يكاد يكون من الصعب القضاء على ظاهرة الأمية داخل المجتمع المصرى من دون تكاتف جهود الدولة مع الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، بحيث تتكامل الأدوار للوصول إلى الغاية التى أعلن عنها بمؤتمر الشباب الأول فى شرم الشيخ وجعل مصر خالية من الأمية. إلا أن تلك الجهود مازالت تفتقد الوضوح فى الرؤية الإستراتيجية، فالدولة لم تقدم للأحزاب حتى الآن خارطة سكانية لانتشار الأمية داخل المحافظات لتعمل عليها الأحزاب، كما أنها لم تقدم المساعدات الفنية أو حتى المالية لدفع وتسريع جهود الأحزاب بهذا المجال، بالإضافة لكون جهود الأحزاب والمجتمع المدنى تنطلق دون تنسيق أو رؤية شاملة، فالكل يعمل فى سياق منعزل عن الآخر. فقد أدرج حزب المصريين الأحرار تلك القضية فى برامجه التثقيفية داخل المحافظات، أطلق فصول محو الأمية داخل القرى والنجوع على مدار اليوم، بهدف جعل مصر خالية من الأمية. ومن جانبه، أكد محمد فريد أحد الكوادر الشبابية بالحزب، ويترأس لجنة شباب الحزب المشاركة بمشروع محو الأمية الذى تتبناه الرئاسة، أن الحزب قدم أيضا أجندة تتضمن رؤيته حول العمل التطوعى للشباب والاستفادة من طاقاتهم ووقتهم فى القضاء على الأمية بشكل نهائي. وأضاف أن شباب الأحزاب أكثر من 25 حزبا، أبرزها التجمع، الوفد، مستقبل وطن، الحركة الوطنية، المؤتمر والمحافظين لديهم حماسة قوية لتفعيل قرارات وتوصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب، من خلال سلسلة من ورش العمل، وتقديم كل حزب رؤيته فى ورقة عمل، لأنها قرارات وطنية تسمو بالبلاد، وعلى الجميع الاهتمام بها وتنفيذها على أرض الواقع. وأن أبرز توصيات ورقة العمل تلك تتعلق بمشاركة منظمات المجتمع المدنى وإصلاح منظومة التعليم، لأن العمل التطوعى للجمعيات الأهلية والأحزاب سيساهم كثيرًا فى حل الأزمة، كما أن إصلاح منظومة التعليم عامل أساسى لجذب الصغار للتعلم وعدم تهربهم من المدارس. فيما اتجهت جهود حزب مستقبل وطن للعمل المؤسسي، عبر عقد اتفاقيات تعاون مع هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بالعديد من المحافظات، لزيادة وهج جهود بهذا السياق، حول رؤية الحزب لتلك القضية أكد عضو الهيئة العليا للحزب الدكتور نور أبو حتة، أن التعليم هو الركيزة الأساسية فى رفعة الأمم ونهضتها، وإنه على مدار التاريخ لم نسمع أو نشاهد دولة بنت حضارتها إلا وكان التعليم المحور والركيزة الأساسية لقيام تلك الحضارة. وأن الحزب وضع خطة متكاملة بدءًا من فتح عدد من فصول محو الأمية بالمحافظات وتقديم الرؤى والأفكار البناءة لمراحل التعليم المختلفة، بالإضافة إلى امتلاك الحزب لمشروع قانون داخل أروقة البرلمان لتطوير التعليم الفنى الذى يعد كنزا مازال فى حيز عدم الاهتمام حتى الآن. أما حزب الجيل الديمقراطي، فقد صاغ بالتعاون مع شباب الأحزاب مشروعا متكاملا لمحو الأمية اعتمد على عدة محاور: أولها، تحديد الخلل فى الجهاز الإدارى للدولة ووضع الحلول له حتى يتم تنفيذ الخطة القومية لمحو الأمية. ثانيها، تحديد أسباب تراجع مؤسسات المجتمع المدنى عن القيام بدورها فى مساعدة الدولة فى تنفيذ الخطة القومية لمحو الأمية. ثالثها، استحداث هيكل جديد لتنشيط وتفعيل دور الجمعيات الأهلية والأحزاب السياسية بعملية محو الأمية، وأخيرًا تقديم توصيات خاصة تتعلق بإصلاح منظومة التعليم واستحداث حوافز اجتماعية للطلاب بهدف منع التسرب من التعليم والذى أدى لازدياد أعداد الأميين بالسنوات الأخيرة. كما أكد أمين شباب الحزب إبراهيم الشهابي، أن الحلول تنطلق من محاولة إزالة وإنهاء الكثير من التشابكات الإدارية التى تعوق جهود محو الأمية، واستحداث آليات لتطبيق صلاحيات الهيئة العامة لتعليم الكبار، بالإضافة للعمل على تنظيم عمل منظمات الأهلية والأحزاب فى هيكل لتنظيم العمل التطوعى بالشكل الذى يجعل المجتمع المدنى قادرا على تعويض عدم قدرة الحكومة على الإنفاق على تنفيذ الخطة القومية لمحو الأمية. وأكد المتحدث باسم حزب الاتحاد أحمد حسني، أن تأكيدات الرئيس بضرورة تفعيل دور الشباب فى تلك القضية، أعطانا رسالة ايجابية بأهمية الدور الفعال الذى يقومون به، وتقدير المجهود الذى بذل لإعداد وتجهيز خطط واستراتيجيات طويلة وقصيرة المدى وتحديد آليات تنفيذها الخاصة بملف محو الأمية ونشر ثقافة العمل التطوعي. وأشار حسنى إلى أن القيادة السياسية الحالية مؤمنة بقدرات وأفكار الشباب وتجعلهم شريكا رئيسا فى علاج وحل المشكلات.