حاول الرئيس الفرنسى المنتخب حديثا إيمانويل ماكرون الظهور بمظهر «الرجل القوي» خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين فى باريس أمس، واتخذ نبرة المتحدى حيث وجه سيلا من الاتهامات لموسكو منها محاولة التأثير على الانتخابات الفرنسية التى جرت خلال الشهر الحالي، كما اتهم الإعلام الروسى ببث دعاية كاذبة ضده خلال الحملة الانتخابية. ورأت صحيفة «موسكوفسكى كومسوموليتس» الروسية أن مباحثات ماكرون وبوتين أظهرت أن الرئيس الفرنسى الجديد يرغب فى تحدى زعماء العالم، وأنه تحدث حول سوريا «بلهجة يشعر معها المستمع وكأن فرنسا تلعب الدور الرئيسى فى حل الأزمة السورية». وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية أن بوتين قاطع الرئيس الفرنسى بملاحظة مهمة، حيث قال : «تسهم فرنسا فى مكافحة الإرهاب ضمن التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة، ولكن لا نعرف مدى استقلال فرنسا فى اتخاذ القرارات». واستضاف ماكرون الرئيس الروسى فى قصر فرساى التاريخى خارج باريس فى أول لقاء مع زعيم الكرملين الذى قال من قبل إنه سيتسم بالصراحة. وبعد أن أجرى الرئيسان المحادثات التى تجاوزت الوقت المحدد لها بأكثر من ساعة تقريبا، قال ماكرون إنها اتسمت «بتبادل صريح للآراء»، وإنهما شددا على اتفاقهما بشأن الحاجة لإحراز تقدم فى القضايا محل الخلاف مثل سورياوأوكرانيا. لكن فى مؤتمر صحفى مشترك بعد المحادثات بدأت المشاعر السلبية فى الظهور بشأن مزاعم سابقة من معسكر ماكرون بأن وسائل إعلام تمولها الدولة فى روسيا سعت لزعزعة حملته لانتخابات الرئاسة. وردا على سؤال لصحفية روسية حول قراره بمنع ممثلى وسيلتين إعلاميتين روسيتين تكتبان بالفرنسية ويمولهما الكرملين من دخول مقر حملته الانتخابية قبل فوزه، كرر ماكرون الاتهام وقال : «روسيا اليوم وسبوتنيك كانا من بين عوامل التأثير التى فى الكثير من الأحيان نشرت أخبارا كاذبة عنى شخصيا وعن حملتي، كانتا من أدوات التأثير من خلال الدعاية، الكاذبة». ولم يبد بوتين رد فعل على تصريحات ماكرون عن وسائل الإعلام الروسية، لكنه رد بحدة عندما أشار صحفى إلى أن موسكو تقف وراء هجمات إلكترونية عبر الإنترنت على حملة ماكرون، مشيرا إلى أن تلك المزاعم لا تستند إلى حقائق. وقال بوتين إن الكرملين لم يحاول التأثير على التصويت باستقبال مارين لوبان منافسة ماكرون فى موسكو فى مارس الماضي، وأضاف : «نحن مستعدون لاستقبال أى شخص دائما، إذا طلبت السيدة لوبان لقاءنا فلماذا نرفض؟». ولم يأت ماكرون على ذكر العقوبات الغربية على روسيا بسبب أوكرانيا على الرغم من تكرار بوتين لوجهة نظر موسكو بأن استمرار تطبيق العقوبات لا يساعد على استقرار الأوضاع فى شرق أوكرانيا. وردا على سؤال حول حقوق الإنسان فى روسيا، قال ماكرون بانه «سيبقى دائما متيقظا» إزاء هذه المسألة فى روسيا بشكل عام وفى الشيشان بشكل خاص. وعلى الرغم من هذا التلاسن بين بوتين وماكرون، فإن الرئيس الفرنسى اعترف بأهمية روسيا فى الشئون العالمية، قائلا للصحفيين إن مشاركة روسيا ستكون ضرورية لحل المشكلات الكبرى فى العالم، مثل صراعى أوكرانياوسوريا.