تتعدد مصادر واتجاهات زيادة المناعة الإستراتيجية للدولة، والحفاظ علي مؤسساتها من مخاطر التهديد المادي والمعنوي، لعل أول تلك الاتجاهات، وأكثرها نجاحا العمل علي تمكين الشباب، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، بحيث يكون لهم دور حالي ومستقبلي في الارتقاء بآليات التخطيط والعمل داخل الدولة هو مواجهة مخطط الغزو الفكري والثقافي الخارجي. فمن جانبه، اعتبر حزب مستقبل وطن أن هناك ضرورة لتنشئة شباب لديهم وعي كاف بقضايا الوطن وجميع المخططات التي تحاك ضد مصر، وأن تلك التوعية تكون عبر الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وأضافت أمينة الشباب بالحزب شيماء عبد الإله، أن المجتمع المدني أو مؤسسات الدولة وتشتمل علي وزارة الشباب والرياضة والتعليم عليها تقديم برامج توعية ليستطيع الشباب فهم الأمور بصورة صحيحة بالإضافة إلي تقديم هذه البرامج بشكل سهل ومرن لافتة إلي ضرورة قيام الأحزاب بعقد ندوات للتوعية في مختلف محافظات الجمهورية للوصول إلي اكبر عدد من الشباب وتوعيته بما يعود علي المجتمع بالنفع. بينما اعتبر »حزب المصريين الأحرار« أن نشر التوعية بأهمية المشاركة الشبابية في مختلف مناحي الحياة والأنشطة الجارية بمصر بالإضافة للتعافي الاقتصادية عبر تمرير فترة الانتقال في سياسات الإصلاح الاقتصادي محورية في الحفاظ علي الدولة من التهديدات التي تحيط بها، بالإضافة لكونهما عاملين أساسيين لحماية المواطن من الوقوع في براثن الفكر المتشدد والتطرف الذي يستهدف أسس ومقومات عمل الدولة. وأضاف رئيس حزب المصريين الأحرار جبهة ساويرس الدكتور محمود العلايلي إن المخططات الهدامة التي تستهدف البلد، لا تركز فقط علي التفجيرات وعمليات القتل واستهداف الجيش والشرطة، بل تستهدف الفكر والاقتصاد وكل مقومات بناء ورفاهية الدولة، ولذا يجب علينا التركيز علي الإصلاح ودعم الاقتصاد ونشر الفكر الإيجابي، وخاصة بين الشباب. وأكد حزب حماة الوطن أن السنوات الماضية شهدت الكثير من عمليات الإصلاح علي جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وذلك بسبب الرؤية الشاملة للقيادة السياسية من خلال تمكين الشباب وتعزيز الثقة بين صناع القرار وبينهم من خلال مؤتمرات الشباب وتمكين المرأة بإدراجها كعنصر رئيسي فاعل في البرلمان والوظائف الحكومية. ولذا فإن الدولة ومؤسسات حسب توصيف رئيس الحزب الفريق جلال الهريدي تواجه ظروفا اقتصادية غاية في الصعوبة نتيجة تراكم أعباء الديون وتوقف عجلة الإنتاج منذ أحداث يناير 2011 مع استمرار الأمراض الاقتصادية المزمنة دون علاج لعدة عقود سابقة ولم يجرؤ أي من الرؤساء السابقين علي اقتحام هذه المشاكل في ظل ظروف إقليمية مضطربة، حيث أنهكت ما سمي بثورات الربيع العربي عدة دول شقيقة مجاورة وكان هذا هو التحدي الأكبر للدولة المصرية بقيام ثورة 30 يونيو التي أجهضت المخطط بالكامل. وأوضح حزب المحافظين أن المشكلة الحقيقة التي تواجه الدولة هي إعادة الثقة بين الحكومة والشباب، وهذا يتطلب إعداد برامج لاستعادة الثقة المفقودة، وإشعار الشباب بأن لهم دورا