرارة اليوم الخميس في مصر    د. حمدي السطوحي: «المتحف» يؤكد احترام الدولة لتراثها الديني والثقافي    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل شابين خلال اقتحامه بلدتي عنبتا وكفر اللبد شرق طولكرم    إدارة ترامب تسخر من بايدن بلوحة تذكارية على جدار البيت الأبيض    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 18ديسمبر 2025 فى المنيا.....اعرف صلاتك    غياب الزعيم.. نجوم الفن في عزاء شقيقة عادل إمام| صور    سوليما تطرح «بلاش طيبة» بالتعاون مع فريق عمل أغنية «بابا» ل عمرو دياب    يلا شووت.. المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025: صراع تكتيكي على اللقب بين "أسود الأطلس" و"النشامى"    اقتحام الدول ليس حقًا.. أستاذ بالأزهر يطلق تحذيرًا للشباب من الهجرة غير الشرعية    18 فبراير 2026 أول أيام شهر رمضان فلكيًا    أسوان تكرم 41 سيدة من حافظات القرآن الكريم ضمن حلقات الشيخ شعيب أبو سلامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سحابة ‬‮«‬ريجينى‮» ‬ ‬بين ‬روما ‬والقاهرة

لا ‬أحد ‬ينكر ‬دور ‬إيطاليا ‬الداعم ‬لمصر ‬بعد ‬ثورة ‬30 ‬يونيو ‬حينما ‬وقف ‬رئيس ‬الوزراء ‬الإيطالي ‬السابق ‬ماثيورينزي ‬مؤيدا ‬بشدة ‬الموقف ‬المصري ‬وداعما ‬له، ‬غير ‬أن ‬الأمور ‬تغيرت ‬تماما ‬عقب ‬مقتل ‬الباحث ‬الإيطالي‬ ‮«‬جوليو ‬ريجيني‮»‬ ‬في ‬الحادث ‬الشهير ‬والعثور ‬علي ‬جثته ‬علي ‬قارعة ‬الطريق، ‬ونتيجة ‬عدم ‬فك ‬طلاسم ‬حادث ‬القتل ‬حتي ‬الآن ‬تدهورت ‬أوضاع ‬العلاقات ‬بين ‬مصر ‬وإيطاليا ‬نتيجة ‬التصعيد ‬غير ‬المبرر ‬من ‬الجانب ‬الإيطالي، ‬ودخول ‬وسائل ‬الإعلام ‬علي ‬الخط ‬في ‬الأزمة ‬بالتصعيد ‬والشحن، ‬وللأسف ‬هناك ‬بعض ‬وسائل ‬الإعلام ‬المصرية ‬تورطت ‬بحُسن ‬نية ‬في ‬تأجيج ‬الأزمة ‬وتعقيدها، ‬لدرجة ‬أن ‬الجانب ‬الإيطالي ‬كان ‬يستشهد ‬أحيانا ‬بما ‬يذاع ‬أو ‬يكتب ‬في ‬وسائل ‬الإعلام ‬المصرية ‬المقروءة ‬والمرئية ‬في ‬إطار ‬شحن ‬الرأي ‬العام ‬الإيطالي، ‬وهكذا ‬تصاعدت ‬أزمة ‬ريجيني ‬علي ‬طريقة ‬بحر ‬الرمال ‬المتحركة، حتى ‬ابتلعت ‬الأزمة ‬المسئولين ‬في ‬الجانب ‬الإيطالي، ‬وأصبح ‬تراجعهم ‬عملية ‬صعبة ‬ومعقدة، ‬وإن ‬كانت ‬هناك ‬الآن ‬محاولات ‬حثيثة ‬من ‬جانب ‬كل ‬الأطراف ‬الإيطالية ‬للخروج ‬من ‬هذا ‬المأزق، ‬لكن ‬المشكلة ‬في ‬متخذ ‬القرار.‬
