عندما رحل الفنان الجميل أنطون البير صاحب أجمل اللقطات دمعت عيون جيل كامل من صحفيي الأهرام. عاش مبهورا بأعمال هذا الفنان الفذ صاحب الموهبة القديرة في تنفيذ الصورة الصحفية التي تجد تعبيرا كاملا وصادقا عن الموضوع والتي كانت في بعض الأحيان تغني تماما عن كتابة الموضوع أو التحقيق الصحفي.. وكانت شهرته في تنفيذ الصورة الصحفية أن أطلقنا عليه وصف الفنان وأصبح الوحيد من صحفيي مصر الذي يتصف بهذا الوصف وكان قدرته الهائلة في إخراج الصور المعبرة ان استجاب كبار الشخصيات في مصر للخضوع لتوجيهاته لتخرج الصورة رائعة. وكان الفنان أنطون البير عاشقا في محراب الصورة الصحفية.. ومن أجل تحقيقها كان يتعرض لمغامرات وأهوال تفوق التصور.. ونذكر نحن صحفيي الاهرام ما حدث لهذا الفنان العظيم عندما أصر علي الذهاب الي قلب سيناء حيث مركز قيادة القوات المصرية ليلة حرب5 يونيو لتسجيل استعدادات مصر لحرب محتملة. وكان يصحبه الاستاذ صلاح هلال عملاق التحقيقات الصحفية وفي صحبتهما أنيس منصور ومصور الأخبار والمرحوم حسين شعبان المحرر العسكري للجمهورية. كان المرحوم أنيس منصور قد عاد للقاهرة مساء4 يونيو أما الباقون فقد داهمتهم الحرب وهم في مدينة العريش وحتي لا تأسرهم القوات الاسرائيلية وتعذبهم بإعتبارهم صحفيين فقد تم استخراج بطاقات وهمية بأنهم من رجال التعليم..واختفي المرحوم صلاح هلال وأنطون البير في مدينة العريش ودفنوا كاميرات الاهرام في بئر مهجورة واختفت كل أخبارهم شهورا حتي ظن الجميع أنهم من ضحايا حرب5 يونيو الدامية.. حتي ظهروا فجأة عندما تم تسليمهم بمعرفة الصليب الأحمر مع مجموعة من الجنود المصريين الأسري مقابل بعض الفاكهة والخضراوات عبر قناة السويس وظل أنطون البير يحلم بالثأر من اسرائيل التي استولت علي كاميرات الاهرام حتي كان اكتوبر73 ويومها حمل كاميرته وذهب الي شاطيء القناة ليسجل أول صورة لرفع العلم المصري فوق أرض سيناء. رحم الله الفنان القدير أنطون البير أستاذ الصورة الصحفية في مصر.