اختتم ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية فى الدوحة أمس مهمته الخليجية الهادفة إلى إنهاء الخلاف بين قطر وجاراتها، لكن دون أن ينجح على ما يبدو فى تحقيق اختراق فعلى فى جدار أكبر أزمة دبلوماسية يشهدها الخليج منذ سنوات.وبعد أربعة أيام من الرحلات المكوكية بين الكويت التى تتوسط لحل الأزمة، وقطر والمملكة العربية السعودية الطرفين الرئيسيين فى الخلاف، عاد تيلرسون إلى الدوحة ليلتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثانى للمرة الثانية فى غضون 48 ساعة. وتفادى الوزير الأمريكى ومسئولون قطريون بعد اللقاء الإجابة عن أسئلة الصحفيين حول ما إذا تحقق تقدم على مسار حل الازمة. وقال الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، شقيق أمير قطر، لتيلرسون «نأمل أن نراك مجددا هنا إنما فى ظروف أفضل». وأبلغ الصحفيون بإمكانية عقد مؤتمر صحفى يشارك فيه تيلرسون، إلا أن الوزير الأمريكى غادر قطر بعد اللقاء مع الأمير من دون أن يدلى بتصريحات صحفية. وقبيل توجهه إلى الدوحة أمس أجرى «ريكس تيلرسون وزير الخارجية الكويتى مباحثات مع نظيره الكويتى الشيخ صباح الخالد فى قصر بيان أمس تركزت على الجهود المبذولة لحل الخلاف الخليجى ونتائج الجولة التى يقوم بها وزير الخارجية الأمريكى فى المنطقة والتى اشتملت على عقد لقاء مع وزراء خارجية الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب وهى مصر والسعودية والإمارات والبحرين . وحضر اللقاء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام الكويتى بالوكالة الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح ونائب وزير الخارجية السفير خالد الجارالله، وعدد من كبار المسئولين فى وزارة الخارجية الكويتية وذكرت وكالة الأنباء الكويتية ( كونا) أن الوزير تيلرسون جدد التشديد على أهمية دور الوساطة التى تقوم بها دولة الكويت ودعم بلاده الكامل لجهود ومساعى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل الأزمة وتتوسط الكويت فى الازمة منذ بدايتها فى يونيو الماضى عندما قطعت الدول الأربع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر واتهمتها بدعم الارهاب، وهو ما تنفيه الدوحة وفى تلك الأثناء ,دعا الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولى الاماراتىقطر الى بذل جهد أكبر لتحسين الثقة فى ما توقعه وما تنفذه ..وقال أن دولة قطر وقعت اتفاقيتين مع دول مجلس التعاون الخليجى عامى 1993 و1994 ولم تلتزم بهما .. مؤكدا أن هناك رغبة حقيقية من الدول الداعية لمكافحة الارهاب فى أن تلتزم قطر بتغيير هذا المسار ورحب الشيخ عبد الله خلال مؤتمر صحفى مشترك فى براتسلافا مع وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لايتشاك بتوقيع قطر اتفاقية لمكافحة تمويل الارهاب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ..الا أنه أكد ضرورة أن تقوم قطر بجهد مضاعف فى تغيير رؤية الكثير من الدول لما تقوم به من إيواء ودعم وتمويل وإبراز أصوات متطرفة وأصوات تدعو للعنف وأصوات تدعو للكراهية.. واضاف أن قطر تحتاج لأن تقوم بجهد أكبر لتحسين الثقة فى ما توقعه وما تنفذه وأكد وزير الخارجية الاماراتى - حسبما ذكرت وكالة أنباء الامارات - أن دول المنطقة قررت عدم السماح بأى نوع من أنواع التسامح مع جماعات متطرفة ومع جماعات إرهابية ومع جماعات تدعو للكراهية.. مشيرا الى أن المنطقة عانت بما يكفى وعندما تقرر ذلك وتطرق الشيخ عبد الله الى اجتماع وزير الخارجية الأمريكى مع وزراء خارجية الرباعية العربية فقال إننا نعتقد بأن هناك مسلكين لمعالجة أى أمر وهو محاولة تخفيف التوتر أو محاولة معالجة المشكلة.. وأكد أننا لا نعتقد أن محاولة تخفيف التوتر ستعالج الأمر وإنما ستؤدى إلى تأجيل المشكلة مما سيؤدى إلى مضاعفتها فى المستقبل وأضاف قائلا أن المنطقة عانت من التطرف والإرهاب ونحن ندرك فى الوقت نفسه أن هناك أخطاء حصلت فى الماضى منا جميعا - حتى الولاياتالمتحدة ارتكبت هذه الأخطاء - حتى أوروبا ارتكبت هذه الأخطاء - عندما قررنا فى يوم من الأيام أن ندعم ما يسمى بالمجاهدين فى أفغانستان وبعد ذلك لم يتم حسم الأمر وتحولت أفغانستان إلى حرب أهلية» وتابع « حدث نفس الأمر فى الصومال والعراق واليوم نشاهده يحدث فى سوريا وليبيا وأعتقد أنه إذا بدأنا باللوم والعتب على قضايا معينة فلن ننتهى .. ولكن الفرق بين دولنا وقطر هو أن دولنا تعمل بحرص واهتمام لمواجهة ولردع الإرهاب والتطرف .. ولكن الدولة القطرية هى من تمول التطرف والإرهاب والكراهية وهى من توفر لهؤلاء الإرهابيين المأوى والمنصة ولذلك علينا أن نعمل بشكل أفضل لمواجهة التطرف والإرهاب ونحتاج إلى أن يكون لنا المزيد من الحلفاء والأصدقاء لمواجهة ذلك». وكان وزير الخارجية الإماراتى قد عقد أجتماعا على هامش زيارته لجمهورية سلوفاكيا، مع وزير خارجيتها.