بدأت القوات العراقية أمس اقتحام المدينة القديمة فى الشطر الغربى من الموصل فى شمال العراق، سعيا لطرد آخر عناصر تنظيم داعش المتحصنين فيها. وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله قائد عمليات «قادمون يا نينوي» -فى بيان- إن «قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية، بدأت باقتحام المدينة القديمة» فى غرب الموصل. وبدوره، أكد الفريق الركن عبد الوهاب الساعدى أحد قادة قوات مكافحة الإرهاب أن «الهجوم على المدينة القديمة قد بدأ». وفى هذا الإطار، أوضح ضابط من قيادة عمليات «قادمون يا نينوي» أن «الضربات الجوية التمهيدية بدأت عند منتصف الليلة قبل الماضية تقريبا. بدأت قوات الأمن باقتحام أجزاء من البلدة القديمة فجر أمس». وقال ضابط - طلب عدم كشف هويته -إن «القوات العراقية تحاول الاختراق، لكن المقاومة شرسة وداعش بنى خطوط دفاع قوية». كان صوت المدافع الرشاشة مسموعا، فى حين ارتفعت أعمدت دخان الصواريخ فى سماء المدينة القديمة. ولكن على الضفة الأخرى لنهر دجلة، فى شرق الموصل، تواصلت الحياة اليومية بشكلها المعتاد تقريبا اذ يشق المتسوقون والطلاب والعمال طريقهم وسط الازدحام المروري. وأشار محللون مرارا إلى أن المدينة القديمة ستكون المرحلة الأصعب من العملية، نظرا إلى شوارعها الضيقة ومنازلها المتلاصقة التى بنيت قبل أكثر من مائة عام. وبسيطرة القوات الأمنية على المدينة القديمة، يخسر تنظيم «داعش» كامل الموصل، آخر أكبر معاقله فى شمال العراق. وأعلنت الأممالمتحدة الجمعة الماضى أن أكثر من مائة ألف مدنى عراقى محتجزون لدى مسلحى تنظيم داعش كدروع بشرية فى الموصل القديمة. وقال برونو جدو ممثل مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فى العراق إن تنظيم «داعش» يحتجز المدنيين خلال معارك خارج الموصل، ويرغمهم على التوجه إلى المدينة القديمة. وأوضح جدو للصحفيين فى جنيف إن «أكثر من مائة ألف مدنى قد يكونون محتجزين فى المدينة القديمة». وأضاف: «نعرف أن (مقاتلي) تنظيم «داعش» اقتادوهم معهم عندما رحلوا.