اتخذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب موقفا واضحا تجاه الأزمة الخليجية الأخيرة رغم سعى البيت الأبيض لتبنى موقف محايد تجاه قطع عدة دول خليجية وعربية علاقاتها مع قطر، حيث وصف فى تغريدة له على موقع تويتر التطورات بشأن قطر بأنها «قد تكون بداية لنهاية فظائع الإرهاب». وكتب على حسابه على تويتر: «من الجيد رؤية زيارتى للسعودية ولقائى مع العاهل السعودى و50 من قادة الدول تؤتى ثمارها». وأضاف: «لقد قالوا إنهم سيتخذون موقفا صارما بشأن تمويل التطرف. وكل الاشارات كانت تصب نحو قطر. ربما هذا سيكون بداية نهاية فظائع الإرهاب». وذكر: «أثناء زيارتى الأخيرة للشرق الأوسط قلت إنه لم يعد من الممكن تمويل الأيديولوجية المتطرفة . وأشار الزعماء إلى قطر- «انظروا!» ملمحا بذلك إلى أن التطور الحالى منطقي. وكان البيت الأبيض قد أعلن أمس الأول أن الحكومة الأمريكية ستسعى لنزع فتيل التوتر فى هذه الأزمة الدبلوماسية الخليجية الأعمق منذ سنوات. وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب سيتحدث مع جميع المعنيين لتهدئة الموقف. يشار إلى أن قطر بها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة. ويستخدم الجيش الأمريكى قاعدة «العديد» الجوية الشاسعة فى قطر كمركز مهم لعملياته العسكرية فى المنطقة التى تتركز حاليا على قتال تنظيم داعش. وجاء الخلاف بعد أقل من شهر من زيارة ترامب الى السعودية ودعوته إلى تشكيل جبهة إسلامية موحدة ضد التطرف. يأتى ذلك فى الوقت الذى زعمت فيه وكالة أنباء رويترز نقلا عن مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين ان الولاياتالمتحدة ستحاول بهدوء تخفيف التوتر بين السعودية وقطر، وقالوا إنه لا يمكن عزل الدولة الخليجية الصغيرة فى ضوء أهميتها بالنسبة للمصالح العسكرية والدبلوماسية الأمريكية. وأضاف المسئولون وفقا لما ذكرته رويترز أن الإدارة الأمريكية شعرت بالصدمة لقرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر فى خطوة منسقة مع مصر والبحرين والإمارات. وأشارت «رويترز» إلى أن لواشنطن أسبابا عديدة تجعلها ترغب فى الدعوة للعلاقات الجيدة فى المنطقة، حيث تستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية فى الشرق الأوسط، وهى قاعدة العيديد التى تنطلق منها ضربات تقودها الولاياتالمتحدة وتستهدف تنظيم داعش فى سوريا والعراق، وجعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من هزيمة داعش أولوية لفترته الرئاسية. وأضافت الوكالة أن استعداد قطر للترحيب بجماعات، مثل حركة حماس، التى تصنفها واشنطن على أنها تنظيم إرهابى وحركة طالبان التى تقاتل القوات الأمريكية فى أفغانستان منذ أكثر من 15 عاما، يسمح بالاتصالات بمثل هذه الجماعات عند الحاجة. وقال مسئول أمريكي: «هناك منفعة ما، يجب أن يكون هناك مكان يمكننا لقاء طالبان فيه، وينبغى أن يكون هناك مكان تذهب إليه حماس ويمكن عزلها فيه والحديث إليها». وقال المسئولون الحاليون والسابقون: إنه لا يمكنهم تحديد السبب الذى ربما دفع الدول الأربع لاتخاذ قرار قطع العلاقات. واتخذ اليمن وحكومة شرق ليبيا وجزر المالديف قرارا مماثلا فى وقت لاحق. وأضافوا أن السعوديين ربما تشجعوا بالدفعة القوية التى تلقوها من ترامب أثناء زيارته للرياض فى مايو الماضى وحديثه بلهجة صارمة ضد إيران. وقال مسئول أمريكى سابق: «أظن أنهم تشجعوا بما قاله ترامب أثناء زيارته، وشعروا بأنهم تلقوا شكلا من الدعم، لا أعلم إن كانوا بحاجة للمزيد من الضوء الأخضر مقارنة بما سبق أن حصلوا عليه فى العلن». وأبلغ مسئول كبير بالإدارة الأمريكية رويترز بأن الولاياتالمتحدة لم تتلق مؤشرا من السعوديين ولا الإماراتيين على أن هذا التحرك على وشك الحدوث. وأكد مسئولون أمريكيون فى وكالات متعددة على رغبتهم فى الدعوة للمصالحة بين المجموعة التى تتزعمها السعودية وقطر التى يبلغ عدد سكانها 2،5 مليون نسمة وتملك مخزونات كبيرة من الغاز الطبيعي. وقال مسئول كبير بإدارة ترامب، طالبا عدم نشر اسمه، «لا نريد أن نرى شكلا من أشكال الشقاق الدائم وأظن أننا لن نرى هذا»، مضيفا أن الولاياتالمتحدة سترسل مبعوثا إذا اجتمعت دول مجلس التعاون الخليجى لمناقشة الخلاف مع قطر. وأضاف أن «هناك إقرارا بأن بعض السلوكيات القطرية تثير القلق ليس فقط لدى جيرانها الخليجيين، ولكن لدى الولاياتالمتحدة أيضا». وقالت مارسيل وهبة وهى سفيرة أمريكية سابقة فى الإمارات ورئيسة معهد دول الخليج العربية فى واشنطن: إن الولاياتالمتحدة لها نفوذ لكنها ستستخدمه بحكمة. وأضافت: «الولاياتالمتحدة ستتحرك ولكن كيف ستفعل ذلك؟ أعتقد أنه سيكون تحركا هادئا للغاية ووراء الكواليس، لا أظن كثيرا أننا سنجلس على الهامش وندع الأزمة تتفاقم». وقال مسئول أمريكى آخر: «نتواصل مع كل شركائنا، لإيجاد سبيل لإعادة بعض الوحدة فى مجلس التعاون الخليجى دعما للأمن الإقليمي»، مضيفا أن من المهم «مواصلة قتال الإرهاب والفكر المتشدد».