في ‬إطار ‬مبادرة ‬فردية ‬قمت ‬بزيارة ‬روما ‬خلال ‬الأسبوع ‬الماضي ‬للقاء ‬قادة ‬الرأي ‬العام ‬من ‬الصحفيين ‬والإعلاميين ‬هناك ‬للحوار ‬حول ‬مستقبل ‬العلاقات ‬المصرية ‬ ‬الإيطالية ‬لما ‬لهذه ‬العلاقات ‬من ‬أهمية ‬للبلدين، ‬فإيطاليا ‬من ‬أهم ‬الدول ‬الأوروبية ‬في ‬مجال ‬الاستثمار ‬في ‬مصر، ‬خاصة ‬بعد ‬النجاح ‬الذي ‬حققته ‬شركة ‬‮ «إيني‮»‬ ‬في ‬مجال ‬اكتشافات ‬البترول ‬والغاز، ‬والآفاق ‬المفتوحة ‬لزيادة ‬هذه ‬الاستثمارات ‬مستقبلا، ‬خاصة ‬بعد ‬توقيع ‬اتفاقية ‬تعيين ‬الحدود ‬البحرية ‬بين ‬مصر ‬والسعودية، ‬حيث ‬من ‬المتوقع ‬زيادة ‬استثمارات ‬الشركة ‬خلال ‬العام ‬المقبل ‬إلي 3٫5 ‬مليار ‬دولار، ‬ومن ‬المنتظر ‬أن ‬يتعدي ‬إنتاج ‬حقل ‬‮«ظهر‮» 005 ‬مليون ‬قدم مكعب ‬يوميا ‬قبل ‬نهاية ‬العام ‬الجاري، ‬ترتفع ‬إلي 7200 ‬مليون ‬قدم مكعب يوميا ‬بنهاية ‬المشروع.‬
العلاقات ‬الاقتصادية ‬المصرية ‬ ‬الإيطالية ‬لا ‬تتوقف ‬عند ‬حدود ‬اكتشافات ‬الغاز ‬والبترول، ‬لكنها ‬تمتد ‬إلي ‬آفاق ‬أخرى ‬كثيرة، ‬وكما ‬أن ‬إيطاليا ‬دولة ‬مهمة ‬لمصر، ‬فإن ‬مصر ‬تمثل ‬أهمية ‬إستراتيجية ‬لإيطاليا، ‬لدورها ‬فى ‬مجال ‬مكافحة ‬الإرهاب، ‬وأيضا ‬دورها ‬فى ‬مكافحة ‬الهجرة ‬غير ‬الشرعية.‬
مصر ‬هى ‬البوابة ‬بالنسبة ‬لإيطاليا.. ‬هى ‬بوابة ‬لحماية ‬الإيطاليين ‬من ‬الإرهاب، ‬وبوابة لحماية ‬إيطاليا ‬من ‬مخاطر ‬الهجرة ‬غير ‬الشرعية ‬التى ‬تعانى ‬منها ‬إيطاليا ‬الآن ‬نتيجة ‬سقوط ‬الدولة ‬في ‬ليبيا، ‬وسيطرة ‬الميليشيات ‬عليها، ‬وتحول ‬ليبيا ‬إلى ‬مركز ‬رئيسى ‬لانطلاق ‬الهجرة ‬غير ‬الشرعية ‬التي ‬تعانى ‬منها ‬إيطاليا ‬الآن، ‬ولا ‬سبيل ‬أمام ‬إيطاليا ‬إلا ‬التعاون ‬مع ‬مصر ‬لكبح ‬جماح ‬الهجرة ‬غير ‬الشرعية ‬إليها.‬
أيضا ‬الأمن ‬المصري ‬ضرورة ‬للأمن ‬الإيطالي، ‬ووجود ‬مصر ‬كدولة ‬قوية ‬وقادرة ‬على ‬حماية ‬حدودها ‬مهم ‬جدا ‬بالنسبة ‬للجانب ‬الإيطالى.‬
