◙ الاتفاق على ضرورة التصدى للإرهاب ومكافحة أسباب الهجرة غير الشرعية ◙ أوربان: نسعى إلى تفعيل التعاون المصرى الأوروبى لتأسيس علاقات اقتصادية قوية ◙ روبرت فيكو: مصر تلعب دورا كبيرا فى منع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عبر ليبيا
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن العلاقات بين مصر والدول الأعضاء فى تجمع «فيشجراد» هى علاقات صداقة تاريخية، ونعتز بما تشهده من تعاون وثيق فى عدد كبير من المجالات، وبالمستوى الرفيع من التنسيق والتعاون على المستويين الثنائى والمتعدد، مؤكدا تطلعه لمواصلة تطوير مجمل هذه العلاقات لتصل الى شراكة استراتيجية بين الجانبين. وأضاف الرئيس، فى كلمته خلال مؤتمر صحفى مشترك مع قادة دول المجر وسلوفاكياوالتشيك وبولندا فى ختام قمة «فيشجراد»، أن المكانة المتميزة لتجمع «فيشجراد» داخل الاتحاد الأوروبى وعلى المستوى الدولى تؤهلَه لأن يقوم بدورٍ هام فى العديد من المناطق الجغرافية فى العالم، بل وعلى المستوى الدولى كذلك، وهنا تكمن أهمية تعزيز الشراكة بين مصر ودول «فيشجراد» لتعزيز الاستقرار والأمن بمنطقة جنوب المتوسط، وتحقيق تطلعات شعوبنا إلى مزيد من النمو والازدهار. وأوضح أن الاجتماع تناول سبل تعزيز العلاقات بين مصر ودول التجمع فى مجالات محددة تحظى بأولوية لدينا جميعاً، سواء فيما يتعلق بتطوير العلاقات الثنائية أو مع الاتحاد الأوروبي، وأنه تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف، والتأكيد على أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لها. وأشار الرئيس إلى أنه تم التطرق إلى سبل تطوير التعاون الأمنى المشترك بما يمكن من التعامل مع مختلف التهديدات.،وأكد فى هذا الصدد اتفاق مصر مع الدول الأربع على ضرورة التصدى للإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وأهمية العمل المشترك لمواجهة الفكر المتطرف، وتجفيف منابع الإرهاب والتضييق على من يرعاه من دول أو جهات تقدم الدعم المالى واللوجستى والسياسى للجماعات الإرهابية. وقال إنه تم التطرق أيضا إلى أزمة اللاجئين وأساليب التعامل معها بما يضع حدا لمعاناة الأبرياء الذين يتعرضون للتشريد بسبب الحروب والاضطهاد، كما تم بحث سبل تعزيز التعاون لإنهاء هذه المأساة الإنسانية، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على أهمية تكاتف المجتمع الدولى للقضاء على الأسباب التى تشجع على الهجرة غير الشرعية، مثل تردى الأوضاع الاقتصادية والأمنية، مضيفا أنه تم التأكيد على أهمية مواصلة العمل على إيجاد حلول سياسية للنزاعات التى تعد سببا رئيسيا لتلك الظاهرة. وأوضح أنه تم تبادل الرؤى كذلك حول آخر التطورات فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة الأزمات فى سوريا وليبيا واليمن والعراق والمساعى القائمة لإيجاد حلول سلمية لها، وتم الاتفاق على ضرورة بذل المجتمع الدولى لمزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات. كما تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة مبنية على القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة بما يضمن تحقيق حل الدولتين. وأشار إلى أن ما تم بحثه من قضايا هامة يمثل بداية لمرحلة ممتدة من التعاون الفعال مع دول «فيشجراد»، سواء بشكل ثنائى أو من خلال صيغة «فيشجراد + مصر»، وذلك بهدف مواصلة الارتقاء بالعلاقات بين الجانبين وتكثيف التشاور بينهما على جميع المستويات. وتوجه الرئيس فى ختام كلمته بالشكر للمجر على استضافة القمة ولكافة دول تجمع «فيشجراد» على حرصها على التنسيق والتشاور مع مصر، بما يساهم فى تعزيز العلاقات بين دولنا ويلبى طموحات شعوبنا. ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان عن أهمية تأسيس علاقات قوية بين الاتحاد الأوروبى ومصر. وأضاف أن الجزء الأول من قمة «فيشجراد» ناقش فيه رؤساء دول التجمع ملفات أمن أوروبا والهجرة غير الشرعية. وفى الجزء الثانى من القمة كان هناك مؤتمر للدول الأربع بالإضافة لمصر وكان هناك 4 موضوعات طرحت للنقاش هى الإرهاب والهجرة غير الشرعية والاستقرار فى جنوب حوض المتوسط والتعاون الاقتصادى بين مصر والاتحاد الأوروبى . وأشار أوربان إلى أن دول مجموعة «فيشجراد» أعربت عن تقديرها للعمل الذى تقوم به مصر من أجل تأمين استقرار المنطقة، مضيفا أن ملايين اللاجئين والمهاجرين متواجدون فى مصر وتم منعهم من السفر غير الشرعى وتأمينهم مما يشكل عبئا على مصر وهو ما يجعلنا نثنى على هذه الإجراءات. وأكد أن الجهود التى يقوم بها الرئيس السيسى فى هذا المجال تخدم فى الدرجة الأولى أمن أوروبا، معربا عن شكره للرئيس السيسى لأنه يحمى حدود المجر. وأوضح رئيس الوزراء المجرى أن المباحثات خلال القمة تناولت الوضع فى ليبيا ومكافحة الهجرة غير الشرعية من ليبيا، مشيرا إلى أن ليبيا تشكل تهديدا لأوروبا. وقال أوربان: «نحن الغربيون تدخلنا فى حياة هذا البلد دون خطة بديلة لتحقيق الاستقرار والحدود الشمالية لليبيا ظلت بلا حماية لفترة طويلة وفتحت الهجرة لأوروبا». وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع الرئيس السيسى على أهمية خلق الاستقرار وتضافر الجهود الدولية لتفعيل دولة القانون فى ليبيا وخلق حكومة قادرة على إدارة البلاد. وأعرب عن تطلعه لتحقيق تعاون اقتصادى قوى بين مصر ودول أوروبا، مشيرا إلى أن هذا التعاون لايزال دون المستوى المطلوب. وأضاف أن المباحثات تضمنت أيضا بحث تحقيق تعاون مستقبلى مثمر من خلال خلق صيغة لتأسيس مجلس تعاون مصرى أوروبي. كما ألقى رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو كلمة، خلال المؤتمر الصحفي، أكد خلالها أن المباحثات خلال القمة تناولت الهجرة غير الشرعية وأكثر الأساليب فعالية فى مواجهتها وهى حماية الحدود الخارجية والتعاون مع الدول المصدرة للمهاجرين والتعاون مع الدول التى تعانى من مشاكل وعدم الاستقرار. وأكد أن مصر تلعب دورا كبيرا فى هذا الصدد فعدد سكانها 100 مليون نسمة وتلعب دورا كبيرا فى مكافحة الإرهاب وهى دولة قادرة على حماية حدودها وتمنع المهاجرين من العبور إلى أوروبا، كما تلعب دورا كبيرا فى منع المهاجرين غير الشرعيين من الذهاب إلى أوروبا عبر ليبيا، مؤكدا أن أوروبا تدفع ثمن عدم الاستقرار فى ليبيا. وأشار إلى أن هناك تقاربا بين الدول الأربع ومصر فى ملف الهجرة، مؤكدا ضرورة دعم كافة الأنشطة والإجراءات التى تقوم بها مصر فى مجال مكافحة الإرهاب، فضلا عن دعم حكومة قوية فى ليبيا .