"قالولى هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحدانى رديت وقلت بتشمتوا ليه هو افتكرنى عشان ينسانى.." من منا لا يستمع لأغنية "هان الود" ولا يعيش مع كلماتها التي رقصت علي الحان الحب النابعة من القلب لتهمس بكل بود وهي تلمس قلوبنا جميعاً.. هل السر وراء كل هذا الحب خلطة كلمات الشاعر الكبير أحمد رامي الساحرة و امتزاجها بالحان وصوت الموسيقار عبد الوهاب الذي أبدع العمل الفني بكل حب، أم لأنها تناجي ما بداخلنا من مشاعر، أم لأنها ترجمت واحدة من أروع قصص الحب بين سطورها.. عزيزي القارئ ان كنت لا تعرف السبب وراء هذا العشق أنت مدعو معي خلال السطور القليلة القادمة لتخرج من بين تفاصيل حياتك اليومية لتكتشف معي ما وراء قصة هان الود من حب.. ما بين اللحن والكلمة غرد الموسيقار الكبير عبد الوهاب بالحب في أغلب أعماله، لكن كُلما سمعتُ هذه الأغنية كان يلتهمني السحر الذي كُنت أظن أنه نابع من الصوت والالحان التي ذابت داخلها الكلمات، لكن بعد البحث وراء تفاصيل الأغنية وجدتُ أن خلف هذا السحر قصة حُب الجميلة والموسيقار.. تزوج الموسيقار الكبير ثلاث مرات؛ المرة الأولي عام 1931 من السيدة زبيدة الحكيم ولم يستمر الزواج أكثر من أحد عشر عاماً، بعد ذلك تزوج من السيدة إقبال نصار في 1942 أم أبناءه الخمس وأستمر زواجهما ما يقرب من خمسة عشر عاماً، ثم جاء زواجه الثالث والأخير من نهلة القدسي والذي استمر حتى وفاته عام 1991 "قصة الحب التي وراء هان الود".. عاش عبد الوهاب والجميلة سورية الأصل نهلة القدسي تفاصيل وأحداث كثيرة بعضها سيظل ضمن الأسرار التي لم يفصح عنها الموسيقار الكبير سوي بين خفايا أعماله الإبداعية، والبعض الأخر التي كشفت عنه بعض الصحف والمجلات القديمة ما بين تصريح لعبد الوهاب وتَعقُب لحكاية عشقة لنهلة القدسي؛ حدث التعارف الأول عام 1957 عندما صادف وجودهما في بيروت في نفس الوقت، وقتها كان عبد الوهاب مريضاً فزارته مع بعض أصدقائها ومن هنا حدث التعارف الذي أطلق شرارة انطلاق الحب بينهما. تقول نهلة القدسي في أحدي المجلات عن بدايات لقائها بعبد الوهاب: "تعرّفت بموسيقار الأجيال في بيروت صدفة، كان متكلمًا ومتحركًا، لم يقل أحدنا للآخر كلامًا كالذي يرد في مواقف الحب، فلم أقُل لهُ سوى (كيفك)، و(كيف صحتك؟"، أما موسيقار الأجيال فقد ذكر في أحد لقاءاته الصحفية: "كُنت مستعد لهذا الحب، ووجدت عندها نفس الاستعداد، وفي أوائل أيام لقائنا قررت أن أنفصل عن زوجتي الثانية، إقبال نصار، وأتزوج نهلة، أحسست أنها أجمل شيء في حياتي، كانت مختلفة عن كل امرأة عرفتها، وجدت فيها طعمًا حلوًا كأنه الشهد في فمي، رأيت السند الذى أريد أن أسند عليه وأنطلق في الحياة."، وأيضاً في اعترافاته الصحفيّة قال إنه في الأيام الأولى من قصة حبه مع الجميلة، لحن بعض الأغنيات التي سجلت الدموع والآهات وحكت بين ألحانها عن قصة حبهما مثل «بفكر في اللي ناسيني و لأ مش أنا اللى أبكي». كغيرها من قصص الحب لم تكن وردية، حيث تخللها لحظات خصام، وانفصلا في فترة، ورفضت نهلة القدسي أن تعود لهُ مرة أخرى، بل وكتبت بجريدة الوقائع المصرية مقالا بعنوان «هان الودّ» عن رحيلها، وعندما قرأ عبد الوهاب ذلك المقال تأثر كثيرًا وذهب إلى صديقه أحمد رامي، وطلب منه كتابة أغنية «هان الودّ»، وعندما سمعتها الجميلة ذهب الخصام وعادت إلى الموسيقار ليغنيا معاً لأخر العمر "انا بحبه وأراعي وده ان كان في قربه ولا في بعده".. ربما تكون هذه القصة ما هي سوي لمحة بسيطة عن سر سحر أغنية هان الود، لا أحد يعرف.. فلكل منا ترجمته الخاصة التي تُشبع احتياجه. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;