الإيطاليون ‬يدركون ‬ذلك ‬ويفهمونه ‬جيدا، ‬لكنه ‬بحر ‬الرمال ‬الذي ‬ابتلع ‬المسئولين ‬والإعلام ‬هناك، ‬فجعل ‬التراجع ‬أمرا ‬صعبا ‬ومعقدا ‬يحتاج ‬إلى ‬رؤية ‬متكاملة ‬لعودة ‬الجانب ‬الإيطالى ‬إلى ‬جادة ‬الصواب.‬
كان ‬من ‬المهم ‬الذهاب ‬إلى ‬روما ‬والحوار ‬عن ‬قرب ‬مع ‬بعض ‬مفاتيح ‬حل ‬الأزمة، ‬وهم ‬قادة ‬الصحافة ‬والإعلام ‬هناك، ‬ومن ‬خلال ‬الترتيبات ‬التى ‬قام ‬بها ‬الزميل ‬الصحفى الكبير ‬رضا ‬حماد ‬ ‬وبعيدا ‬وعن ‬القنوات ‬الرسمية ‬ ‬كان ‬اللقاء ‬الأول ‬مع ‬رئيس ‬الاتحاد ‬العام ‬للصحفيين ‬الإيطاليين ‬د.‬نيكولا ‬مارينى ‬بمقر ‬الاتحاد ‬فى ‬روما، ‬الذي ‬يضم ‬في ‬عضويته ‬ما ‬يقرب ‬من ‬105 ‬آلاف ‬عضو ‬من ‬الصحفيين ‬والإعلاميين ‬الإيطاليين، ‬وهو ‬الاتحاد ‬الرسمي ‬الوحيد ‬الذي ‬يضم ‬كل ‬الصحفيين ‬والإعلاميين.‬
ثم ‬كان ‬اللقاء ‬الثاني ‬مع ‬رئيس ‬تحرير ‬أكبر ‬الصحف ‬الإيطالية ‬توزيعا ‬وتأثيرا ‬ماريو ‬كالابرس ‬رئيس ‬تحرير ‬صحيفة‬‮ «‬لاربوبليكا‮»‬‬ وبعدها ‬كان ‬اللقاء ‬مع ‬‮«‬ماوريسو ‬مولينارى»‬ ‬رئيس ‬تحرير ‬جريدة‬‮ «‬لاستمبا‮»‬‬ ثانى ‬أكبر ‬الصحف ‬الإيطالية ‬توزيعا، ‬وبعدها ‬التقيت ‬العديد ‬من ‬الصحفيين ‬من ‬مختلف ‬الصحف ‬الإيطالية.‬
كان ‬الحوار ‬مباشرا ‬وصريحا ‬حول ‬أهمية ‬العلاقات ‬بين ‬البلدين، ‬وكيفية ‬تخطي ‬الأزمة ‬الموجودة ‬حاليا ‬بسبب ‬مقتل ‬‮«‬ريجيني‮»‬، ‬خاصة ‬أن ‬الإعلام ‬قام ‬بدور ‬أساسي ‬في ‬إشعال ‬نيران ‬الأزمة ‬وتغذيتها ‬وتعقيدها، ‬حتي ‬وصلت ‬إلي ‬الوضع ‬الحالي.‬
تحدثت ‬بصراحة ‬ووضوح ‬عن ‬صاحب ‬المصلحة ‬في ‬مقتل ‬‮«‬ريجيني‮»‬ ‬وأن ‬الدولة ‬المصرية ‬لا ‬يمكن ‬أبدا ‬أن ‬تكون ‬طرفا ‬في ‬ذلك، ‬فهي ‬ ‬لو ‬أرادت ‬ ‬ولو ‬أن ‬هناك ‬ما ‬يبرر ‬ذلك، ‬أن ‬تقوم ‬بإبعاد ‬ريجيني ‬عن ‬البلاد ‬وترحيله، ‬بل ‬إن ‬الدولة ‬مثل ‬غيرها ‬من ‬الدول ‬تستطيع ‬محاكمة ‬أي ‬شخص ‬علي ‬أراضيها ‬لو ‬ارتكب ‬جريمة ‬تستحق ‬ذلك، ‬وتصل ‬به ‬إلي ‬أقصي ‬العقوبة.‬
