حددت هدف متابعاتى التليفزيونية الدرامية الرمضانية هذا العام فى مجموعة من المسلسلات الوطنية والسياسية التى تدخل بحكم التعريف فى مجال اهتمامى وتخصصي.. لا نريد أعمالا درامية كالحشيش تتعلق بموضوعات لا حضور لها فى حياتنا العامة، ولا نريد أعمالا درامية تتمسح بالواقعية أو تتذرع بها فتحشد فى مشاهدها بالبذاءة والسوقية، ومن ثم فقد حصرت اهتمامى الرمضانى هذا العام فى بعض المسلسلات الوطنية والسياسية والتاريخية بغض النظر عن وجود مسلسلات فانتازيا مثل «كفر دلهاب» وآكشن مثل «الحصان الأسود» وكوميدى مثل «هربانة منها» وهى جميعا أعمال متميزة وكانت المسلسلات الوطنية والسياسية والتاريخية التى وقع اختيارى عليها هي: «الجماعة الجزء الثاني» و«الزيبق» و«وضع أمني» و«واحة الغروب». وقد كانت كل تلك المسلسلات بدون أى مبالغة ذات مستوى فنى رفيع جدا ويحتشد فى مشاهدها حضور أكبر عدد من الموهوبين المتألقين سأذكر بعضهم على سبيل الإشادة والاعتراف وهم «صابرين وعبدالعزيز مخيون فى الجماعة» و«شريف منير وكريم عبدالعزيز ومحمد شاهين وكارمن لوبوس فى الزيبق» و«عمرو سعد فى وضع أمني» و«منة شلبى وخالد النبوى فى واحة الغروب». هؤلاء كانوا متميزين جدا فى الأداء، ولم تكن أداءاتهم تعبوية أو حماسية تحاول التماشى مع المواضع التى يقومون بتمثيل مشاهدها، ولكنهم كانوا فعلا يصدقون ما يؤدون، وقد لفت نظرى على سبيل المثال اللكنة التى تحدث بها عبدالعزيز مخيون فى «الجماعة» إذ كان فيها رطان وخُنافة وريفية الإخوان دون مبالغة وبحساسية ومقدار، كما لفتت منة شلبى انتباهى بكل ذلك الإتقان للطابع الاسكتلندى وكانت بطلة لمسلسل لابد من حصول مصمم الأزياء فيه على جائزة ذلك أنه توخى الدقة التاريخية الكاملة، وفى مسلسل «الزيبق» يقف فى مربع الإجادة أيضا الموسيقار مودى الإمام كصاحب أقوى موسيقى تصويرية فى مسلسل الزيبق، كما أشير بكل تقدير إلى المخرجين شريف البندارى «الجماعة» ومجدى أحمد على «وضع أمنى» وكاملة أبو ذكرى «واحة الغروب» ووائل عبدالله «الزيبق».. الذين بلغوا ذروة عالية من الإتقان الحرفى فى تلك الأعمال.. أما عن القضايا التى ثارت بسبب هذه المسلسلات فسوف أختار منها بعضها لمناقشتها فى الغد لإن شاء الله. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;