وأضاف أن الدول الأربع وضعت صيغة للتعاون مع الأجهزة المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن دول فيشجراد لديها خبرات قوية ومتقدمة فى مجال مكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن دول تجمع «فيشجراد» ترى فرصا كبيرة فى التعاون الاقتصادى مع مصر، مشيرا إلى أن المباحثات تركزت على قطاع الطاقة النووية، موضحا أن مصر تبدأ برنامجها النووى السلمى وتبنى مفاعلا نوويا ضخما جدا يولد 1200 ميجاوات، وهناك دول بين دول التجمع لديها خبرة كبيرة فى هذا المجال، كما أن بولندا ستبدأ برنامجها النووى الخاص. وقد توجه رئيس وزراء سلوفاكيا بالشكر للرئيس السيسى على الجهود التى تبذل لإقرار الاستقرار فى المنطقة، قائلا: «نريد أن نرى مصر دولة قوية تدعم جيرانها». ومن جانبه، ألقى رئيس وزراء التشيك بوهسلاف سبوتكا كلمة أكد خلالها أن مصر تعد شريكا استراتيجيا لدول تجمع «فيشجراد» فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن دول التجمع تحترم دور مصر فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة وتثمن كافة الإنجازات التى تقوم بها الأجهزة الأمنية المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب. وأعرب عن استعداد دول التجمع لتقديم المساعدات لمصر فى هذا المجال، معربا عن أسفه لضحايا الهجمات الإرهابية التى وقعت فى مصر خلال الفترة الماضية. وأكد أن مصر تحارب الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر وتبذل جهودا كبيرة ناجحة فى هذا المجال، مؤكدا أن تعاون الاتحاد الأوروبى مع مصر فى هذا المجال سيثمر بنتائج إيجابية. وأضاف أن مباحثات القمة تطرقت إلى ملف ليبيا، مشيرا إلى أن انهيار ليبيا خلق خط تنقل للهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى أوروبا، مشيرا إلى أن دعم الاستقرار فى ليبيا يمثل أمرا هاما.وأوضح أنه تم بحث سبل التعاون لتحقيق الاستقرار فى هذه الدولة ودعم دولة القانون هناك. أما فيما يخص العلاقات الاقتصادية مع مصر، فأكد سبوتكا أن هناك فرصا كبيرة لخلق استثمارات فى مجال الطاقة والسياحة ومعالجة المياه داخل مصر، مشيرا إلى أنه من مصلحة الدول الأربع دعم الاستثمارات داخل مصر، كما أنه من مصلحة الاتحاد الأوروبى دعم الاقتصاد المصري. كما ألقت رئيسة وزراء بولندا بياتا سيدلو كلمة توجهت خلالها بالشكر لقمة «فيشجراد» لأنها جمعتهم بالرئيس عبد الفتاح السيسي. وأضافت أن المباحثات تطرقت لثلاثة موضوعات هامة تم خلالها تبادل الأفكار والآراء فيما يتعلق بأمن المنطقة، كما ثمنت دور مصر فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة ودورها فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وأعربت سيدلو عن إيمانها بضرورة اتخاذ خطوات حاسمة للتصدى للإرهاب والهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أن مصر ستظل شريكا هاما فى هذا الملف فهناك جهود كبيرة بذلتها مصر لكبح جماح الجماعات التى تهرب البشر وأجهزة الأمن المصرية بذلت جهودا ناجحة فى هذا المجال. وأشارت إلى أنه تم مناقشة التعاون الاقتصادى مع مصر، مضيفة أن مصر من أهم الشركاء فى إفريقيا. وأعربت عن استعداد بلادها للتعاون مع مصر، مشيرة إلى أنه تم طرح فكرة بناء منطقة صناعية فى محور تنمية قناة السويس، كما تم طرح أفكار للتعاون فى قطاعات الطاقة والبنية التحتية. وأكدت دعم دول «فيشجراد» للحكومة المصرية لمواصلة التنمية الاقتصادية المستقرة، مؤكدة أن الدول الأربع تعتزم تحفيز مصر لتحقيق المزيد من التنمية، كما تدعم تطلع مصر لبناء علاقات أقوى مع الاتحاد الأوروبى والحصول على صيغة تنفيذية لتشكيل مجلس تعاون بين مصر والاتحاد الأوروبى لدعم العلاقات.