لا نحتاج إلى الكثير من الفطنة لكى نستنتج بأن تصعيد الهجمات الإرهابية فى مصر، مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأزمة مع قطر. الجماعات الإرهابية فى مصر حصلت على تمويلات ضخمة من المخابرات القطرية، لتنفيذ أكبر عدد من الهجمات الإرهابية، وها هى تقوم بدورها فى بث عدم الاستقرار فى بلد صار جزءا لا يتجزأ من التحالف العربى لمواجهة الفتنة القطرية. إن تعنت قطر وعدم قبولها للشروط العربية يثبت تورطها فى كافة العمليات الإرهابية التى تحدث فى كل الدول العربية. فقطر تقف فى مقدمة الدول التى كُلفت بمهام تقسيم المنطقة، خاصة مصر التى وصفت ب »الجائزة الكبرى« باعتبارها أكبر دولة عربية. فيما ساعد وصول الإخوان إلى الحكم، القطريين على الاطلاع على أدق ملفات الدولة وأسرارها، بغرض استغلالها ضد مصر. إذ تم الكشف لاحقا أن الدوحة اشترت معلومات أمنية خطيرة من الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسي، ووثائق كانت تهدد الأمن القومى المصري، غير أن الإطاحة بحكم الجماعة فى 30 يونيو 2013، أوقف التمادى ومنع استمرار هذه الكارثة. استخدمت قطر الأموال الضخمة وآلة الدمار الإعلامية، وقامت بتسليح الجماعات الإرهابية من أجل إسقاط الدولة المصرية، عبر صناعة الأزمات وزيادة الأخطار ودعم الإرهابيين، داخل مصر وعلى حدودها، إلا أن مصر وقفت بصلابة أمام مؤامرات قطر، وأفشلت كل رهانات الدوحة والإخوان، وقوى إقليمية ودولية أخرى، التى استهدفت الإضرار بالجيش المصري. لكن قطر لم تتعلم الدرس وواصلت محاولاتها لضرب الجيش عبر تمويل التنظيمات الإرهابية فى سيناء وحثهم على قتل الجنود وترهيب المدنيين. كما عملت على نشر إشاعات عن وجود انقسام فى القوات المسلحة المصرية، وذهبت إلى أبعد من ذلك، بإنتاج قناة الجزيرة أفلاما وثائقية كاذبة لتشويه الدور الوطنى للجيش المصري. لكن مصر تعرف مصادر قوتها وتؤمن بدور قوات الأمن والجيش المصري، الذين يؤكدون يوميا قدرتهم على سحق الإرهاب الغاشم، بتقديم أرواحهم فى سبيل الحفاظ على أرض مصر خالية من الإرهاب. ما يجب أن تعلمه قطر هو أن الجيش المصرى هو أكبر قوة مسلحة فى الشرق الأوسط وإفريقيا ويحتل المرتبة ال 10 عالميا، وعدد أفراده نحو 470 ألفا، فى حين ثمة 800 ألف جندى احتياط، تحت إشراف وزارة الدفاع، كما أن مصر بعدد سكانها الكبير فى إمكانها تعبئة جيش ضخم جدًا فى حالة الحرب. والجيش المصرى متسلح بأحدث الأسلحة، ويمتلك ثانى أكبر قوة جوية فى الشرق الأوسط قبل تركيا وبعد إسرائيل، وأن أسطول مصر الجوى الضخم به 220 مقاتلة من نوع إف -16 فالكون، ومصر رابع مستخدم لهذه النوعية من الطائرات على مستوى العالم، ويمتلك 4 آلاف دبابة منها 700 دبابة متقدمة من طراز «إبرامز» الأمريكية وعربات قتال مدرعة من طراز «برادلي» وعدد ضخم من المدافع، ولديه أكبر عدد من صواريخ (أرض أرض) على مستوى العالم بعد الصين وروسيا والولايات المتحدة. أما البحرية المصرية فهى أقوى بحرية فى إفريقيا والشرق الأوسط. الجيش المصرى هو الجيش العربى الوحيد الذى استطاع أن يقهر الكيان الصهيونى وذلك فى حرب أكتوبر 1973. مصر من الدول العربية القلائل جدًا وتكاد تكون الوحيدة، التى لم تكن بحاجة لأن تقيم أمريكا قاعدة عسكرية على أرضيها، فى حين أن قطر على أرضها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية. مصر حصينة بجيشها وإرادة قيادتها. الجيش فى مصر تاريخ طويل. فقد حمى المصريون العرب من الحملات الصليبية، حينما قهر الجيش المصرى بقيادة صلاح الدين الأيوبى الصليبيين، فى أكثر من معركة شرسة وطردهم خارج أراضى العرب جميعًا. ان القوات المسلحة المصرية واعية لجميع التحديات الموجودة على الساحة الإقليمية والدولية. والإمارات تراهن على مصر لمساعدة المنطقة على التصدى للإرهاب والفوضى، وطى صفحة المشروع الهادف إلى دمار العرب. والإماراتيون ان كانوا يهتمون بمصر، فإنما هو اهتمام بالشأن العربى لأن مصر هى الأمة العربية. نعم تراهن الإمارات على مصر وشعبها وجيشها وثقلها العربى والإسلامي. وعندما وقفت الإمارات مع مصر عبر التاريخ فلأنها كانت متيقنة بأن رهانها على عمود الأمة العربية ولم تراهن على تمويل ودعم الإرهاب وزعزعة الأمن والأمان فى الدول. عرفت الإمارات قدر مصر وحجمها وثقلها وعملت على دعم هذا الثقل وتقويته بكل السبل وفى مختلف الظروف. الإرهاب هو آخر اختراعات العدوان على مصر. والجيش المصرى لهو قادر على قهره وقهر من يقف من ورائه. كاتبة إماراتية لمزيد من مقالات مهره سعيد المهيرى;