الجيش الليبى حقق انتصارات فى حيى «الصابرى» و«سوق الحوت» قبل التحرير ب 24 ساعة قائد محور البحر: استهدفنا عشرات السفن وكبدنا الإرهابيين خسائر فادحة
أنهى خطاب المشير خليفة حفتر بإعلان الانتصار وتحرير مدينة بنغازى فصلا صعبا فى تاريخ ليبيا، بدأه الجيش بمعركة الكرامة بقوام 300 ضابط وضابط صف وجندى على أطراف بنغازى ليحقق النصر بعد ثلاث سنوات من مواجهات عسكرية شرسة مع أعتى التنظيمات الإرهابية على رأسها تنظيمات داعش والقاعدة وأنصار الشريعة المدعومة من حكومات وأنظمة،بدأ الكشف عنها وأولها دولة قطر، واستطاع القائد العسكرى المحنك أن يبنى جيشا قويا خلال المعركة، وانضم لصفوفه آلاف العسكريين وشباب المناطق فى التفاف شعبى ضخم حول قواته المسلحة. واستطاع الجيش الليبى برغم قرار حظر التسليح دحر الإرهاب والانتصار عليه، وبسط سيطرته على أكثر من 80% من مساحة ليبيا، وكان الثمن فادحا من دماء الليبيين الذين تكبدوا أكثر من 6 آلاف شهيد، و12 ألف مصاب خلال 3 سنوات. «الأهرام» على مدى العامين الماضيين كانت حاضرة خلال معركة الجيش الليبى ضد الإرهاب ترصد وتسجل وتنقل حقيقة ما يحدث داخل محاور القتال، بدءا من معركة تحرير أحياء الليثى وبوعطنى عام 2015، مرورا بمعركة تحرير حى القوارشة، ثم حى «قنفودة». احتفالات الجنوب عقب تحرير بنى غازى واكتمل المشهد بدخول «الأهرام» صباح الثلاثاء الماضى وقبل إعلان التحرير بيوم على متن أول قطعة بحرية حربية البارجة «عكرمة» تدخل ميناء بنغازى الحربى رفقة العقيد إدريس الذيبانى، الذى أكد خلال الرحلة من ميناء الصيد إلى الميناء الحربى أن القوات البحرية منذ 2014، ومع بداية عملية الكرامة العسكرية استطاعت أن تنقل القطع البحرية من بنغازى إلى طبرق لكى لا تسيطر عليها الجماعات الإرهابية، ثم بدأ تشكيل رئاسة أركان القوات البحرية وصدرت لها الأوامر من القيادة العامة للجيش بدخول المعركة بالتصدى للسفن والزوارق التى كانت تأتى محملة بالذخائر والمقاتلين من بعض مدن المنطقة الغربية لمد مقاتلى الإرهاب، وخلال تلك السنوات استطاعت القطع البحرية وهى قطع صغيرة غير مجهزة للقتال، لكن بعزم رجال البحرية الليبية تمكنوا من تركيب أسلحة ومدافع مضادة للطائرات وهى برية فى الأصل فوق تلك القطع البحرية وتم استخدامها بكفاءة عالية، واستطاعت تلك القطع أن تتصدى لعشرات السفن، وقامت أيضا بمهام على طول شاطئ بنغازى باستهداف مواقع برية لتمركزات الإرهاب بجانب عمل رجال الضفادع البشرية فى الإنزال ومواجهة العدو وتكبيده خسائر كبيرة. ثم انتقلنا برا برفقة العقيد حكيم الزوى ضابط قوات المشاة بحرية ونائب قائد محور سوق الحوت بسيارة مصفحة لنقترب أكثر وندخل الخطوط الأمامية للمعركة الأخيرة، لنرصد اشتباكات مكثفة بالدبابات بغطاء من سلاح الجو، الذى كان يستهدف تمركزات الإرهاب بطلعات مكثفة، وفجأة وجدنا أنفسنا فى قلب المشهد من الداخل. وسوق الحوت والصابرى فى المدينة القديمة لبنغازى، قد دمرا بالكامل فها هى ساحة المحكمة التى بدأ منها الليبيون حلم ثورتهم ليحيل الحلم كابوسا بعد سيطرة الجماعات الإرهابية على المدينة بالكامل، وآثار المعارك لم تترك مبنى إلا ودمرته حتى كنيسة بنغازى الشهيرة بدت ركاما، وتحركنا بحذر فى الشوارع والأزقة الضيقة خوفا من الألغام المزروعة بأعداد هائلة من مقاتلى الإرهاب، إلى جانب انتشار القناصة المهرة الذين يستهدفون أى تحرك عسكرى، وبدا المشهد بين أنقاض المبانى مشهدا سنيمائيا من مشاهد دمار الحرب العالمية، كل البيوت مهدمة لم يتبق شىء واقتربنا أكثر وأكثر من منارة بنغازى المعلم المهم والأشهر، حتى وصلنا لأقرب نقطة لا يفصلنا عنها سوى حواجز من الحاويات يستخدمها الجيش الليبى لإعاقة تصويب قناصة داعش من وراء المنارة، وصممنا أن نقترب أكثر لنحصل على صورة واضحة للمنارة وتخطينا الحاويات لنسمع صوت طلقات أحد القناصة تخترق جدار الحاوية، وخلال تحركنا بين الشوارع رأينا محلات أبوابها محطمة ومازالت تحمل بداخلها السلع من ملابس وأخرى للأطفال، وها هو محل لأدوات المنزل لكن لم يمسه أحد أو يفكر فى سرقته، فالكل مشغول بالدفاع عن وطنه. أحد ضحايا الإرهاب وظهر أمامنا فجأة رجل بالزى العسكرى يسير بعكازين وساق واحدة، اقتربت منه لأتحدث معه فقال: أنا ضابط بالجيش الليبى أصبت من عام فى هذا المكان، ونقلت للعلاج فى مصر والأردن وبترت ساقى، ولكننى عدت وصممت على الاستمرار فى القتال، فهى معركة وطن ولن أترك المعركة إلا مع تحرير بنغازى، ولمسنا حالة تفاؤل على الوجوه، فالجميع يؤكد أنه بدا واضحا حالة انهيار الأعداد المتبقية من الإرهابيين، وقد بدأت ذخائرهم تنفد بعد فرض حصار شديد على الإمدادات التى كانوا يحصلون عليها عن طريق البحر، وتسلل اليأس لنفوس الباقين مراسل الأهرام يلتقى أبطال الجيش الليبى وبدت رائحة النصر تفوح، لننهى رحلتنا ونخرج على تبادل لإطلاق نار كثيف قامت به قوات الجيش الليبى باستهداف آخر نقطة لتمركز الإرهاب ونحن على ثقة أن النصر بات وشيكا، ليكتب إعلان القائد العام تحرير بنغازى مشهد النهاية للإرهاب، ويعم الفرح أنحاء بنغازى ويخرج المواطنون بالسيارات وتنطلق الصواريخ فى سماء المدينة الملقبة بالعصية احتفالا. القوات الخاصة الليبية تعثر على سيارات مفخخة بمحور الصابرى بنغازى - أ ش أ: أكد مسئول المكتب الإعلامى بالقوات الخاصة الليبية رياض الشهيبى، العثور على سيارات مفخخة بمحور الصابرى ببنغازى عقب السيطرة عليه أمس الأول من قبل قوات الجيش الليبى . يذكر أن قائد الجيش الليبى خليفة حفتر قد أعلن أمس تحرير مدينة بنغازى من الجماعات الإرهابية بعد قتال استمر 3 سنوات. وقال الشهيبى، فى تصريح لوكالة الأنباء الليبية بالبيضاء، إن السيارات المفخخة كانت جاهزة ومعدة للتفجير، لافتاً إلى أنها كانت موجودة فى المواقع التى كانت الجماعات الإرهابية تتحصن بها . وأشار الشهيبى ، إلى أن الجماعات الإرهابية كانت تحاول استخدامها لمنع وردع قوات الجيش من التقدم لتحرير