تحدثت قبل اسبوعين عن التاريخ الفلسطيني ردا علي مؤرخ إسرائيلي جاهل ادعي أن أرض فلسطين توراتية وأن الفلسطينيين بلا تاريخ، ليأتي قرار منظمة اليونسكو الأسبوع الماضي ليضع البلدة القديمة بمدينة الخليل كمنطقة محمية ضمن لائحة التراث العالمي بصفتها قيمة عالمية استثنائية، ليٌخرس بذلك جميع الألسنة الإسرائيلية الكاذبة، وتعد الخليل بذلك رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على «لائحة التراث العالمي» بعد البلدة القديمة وأسوارها بالقدس، وقرية بتير الأثرية وكنيسة المهد ومسار الحجاج ببيت لحم. لقد حالفني الحظ أن أزور القدس والخليل وبيت لحم خلال عملي السابق مراسلا ل«الأهرام» في فلسطين وتمتعت بتلك المناطق التاريخية، ويكفي زيارة واحدة للخليل ليتعرف زائرها علي صعوبة أوضاعها الاقتصادية والأمنية خاصة منطقة البلدة القديمة بسبب الاحتلال الإسرائيلي وإقامة بضعة مئات من غلاة المستوطنين في هذه المنطقة ليدنسوا المسجد الإبراهيمي العتيق ومحيطه. وطبيعي أن يتهم الإسرائيليون «اليونسكو» بأنها تتخذ قرارات استفزازية وعدائية للتوراة واليهود، رغم أنه أثبت أحقية الفلسطينيين في مناطقهم، ويدحض القرار الإدعاءات الإسرائيلية التي طالبت صراحة بضم الحرم الإبراهيمي إلى الموروث اليهودي. ما أغضب الإسرائيليين نجاح الدبلوماسية الفلسطينية في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والأمريكية على الدول الأعضاء باليونسكو لمنع التصويت لمصلحة الفلسطينيين، رغم التمادي في ترويج الأكاذيب والشائعات، وبالتالي أحبط القرار المساعي الإسرائيلية وماكينتها الإعلامية وحلفاءها أمام تاريخ وأصالة مدينة الخليل، والتي سكنها الفلسطينيون منذ أكثر من 4 آلاف سنة قبل الميلاد. وتُعد الخليل واحدة من أقدم المدن العريقة التي ما زالت مأهولة في العالم، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6 آلاف عام، وتعاني البلدة القديمة فيها من إجراءات تعسفية إسرائيلية خانقة، تسببت في إغلاق شارع الشهداء، وكل المنطقة العربية المحيطة بالحرم، وطرد أصحابها منها، . ومن بين الأكاذيب الإسرائيلية أن الخليل والحرم الإبراهيمي مرتبطان بالموروث الديني اليهودي، وهنا اغتاظ وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت وطالب برفض القرار والعمل على تقوية مدينة الآباء ، ثم اتهم اليونسكو بإنكار التاريخ وأنها تخدم من يحاول محو الدولة اليهودية عن الخريطة، باعتبار أنه كان لدي إسرائيل خريطة قبل اغتصاب أرض فلسطين عام 1948!. لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى