أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين السعوديين أن القمم الثلاث التى انطلقت أمس فى العاصمة السعودية الرياض بقمة سعودية أمريكية تعد بمثابة رسم خارطة طريق جديدة لاستقرار المنطقة وحل القضية الفلسطينية وبناء علاقة جديدة بين العالم الإسلامى والولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال الكاتب والمحلل السياسى بصحيفة المدينة أسامة يوسف إن هذا الزخم الكبير الذى تشهده الرياض منذ أمس يقدم بفاعلياته السياسية على مستوى القمة السعودية الأمريكية والخليجية والعربية والإسلامية فرصة تاريخية لرسم خارطة طريق جديدة لأمن واستقرار المنطقة والتصدى للإرهاب والفكر المتطرف. وأوضح يوسف أن القمم تفتح بقوة ملفات شائكة مثل القضية الفلسطينية للوصول إلى حل نهائى لها وفق جدول زمنى محدد وهو ما سيتم بلورته بانتهاء جولة ترامب بالمنطقة، إضافة إلى الشراكة الاقتصادية الكبيرة والاستراتيجية بين دول المنطقة والسعودية من ناحية والولاياتالمتحدةالأمريكية من ناحية أخرى عبر صفقات اقتصادية ضخمة لا تتم إلا على أرضية من الاستقرار والأمن وعلاقات قوية ومتينة قائمة على الاحترام المتبادل. ويلفت الكاتب الصحفى بصحيفة مكة سعود البلوى إلى نقطتين مهمتين فى القمم. الأولي: هى إستراتيجية مكافحة الإرهاب التى يجب على الدول الإسلامية إقرارها وتنفيذها، فما تريده الولاياتالمتحدة من هذه الدول هو إيجاد خطة واضحة لمحاربة الإرهاب على المدى الطويل. والثانية: هى من الناحية الأولى كبح جماح طموح النظام الإيرانى فى التوسع الجغرافى والسياسى والأيديولوجى على حساب جيرانها من الدول العربية، ومن ناحية ثانية لجم دورها فى دعم الإرهاب وتكوين تنظيماته وإيواء رموزه، ومن ناحية ثالثة رغبة الولاياتالمتحدة وحلفائها فى الحد من القدرة التسليحية النووية لدى الجمهورية الإسلامية وخاصة أن إدارة الرئيس ترامب تبحث عن سد للثغرة التى أحدثتها الإدارة الأمريكية السابقة فى اتفاقها والدول الأوروبية الخمس مع إيران بشأن سلاحها النووي، الذى تعَدُّه الإدارة الحالية ثغرة إستراتيجية يجب ردمها. من جانبه يرى الكاتب والمحلل سليمان العقيلى رئيس التحرير الأسبق لصحيفة الوطن السعودية أن القمم فى قلب العالم الإسلامى تؤكد أن المملكة والمنطقة تمثل خط المواجهة الأول ضد المخاطر الإيرانية على الأمن الإقليمى وتحديات الإرهاب مع السلام الإقليمى والعالم. ويقول إن القمم هى مهمة وتاريخية و تؤسس لعلاقات العالم العربى والإسلامى مع الولاياتالمتحدة على التفاهم الاستراتيجي، لافتاً إلى أن السعودية تريد تحالفا يحقق المنافع لأمتها و يربط أبناء الأمة بمصيرهم وبمصالحهم المشتركة. ويضيف العقيلى أن الخريطة السياسية للمنطقة تتجه للتغيير بعد قمم الرياض فموازين القوى التى جرى التلاعب بها عن قصد لإضعاف العرب والمسلمين سيجرى تصحيحها.