غير ‬هذا ‬وذاك، ‬فليست ‬الدولة ‬بهذه ‬السذاجة ‬في ‬أن ‬تتورط ‬في ‬مثل ‬تلك ‬الجريمة ثم ‬تقوم ‬بإلقاء ‬الشاب ‬علي ‬قارعة ‬طريق ‬صحراوى لتعلن عن جريمتها بهذه السذاجة المفرطة.‬
من ‬الطبيعى ‬أن ‬كل ‬فعل ‬لابد ‬أن ‬يكون ‬وراءه ‬صاحب ‬مصلحة، ‬والدولة ‬المصرية ‬لا ‬يمكن ‬أبدا ‬أن ‬تكون ‬صاحبة ‬مصلحة ‬فى ‬مقتل ‬ريجينى، ‬فمن ‬هو ‬صاحب ‬المصلحة؟
طرحت ‬هذا ‬السؤال ‬بقوة ‬علي ‬كل ‬من ‬التقيتهم، ‬وكان ‬المفاجأة ‬أن ‬أغلب ‬من ‬قابلتهم ‬ ‬إن ‬لم ‬يكن ‬جميعهم ‬ ‬اتفقوا ‬على ‬أن ‬الدولة ‬المصرية ‬بمؤسساتها ‬لا ‬يمكن ‬أن ‬تكون ‬صاحبة ‬مصلحة ‬في ‬مقتل ‬ريجينى، ‬وأنه ‬ربما ‬يكون ‬هناك ‬من ‬حاول ‬الوقيعة ‬بين ‬الجانبين، ‬خاصة ‬أن ‬القنصلية ‬الإيطالية ‬في ‬شارع ‬الجلاء ‬كانت ‬هدفا ‬للإرهاب ‬والعمليات ‬الإرهابية ‬وأصابها ‬التدمير ‬من ‬جراء ‬إحدي ‬العمليات ‬الإرهابية ‬القذرة.‬
المشكلة ‬أن ‬ماتيو ‬رينزى ‬رئيس ‬الوزراء ‬الإيطالى ‬السابق ‬وأحد ‬المتحمسين ‬لمصر ‬وقيادتها ‬بعد ‬ثورة ‬30 ‬يونيو، ‬هو ‬من ‬استغل ‬أزمة ‬مقتل ‬ريجينى ‬وقام ‬بتصعيدها ‬ ‬ليس ‬استهدافا ‬لمصر ‬علي ‬وجه ‬الخصوص. ‬وإنما ‬بهدف ‬إنقاذ ‬شعبيته ‬المتدهورة، ‬فحاول ‬استغلال ‬تلك ‬القضية ‬لإنقاذ ‬حزبه ‬من ‬الانهيار، ‬فكان ‬منهج ‬التصعيد ‬المستمر ‬لتلك ‬الأزمة، ‬وساعده ‬في ‬ذلك ‬وزير ‬خارجيته ‬آنذاك ‬باولو ‬جينتيلونى، ‬الذي ‬أصبح ‬رئيسا ‬للوزراء ‬خلفا ‬ل«ماتيو ‬رينزى‮» ‬‬ولأن ‬جينتيلونى ‬رئيس ‬الوزراء ‬الحالي ‬كان ‬فى ‬خندق ‬التصعيد ‬نفسه، ‬فهو ‬غير ‬قادر ‬على ‬التراجع ‬حتى ‬الآن.‬
الإيطاليون ‬أشاروا ‬إلي ‬أن ‬وسائل ‬الإعلام ‬المصرية ‬بنشرها ‬المعلومات ‬المتضاربة، ‬كانت ‬أحد ‬أسباب ‬زيادة ‬تفاقم ‬الأزمة ‬وتوليد ‬قناعات ‬متضاربة ‬هناك.‬
قلت ‬لهم ‬إن ‬الجانب ‬الإيطالى ‬بضغطه ‬الشديد ‬علي ‬الجانب ‬المصرى ‬هو ‬من ‬أدى ‬إلي ‬الارتباك ‬والتشويش، ‬فالجانب ‬الإيطالى ‬يريد ‬إظهار ‬النتيجة ‬النهائية، بطريقة متسرعة ‬والقضاء ‬المصري ‬قضاء ‬مستقل ‬وعادل، ‬ولا ‬يمكن ‬أن ‬يتورط ‬في ‬الوقوع ‬في ‬فخ ‬‮«الفبركة‮» ‬‬وطبيعى ‬أن ‬هناك ‬أحداثا ‬كثيرة ‬تحتاج ‬إلي ‬بعض ‬الوقت ‬لاستجلاء ‬الحقيقة، ‬وبدورى ‬سألتهم: ‬كم ‬عدد ‬الجرائم ‬التى ‬تحدث ‬فى ‬إيطاليا ‬ولم ‬يتم ‬كشف ‬ملابساتها ‬رغم ‬مرور ‬وقت ‬طويل ‬على ‬ارتكابها؟!‬
