جاء ترشيح أمل فرح لجائزة «هانز كريستيان أندرسن» العالمية لأدب الأطفال تتويجا لمشوار حافل فى مجال الكتابة للطفل، فهى الكاتبة العربية الوحيدة المرشحة للجائزة التى تحمل اسم الكاتب والشاعر الدانمركى الراحل الذى عاش بين عامى 1805 و1875. وأصدرت أمل فرح 37 كتابا للأطفال، وحصلت على الكثير من الجوائز فى مجال أدب الأطفال، مثل جائزة اليونسكو الدولية للتسامح فى كتب الأطفال، وجائزة «إيبى» الدانماركية الدولية عن كتب الأطفال المتميزة فى مجال الإعاقة، وجائزة «آنا ليند» الكندية، وجائزة سوزان مبارك فى أدب الطفل مرتين، كما فازت بجائزة أفضل نص خلال الدورة ال35 من معرض الشارقة الدولى للكتاب. كيف تم ترشيحك للجائزة؟ تم ترشيحى من قبل المجلس المصرى لكتاب الطفل «الايبى المصرى» . فزت بالكثير من الجوائز المحلية والعربية والعالمية، فما الفارق بين هذه الجوائز وجائزة «هانز كريستيان أندرسن»؟ الفارق الأساسى بين كل الجوائز التى فزت بها سابقا وبين جائزة هانز كريستيان أندرسن المرشحة لها أن كل جائزة من هذه الجوائز فازت بها أعمال ونصوص بعينها، أما جائزة أندرسن فتقدم لمجمل إسهام المبدع فى تاريخ أدب الطفل عموما، والترشح لهذه الجائزة يعتبر فى حد ذاته جائزة تعترف بكون المرشح له إسهام كبير وممتد فى أدب الطفل وصل به إلى درجة الترشح لجائزة بهذه الأهمية. تقولين دائما إنك تريدين توجيه رسالة عن طريق الكتابة للأطفال.. ما هى الرسالة؟ الرسالة الأصلية هى أن التفكير النقدى والمخيلة الإبداعية والذائقة الفنية والقيم الإنسانية هى أدوات الإنسان لحياة أفضل، وهى رسالة تنقسم لرسائل متعددة تفصيلية أحاول توجيهها من خلال أعمالى التى أقدمها للطفل. الملاحظ أنك فى كتاباتك تطرحين على الطفل أسئلة أكثر مما تقدمين له من إجابات.. ما الفكرة فى ذلك؟ ببساطة أرى أن الرحلة فى الكتاب تتجلى فى متعة إعمال العقل، فأحاول أن أقدم للقارئ ثلاث وجبات: وجبة معرفية أقدم له فيها المعلومة، وأخرى قيمية تساعده فى اكتشاف قيم جمالية وأخلاقية فى ذاته، وثالثة فلسفية تعمق معرفته عبر السؤال للبحث عن إجابات بالتأمل أو البحث أو إعادة القراءة. بدأت بكتابة الشعر العامى والعمل بالصحافة، ثم هجرت كل ذلك واتجهت للكتابة فى أدب الأطفال.. لماذا؟ لأننى أدركت رغبتى فى التواصل مع إنسانية العالم، مع بكارة الأفكار ومنبع البهجة وشلال الحياة، ثم إنى تعلمت من كل عمل قمت به قبل الكتابة للأطفال، واستكملت به الأدوات التى ساعدتنى على الكتابة فيما بعد، فمن الشعر تعلمت الكثافة والصور والموسيقى، ومن الصحافة تعلمت البحث والمناقشة وعرض وجهات النظر المختلفة وتكوين السؤال، ومن الإعلانات تعلمت الاختزال وكيفية الترويج للفكرة داخل الكتاب نفسه بشكل محبب. فى رأيك: هل يقوم أدب الأطفال الآن بدوره المنشود فى تربية النشء؟ هناك طبعا محاولات جادة ومبدعون كبار وشباب حريص على تقديم المتميز والجيد دائما، سواء فى مصر أو العالم العربى كله، لكنى أظن أنه ينقصنا فقط نشر الوعى المجتمعى بأهمية القراءة. هل أثرت التقنيات الحديثة على متابعة الأطفال للأدب المكتوب؟ لا أظن ان التقنية الحديثة أثرت فى تلقى الاطفال للكتاب الجيد، فوقت الاطفال يتسع لتلقى فعاليات كثيرة فى اليوم الواحد، ولو توافر الكتاب الجيد فسيجذب الطفل بالضرورة، ولذلك فإنى أظن أن الجودة هى المعيار. ما الشروط التى يجب توافرها فيمن يكتب أدب الأطفال؟ أن يكون صادقا وحريصا على المعرفة، وأن يحترم القارئ «الطفل» ولا يقلل من شأنه، وأن تكون لديه القدرة على إدهاش قارئه، وأن يعطى من روحه للنص الذى يكتبه دون كلل ولا ملل.