لأول مرة منذ 48 عاما، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلى المسجد الأقصى المبارك، أمس، ومنعت إقامة صلاة الجمعة على خلفية هجوم فلسطينى مسلح وقع صباحا، أسفر عن مقتل منفذيه ال3 وعنصرين من شرطة الاحتلال الإسرائيلى وإصابة ثالث. ففى هجوم هو الأول بالسلاح منذ سنوات داخل المدينة القديمة فى القدسالشرقيةالمحتلة، وقع اشتباك مسلح داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، بعدما اقتحم 3 مسلحين فلسطينيين على دراجة نارية باب حطة «أحد أبواب المسجد الأقصي» وأطلقوا النار على أفراد شرطة الاحتلال فى المكان، مما أدى إلى إصابة شرطيين إسرائيليين بجروح أسفرت عن مقتلهما، ثم هرب منفذو الهجوم إلى داخل المسجد الأقصى حيث وقع تبادل لإطلاق نار أسفر عن مقتل الشبان الثلاثة وإصابة شرطى إسرائيلى ثالث. وأدى الفلسطينيون صلاة الجمعة بالقرب من باب الساهرة «أحد أبواب البلدة القديمة المؤدية إلى المسجد الأقصي» بعدما فرضت قوات الاحتلال حصارا شاملا على المسجد الأقصى ومدينة القدسالمحتلة . ومنعت شرطة الاحتلال الإسرائيلى مفتى القدس والأراضى الفلسطينية الشيخ محمد حسين من دخول المسجد الأقصى المبارك من جهة باب الأسباط،واعتقلته بعد الاعتداء عليه عند باب الأسباط على خلفية دعواته لعدم الانصياع لقرار قوات الاحتلال، كما احتجزت حراس الأقصى وهواتفهم، فيما دعا المفتى الجميع للنزول لصلاة الجمعة وعدم تمرير سياسة الاحتلال فى السماح لهم بمنع الصلاة. ونبهت مصادر مقدسية إلى أن قرار إسرائيل منع المصلين من أداء صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى إلى أنها سابقة، مشيرين إلى أنه ولأول مرة منذ عام 1969، حين تم حرق أجزاء من المسجد، تتجرأ على اتخاذ قرار كهذا، ومشيرين إلى أنها تسعى أيضا لإجراءات جديدة تهدف لتقسيم المسجد مثلما هو حاصل فى الحرم الابراهيمى الشريف بالخليل. ونقلت وسائل إعلام الاحتلال عن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو قوله: المسجد الأقصى مغلق لأسباب أمنية ووضع المسجد سيبقى كما هو سابقا، والشرطة الإسرائيلية تقوم بحملة تفتيش واسعة النطاق داخل المسجد الأقصى بحثا عن أسلحة». وأعرب الرئيس الفلسطينى محمود عباس، فى اتصال هاتفى مع نتنياهو، عن رفضه الشديد، وإدانته للحادث الذى تم فى المسجد الأقصى المبارك، مؤكدا رفضه لأى أحداث عنف من أى جهة كانت، وخاصة فى دور العبادة. ومن جانبها أعربت وزارة الخارجية عن قلق مصر البالغ تجاه احداث العنف التي شهدتها ساحة المسجد الأقصي صباح أمس الجمعة ، وحذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ، من خطورة تداعيات مثل تلك الاحداث والإجراءات علي تقويض الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لتشجيع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلى على استئناف المفاوضات وإحياء عملية السلام. وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية جميع الأطراف بضبط النفس وعدم الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد، أو اتخاذ إجراءات تؤثر على حرية ممارسة الشعائر الدينية في المسجد الأقصى بشكل يؤدى إلى تأجيج مشاعر الاحتقان. ومن ناحية أخرى ،تلقي وزير الخارجية سامح شكرى اتصالاً أمس من أنطونيو جوتيريس سكرتير عام الأممالمتحدة، للاستماع منه إلى تقييم مصر بالنسبة للأوضاع في الاراضى الفلسطينية المحتلة، وذلك قبل قيامه بجوله في الاراضى الفلسطينية المحتلة وإسرائيل لبحث سبل دفع عملية السلام، صرح بذلك المتحدث باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، مضيفاً بأن الاتصال تناول ايضاً الوضع في ليبيا وتطورات الأزمة القطرية. وفى سياق متصل ، أدان الأزهر الشريف ، ومفتى الجمهورية واستنكرا بشدة ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال الصهيوني امس من إغلاق للمسجد الأقصى المبارك ومنع إقامة شعائر صلاة الجمعة، وسط أنباء عن الاعتداء على المصلين والحراس بالمسجد واعتقال مفتي القدس الشيخ محمد حسين،الذى أفرج عنه لاحقا . كما أعربت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم عن قلها البالغ إزاء ممارسات الاحتلال الإسرائيلى، مشيرا إلى أنها استفزاز صريح ويدخل المنطقة فى صراعات وحروب دينية ، كما يقوض كل فرص إمكان التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة على أساس حل الدولتين.