قرأت قول الله تعالي في سورة الماعون الآيتين الرابعة والخامسة: فويل للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون وسألت نفسي بعيدا عن كل ما كتب عنها من تفسيرات: كيف يسوي رب العزة بين من سها عن إحدي الصلوات ومن توعدهم الله بالويل في آيات آخري؟ انظر كم مرة ذكر الويل في القرآن الكريم,, لقد جاء ذكر هذه الكلمة27 مرة, وتوعد الله فيها بالويل لتسعة أفراد ومجموعات, ففي سورة البقرة الآية79 حذر الله بالويل لمن يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله, وتوعد الكافرين في سور: إبراهيم, ومريم, والأنبياء, والزمر, وص. كما توعد بالويل القاسية قلوبهم من ذكر الله في الزمر, والمشركين في فصلت, والذين ظلموا في الزخرف, ولكل أفاك أثيم في الجاثية. أما المكذبون فقد توعدهم بالويل عشر مرات في سورة واحدة ويل يومئذ للمكذبين( سورة المطففين), إلي جانب سورتي الطور و المرسلات. وكان الويل أيضا من نصيب المطففين في سورتهم المعروفة, وأخيرا كان الويل لكل همزة ولمزة.. صدقت ياربي. سألت نفسي: هل يمكن أن يسوي رب العزة وهو العدل بين المكذبين الذين توعدهم بالويل12 مرة, ومن سها عن إحدي صلواته؟ سألتها: هل يمكن أن يسوي ربنا وهو الحق بين الكافر ومن ترك صلاة من الصلوات الخمس المفروضة؟ وهل يمكن أن يسوي وهو العزيز الحكيم بين من كتب كتابا بيده وادعي أنه من عند الله, وبين مصل سها عن إحدي صلواته؟ دارت كل هذه الأسئلة في قلبي قبل عقلي, وقلت لنفسي: حاشا لله أن تكون هذه رسالة ودعوة لاستسهال ترك فرض, فالصلاة عماد الدين, وهي أول ما يسأل عنه المرء قبل حسابه, ولكني أفكر كما أمرني الله. إن المصلي والمعروف بين أقرانه وفي مجتمعه بذلك, وأعلن ذلك علي الملأ, ثم يأتي بفعل يتنافي مع ما يؤديه من صلاة, فهو قد أساء إلي الإسلام لا إلي شخصه, وأساء إلي الدين الحنيف الذي أحاطه الله باحترام وهيبة وخشوع ورحمة. إن المصلي المرتشي لا يسيء إلي نفسه, بل هو الذي يعطي الفرصة للهجوم الشرس علي ديننا العظيم حيث تبدأ المهاترات في التفرقة بين الإسلام والمسلم. لقد أتبع الله الويل للساهي عن الصلاة بقوله جلت قدرته: الذين هم يراءون, صدقت ياربي.. أن ما يفعله المصلي من أفعال نسي وهو يفعلها أنه محسوب علي المصلين, فإنه يكون المنافق المرائي بأعماله. والويل كل الويل لمن أتي بأفعال تتنافي مع كونه من المصلين فأساء إلي دين الله, وإلينا جميعا قبل أن يسيء إلي نفسه.. حقا لقد نافق وحق عليه القول إنه من المرائين. وأخيرا أقول: حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من أعلن أنه من المصلين الصالحين المتقين الورعين الخاشعين بمظهره, ثم أتي بأفعال هزت كثيرا كيان أمة تحافظ وسنحافظ عليها. {{ هذه الرسالة الرمزية للدكتور حسام أحمد موافي أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني, وهي تناقش قضية خطيرة تتعلق بالمنافقين الذين يصلون لكنهم لا يأتمرون بأوامر الله, والحقيقة أن أمثال هؤلاء خطر حقيقي علي الأمة, والمعني واضح فيما يحيط بنا من ألوان متعددة من البشر هذه الأيام!