المنطقة ، لافتا إلى أنه تم أمس أيضاً العثور على أحزمة ناسفة بمواقع تمركزات الجماعات الإرهابية فى محور الصابرى شمال بنغازى . وأوضح الشهيبى أن الأحزمة التى تم العثور عليها كانت جاهزة للاستخدام وتحوى كمية لابأس بها من مادة تى إن إن لإحداث أضرار بكل من يقترب من أى ارهابى كان يرتدى هذا الحزام . يشار إلى أن القوات المسلحة لا تزال تعمل حتى هذا الوقت على تمشيط كامل منطقة الصابرى التى تم تحريرها من بقايا الجماعات الإرهابية، فضلاً عن تمشيط المنطقة من المفخخات والألغام التى قامت بزراعتها بجميع أنحاء المنطقة لمنع تقدم القوات المسلحة. الحكومة المؤقتة تهنئ الليبيين طرابلس - أ ش أ: هنأت الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبدالله الثنى، الشعب الليبى بانتصارات القوات المسلحة الباسلة وتطهيرها لمدينة بنغازى من بقايا الجماعات الإرهابية . وقالت الحكومة فى بيان لها ، إن هذه الانتصارات جاءت بفضل الله وفضل الرجال المخلصين من أبناء القوات المسلحة الليبية والشباب المساند لها بقيادة القائد العام المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر. وأكدت الحكومة أن هذا النصر المؤزر ما هو إلا خطوة إضافية فى اتجاه تحرير كل ربوع بلادنا من قبضة الجماعات الإرهابية، داعية المواطنين فى مختلف ربوع البلاد إلى الالتفاف بقوة حول جيشنا البطل وقيادته. اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ترحب بالتحرير طرابلس - أ ش أ: رحبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، بإعلان قيادة الجيش الليبى أمس الأول تحرير مدينة بنغازى وتطهيرها من الجماعات الإرهابية. وقالت اللجنة فى بيان لها إنها تعرب عن «ترحيبها بإعلان تحرير مدينة بنغازى من سيطرة قوى الإرهاب والتطرف المتمثلة فى تنظيمات داعش والقاعدة وأنصار الشريعة الإرهابية من قبل قوات الجيش الليبى بعد معركة استمرت طوال ثلاث سنوات متواصلة ضد هذه التنظيمات الإرهابية والمتطرفة» وأشار البيان إلى أن تحرير مدينة بنغازى يمثل انتصارا للوطن والشعب الليبى بأكمله على خطر الإرهاب والتطرف. وأضافت اللجنة «نثمن كل الجهود المحلية المبذولة للقضاء على خطر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية فى ليبيا، وفى الوقت الذى تثمن فيه اللجنة هذه الجهود الوطنية لأجل القضاء على الإرهاب والتنظيمات الإرهابية داعش والقاعدة وأنصار الشريعة، تجدد اللجنة تأكيدها ضرورة توحيد جميع الجهود الوطنية لأجل القضاء على التطرف والإرهاب. سفير بريطانيا: تحرير بنغازى فرصة لاستعادة القانون طرابلس - أ ش أ: صرح السفير البريطانى لدى ليبيا بيتر ميليت، بأن تحرير مدينة بنغازى يمثل فرصة ثمينة للانتقال من الحرب إلى السلام فى ليبيا، عبر استعادة حكم القانون واحترام حقوق الإنسان . وأضاف ميليت، عبر حسابه الشخصى بموقع تويتر «أن الإرهاب لا مكان له فى ليبيا، أتمنى أن يجلبَ ذلك السلامَ والأمنَ والازدهار إلى أهل بنغازى».