لم يكن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر قرارا متوقعا رغم تأزم العلاقات بينها وبين دول عربية عدة فى الفترة الاخيرة.. فهل اصبحنا على مشارف حرب عالمية ثالثه تبدأ شرارتها من قطر؟ بداية إن قطع العلاقات الدبلوماسية يتضمن إيقاف التعامل مع قطر ومنع سفر المواطنين إليها، وكذلك إغلاق المجال الجوي والبحري أمام الطائرات والبواخر منها واليها. ويترتب على ذلك أن تقوم الدول السبعة بسحب سفرائهم وأعضاء السفارات من الطاقم الدبلوماسي من دولة قطر، حيث أن هذا الإجراء يعد عقابا تعبر به هذه الدول عن رفضها التعامل السياسي أو الاقتصادي معها، وبهذا القرار يحق لدولة قطر أن تطلب إجلاء رعايا هذه الدول منها، على ان تبقى مباني السفارات كما هي في الدول حيث أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية من الممكن أن يكون مؤقت ويتم الرجوع فيه. وقد سجل التاريخ العربي عددا من الوقائع المشابهة التي شهدت قطعا للعلاقات بين الدول العربية. أبرز تلك السوابق مقاطعة الدول العربية لمصر فى نوفمبر 1978، إثر توقيعها على اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل، حيث قررت الدول العربية عدا عمان والصومال والسودان في قمة بغداد، نقل مقر الجامعة العربية وتعليق عضوية مصر، ثم قطع العلاقات بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 26 مارس 1979. وشملت المقاطعة تعليق الرحلات الجوية ومقاطعة المنتجات المصرية وعدم التعامل مع الأفراد، وأصدرت الجامعة العربية آنذاك قرارا باعتبار تونس المقر الرسمي للجامعة العربية وتعيين الشاذلي القليبي، أمينا عاما للجامعة الذي ظل يشغل المنصب حتى عام 1990. وفى مارس 2014، قررت كل من السعودية والبحرين والإمارات سحب سفراءها من الدوحة بسبب "عدم التزام قطر بمقررات تم التوافق عليها سابقا"، بحسب بيان مشترك صدر عن الدول الثلاث وقتها. وأعلن عن عودة سفرائهم إلى الدوحة في نوفمبر 2014 بعد ان أعلنت قطر التزامها ببعض ما جاء بالمقررات التي تم التوافق عليها سابقا بمجلس التعاون الخليجي. و بسبب الحرب في سوريا، قطعت السعودية علاقاتها مع سوريا وقررت إغلاق سفارتها في دمشق وطرد السفير السوري في عام 2012، ثم في يونيو 2013، قررت مصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا أبان حكم الإخوان. كما تخللت العلاقات الجزائرية المغربية الكثير من الأجواء المشحونة، وتخللتها حرب الرمال عام 1963، ثم في مارس 1976 تم قطع العلاقات بين المغرب والجزائر على خلفية دعم الأخيرة لجبهة البوليساريو، إلى أن عادت في عام 1988. وفي عام 2013، سحبت المملكة المغربية سفيرها من الجزائر للتشاور. فى النهاية اتمنى أن يكون قرار قطع العلاقات الدبلوماسية حافزا لعدد من الدول العربية الأخرى لاتخاذ نفس الموقف مع كل من يدعم الإرهاب. لمزيد من مقالات نيفين عماره;