تحولت حالة الفوضى والاقتتال المسلح فى ليبيا والميليشيات المسلحة التى تمولها أطراف خارجية إلى كابوس مرعب، ليس فقط على أمن واستقرار الجارة الشقيقة، ولكن على أمن مصر واستقرارها أيضا بعدما تسللت عناصر إرهابية تمولها بعض الدول الإقليمية والخارجية إلى الأراضى المصرية ونفذت عمليات إرهابية اجرامية ضد مواطنين مصريين أبرياء.، بل إنه من المتوقع أن يزيد الوضع الأمنى فى ليبيا سوءا وتصبح مصدر تهديد حقيقى للأمن القومى العربى فى ظل دعوات قادة تنظيم داعش الإرهابى لمقاتليهم من الإرهابيين فى الرقة السورية والموصل العراقية للهرب إلى الأراضى الليبية بعد الحصار المفروض عليهم فى العراق وسوريا. ومن أجل بحث الوضع الأمنى فى ليبيا وتنامى ظاهرة الميليشيات الإرهابية المسلحة هناك، عقد مجلس الأمن مساء أمس الأول جلسة مهمة فى نيويورك، رأسها السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة بوصفه رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن. ولا يشك أحد فى أن التدخلات الاقليمية والدولية فى الشأن الليبى من خلال تزويد ميليشيات إرهابية مسلحة تعمل خارج اطار الشرعية بالسلاح والمال هو الذى نشر الفوضى وقوض الأمن فى ليبيا. وهو ما أشار إليه السفير طارق التونى مساعد وزير الخارجية للشئون العربية فى بيان مصر فى مجلس الأمن، حيث أكد أن الوضع الحالى فى ليبيا أصبح يوفر ملاذا آمنا للإرهاب والإرهابيين خاصة من خلال الدعم الذى تحصل عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية من قطر تحديدا ودولة أخرى فى المنطقة لم يسمها لكنها معروفة بدعمها لجماعة الاخوان الإرهابية. ومن هنا نأمل أن تضطلع الأممالمتحدة ومجلس الأمن بدوريهما المهمين ومسئولتيهما تجاه حالة عدم الاستقرار الأمنى والسياسى فى ليبيا والتى توفر بيئة حاضنة للجماعات والتنظيمات الارهابية كما قال الوفد الليبى فى بيانه. ومنع وصول الأسلحة والأموال والمعدات إلى الميليشيات المسلحة ومنع وصول الإرهابيين إلى الأراضى الليبية وفرض عقوبات على تلك الدول التى تمول الارهاب فى ليبيا. لمزيد من مقالات راى الاهرام