فى تصويت عقابى ينهى عشر سنوات من حكم المحافظين، اختار الكوريون الجنوبيون مون جاى إين المحامى الليبرالى المدافع عن حقوق الإنسان رئيسا للبلاد خلفا للرئيسة المعزولة بارك كون هيه التى أطاحت بها سلسلة من فضائح الفساد المشينة وسوء استغلال السلطة. وأشارت نتائج استطلاعات خروج الناخبين من اللجان إلى حصول مون المنتمى إلى الحزب الديمقراطى على 41٫4٪من الأصوات، يليه المحافظ هونج جون بيو ب 23٫3٪، والوسطى آن شيول سو ب 21٫8٪، وذلك بعد إغلاق نحو 14 ألف مركز اقتراع كانت معدة لاستقبال نحو 42٫4 مليون ناخب مسجل. وكان حوالى 11 مليون ناخب من إجمالى الناخبين المسجلين قد أدلوا بأصواتهم فى التصويت المبكر الذى جرى على مدى يومى 4 و5 من مايو الجاري. وسجلت الانتخابات مشاركة شعبية غير مسبوقة فى التصويت، حيث أدلى نحو 75٪ من الناخبين بأصواتهم، أى ما يوازى 11 مليون ناخب مسجل. وأشار المراقبون إلى تزايد نسبة المشاركة بين الشباب، وهو ما أرجعوه إلى رغبة الشعب القوية للتعبير عن الغضب من فساد جزء من النخب وكذلك غلاء المعيشة وارتفاع معدل البطالة. وينهى فوز مون بمنصب الرئاسة عشر سنوات من حكم المحافظين، وقد يؤدى إلى تغيير كبير فى السياسة حيال كوريا الشمالية، وربما تجاه الحليف الأمريكي. وقال مون - 64 عاما - بعد الإدلاء بصوته فى أحد المراكز بغرب العاصمة سول «أمس طموح الشعب الكبير جدا إلى تغيير فى الحكومة». ويؤكد المراقبون ملف كوريا الشمالية ليس المحرك الرئيسى للتصويت، حيث شغل الفساد وتباطؤ النمو والبطالة وخصوصا بين الشباب الحيز الأكبر من اهتمامات الناخبين. ويفترض أن تسمح هذه الانتخابات للمجتمع الكورى الجنوبى بالانتقال إلى مرحلة جديدة، بعد أشهر من الانشغال فى الفضيحة بينما تم اعتقال الرئيسة السابقة بارك التى تحاكم بتهمتى الفساد واستغلال السلطة. وساهمت هذه القضية فى تعزيز الاستياء العام بعدما كشفت العلاقات المريبة بين الطبقة السياسية ورجال الأعمال بعد الكشف عن تمكن صديقة الرئيسة تشوى سون سيل من استغلال قربها من بارك لابتزاز ملايين الدولارات من كبرى الشركات. وتنافس 13 مرشحا على منصب الرئاسة، إلا أن الكثيرين أكدوا أن الانتخابات الحالية هى فى الواقع، سباق ثلاثى بين مون جاى إين عن الحزب الديمقراطى الليبرالي، وهونج جون بيو عن حزب كوريا للحرية المحافظ الحزب الحاكم السابق، وآن تشول سو عن حزب الشعب، حزب يسار الوسط.