يمكن من خلاله خدمة المجتمع، خاصة أن مصر تتعرض لحرب شرسة من الداخل والخارج تريد إحداث حالة من الفوضي في البلاد، وتقسيم نسيج المجتمع، وتحاول استغلال الشباب لتحقيق هذا المخطط، خاصة أنا لدينا مشكلة في قبول الآخر. وأكد الأمين العام للحزب بشري شلش، أن من أهم المشكلات الكبري التي تواجه المجتمع أن الشباب غير مؤهل للتمكين وهذا يتطلب من الجميع بداية من الأسرة ومؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب أن تقوم بدورها من أجل تأهيلهم للتمكين، حتي يكون لدينا شباب قادر علي تحمل المسئولية في المستقبل. وأشار إلي أن مصر لن تنهض إلا بإعداد جيل من الشباب الفنيين المهرة وليس جيل الجامعات فقط، ويجب أن تعمل مؤسسات الدولة علي بناء ثقافة جيل العمل، وأن تتعامل كل المؤسسات بإستراتيجية واحدة لتحقيق الهدف المرجو منه، وألا تغرد كل مؤسسة في جزر منعزلة، وهذا يتطلب من المؤسسات الإعلامية المختلفة تسليط الضوء علي أهمية العمل الفني، وألا يصفون العمال المهرة بأنهم مواطنين من الطبقة الثانية. وطالب شلش بالعمل علي استعادة بناء منظومة القيم الأخلاقية الممتدة من ثقافته ودينه، حتي نستطيع بناء جيل من شباب قادر علي مواجهة التحديات. وأكد علي فكرة تمكين الشباب حزب المؤتمر بحيث يمكن الاعتماد عليهم في إدارة وتسيير مختلف المؤسسات لمواجهة مخطط إفشال الدولة، مشيرا إلي أن هناك بعض التنظيمات في الداخل والخارج تسعي لإسقاط مصر وزعزعة الاستقرار بها. وقال مساعد رئيس الحزب جهاد سيف: إن شباب مصر يعي تماما هذه المخططات، وأهمية تأهيل الكوادر الشبابية ومشاركتهم في صنع القرار لمواجهة هذه المؤامرات، لكون الشباب هم عماد النهضة بأي دولة والرئيس حريص علي الاهتمام بهم وتمكينهم وحل مشاكلهم ومشاركتهم في بناء مصر الحديثة خاصة أنهم يمثلون الشريحة الكبري بالمجتمع. ومن جهته، أكد النائب الدكتور محمد سليم المنسق العام لائتلاف دعم مصر بالقليوبية أن الشباب عليهم دور كبير في مساعدة مؤسسات الدولة لمواجهة مخطط إفشالها وتنفيذ خطة التنمية من خلال العمل الجاد والدءوب الذي يخدم الفرد والمجتمع. وقال إن مسيرة التنمية والعبور بمصر إلي بر الأمان والمستقبل تتطلب تضافر كل الجهود وتتطلب العمل الجماعي من كل أفراد ومؤسسات الدولة وذلك لإحداث التنمية الجغرافية المتوازنة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تساعد في عبور الدولة إلي المستقبل المشرق ومواجهة مخططات إفشال الدولة. كما أكد سيد عبد العال رئيس حزب »التجمع« أن الشباب هو القوة الضاربة لمواجهة أي مخططات لإفشال الدولة لذلك علي الدولة أن تعمل علي زيادة وعيهم ضد مخططات الداخل والخارج. وأوضح أن هذه التوعية تتم عن طريق مراكز الشباب وقصور الثقافة من خلال عقد ندوات ومعارض رسوم وموسيقي، وهو ما يأخذ الشباب لمنطقة الإبداع و التعبير عن نفسه ليكونوا درع الوطن ضد أعدائه. ودعا إلي تنظيم الدولة لرحلات باشتراك رمزي ليري الشباب حجم الإنجازات التي تقوم بها الدولة من شبكات طرق وكهرباء ومدن جديدة لتتكون لديهم انطباعات ايجابية حول ما يسمعون عنه.