الإجابة ‬من ‬معظم ‬من ‬التقيتهم ‬جاءت ‬منصفة ‬وعادلة، ‬فهناك ‬الكثير ‬من ‬الجرائم ‬تأخذ ‬وقتا ‬طويلا ‬حتى ‬يتم ‬كشف ‬ملابساتها، ‬وأحيانا ‬تظل ‬بعض ‬الجرائم ‬غامضة ‬دون ‬كشف ‬لسنوات ‬وسنوات، ‬خاصة ‬فى ‬الجرائم ‬غير ‬المنظمة ‬من ‬نوعية ‬جرائم ‬الذئاب ‬المنفردة ‬فى ‬الجرائم ‬الإرهابية ‬والجرائم ‬الشخصية ‬فى ‬الجرائم ‬الجنائية.‬
امتد ‬الحوار ‬إلي ‬ضرورة ‬وجود ‬رؤية ‬إعلامية ‬مشتركة ‬يتم ‬التركيز ‬عليها خلال ‬الفترة ‬المقبلة ‬من ‬أجل ‬عودة ‬العلاقات ‬المصرية ‬ ‬الإيطالية ‬فى ‬أسرع ‬وقت ‬تقوم ‬على ‬المحاور ‬التالية:‬
أولا :‬أهمية ‬عودة ‬العلاقات ‬المصرية ‬ ‬الإيطالية ‬لمساندة ‬مصر ‬فى ‬مكافحتها ‬الإرهاب، ‬لأن ‬قطع ‬العلاقات ‬يسهم ‬بشكل ‬غير ‬مباشر ‬في ‬تحقيق ‬أهداف ‬الإرهاب ‬فى ‬محاصرة ‬مصر ‬وإضعاف ‬قوتها ‬الاقتصادية ‬والسياسية.‬
ثانيا :‬التركيز ‬علي ‬الدور ‬المشترك ‬بين ‬مصر ‬وإيطاليا ‬لوقف ‬نزيف الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا من خلال احكام السيطرة ‬على ‬البحر ‬المتوسط ‬وإبراز ‬أهمية ‬الدور ‬المصرى ‬فى ‬ذلك ‬الإطار.‬
ثالثا :‬ضرورة ‬التعاون ‬المصري ‬ ‬الإيطالى ‬فى ‬الملف ‬الليبى ‬على ‬اعتبار ‬أهمية ‬ليبيا ‬الإستراتيجية ‬لمصر ‬وإيطاليا ‬والتركيز ‬على ‬ضرورة ‬وحدة ‬الأراضى ‬الليبية ‬وتطهيرها ‬من ‬كل ‬جماعات ‬العنف ‬والإرهاب ‬والتطرف، ‬ودعم ‬الجيش ‬الليبى ‬بقيادة ‬المشير ‬خليفة ‬حفتر ‬ومساندة ‬كل ‬محاولات ‬التقريب ‬بين ‬الفصائل ‬الليبية ‬المتنازعة ‬بما ‬يضمن ‬عودة ‬الدولة ‬الليبية ‬قوية ‬وموحدة.‬
أعتقد ‬أن ‬هذه ‬الرؤية ‬يمكن ‬أن ‬تكون ‬مقدمة ‬لجهد ‬أكبر ‬وأشمل ‬خلال ‬المرحلة ‬المقبلة ‬حتى ‬تعود ‬العلاقات ‬المصرية ‬ ‬الإيطالية ‬أقوى ‬مما ‬كانت ‬عليه ‬وأعتقد ‬أن ‬ذلك ‬بات ‬قريبا.‬
لمزيد من مقالات بقلم ‬عبدالمحسن ‬سلامة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.