حينما تتجمع الإرادة مع الابتكار والموهبة، يتخطى الفنان بها العقبات التى يمكن أن تعيق تقدمه، لذا نقدم فى هذه السطور نموذجين لشابين استعانا بالإبداع فكان سبيلهما نحو النجاح. لوحاته تباع قبل إتمامها على عبد الباسط الغريرى من محافظة قنا، 28 عاما أحب الرسم منذ كان فى المرحلة الابتدائية، وتحدى كل المصاعب لكى ينمى موهبته، بالرغم من كونه من أبناء قرية صغيرة، يندر بها فرص صقل الموهبة، أو مسابقات الرسم، إلا انه اعتمد على نفسه، كان يرسم شخصيات أفلام الكارتون المختلفة، ثم انتقل إلى رسم ضيوف والده، فى أثناء تجمعهم لمشاهدة مباريات كرة القدم، فكان يرسمهم دون أن يشعروا به، مسجلا تعبيرات الوجوه والانفعالات، فى مرحلة الثانوية تمنى دخول إحدى كليات الفنون، وبالفعل نجح فى اختبار القدرات، ولكن مجموعه لم يؤهله لدخول اى منها، فالتحق بكلية الخدمة الاجتماعية، وظل مستمرا فى تنمية هواية الرسم، مستخدما شبكة الانترنت، والقراءة عنه، وفكر بالرسم على الحوائط، وبدأ بمنزله فرسم كل حوائطه، واكتسب شهرة واسعة فى قريته كرسام على الجدران، ثم اتجه إلى الرسم بالزيت على التوال، يقول على الغريرى: بعد الانتهاء من رسم لوحة تعبر عن “غروب الشمس مع بزوغ القمر على سطح الماء”، وضعت والدتى عليها بالصدفة غطاء رأسها، وكان مزينا بقطع من الكريستال، فوجدت أن الكريستال يلمع على سطح الماء فى اللوحة وكأنه ضى القمر، ومن وقتها بدأت بوضع الكريستال على لوحاتى بعد دراسة أماكن الظل والنور، مع استخدام إضافات أخرى لأعمالى وذلك على حسب احتياج كل لوحة، والحمد لله لاقت لوحاتى إعجاب الكثيرين، وأصبحت معظم لوحاتى تباع قبل الانتهاء منها. الرسم ومواجهة العقبات نموذج آخر لشاب تحدى جميع العقبات لتحقيق أحلامه، علاء بهنسى 25عاما، يدرس حاليا بكلية الهندسة «جامعة حلوان»، إلى جانب عمله فى احد المستشفيات. بدأت قصته منذ حصوله على الثانوية العامة عام 2008، حصل فيها على مجموع 90% ولكن لم يؤهله لدخول كلية الهندسة التى كان يحلم بالالتحاق بها، فالتحق بأحد المعاهد الصحية، وعاش فترة من اليأس والإحباط، ووجد علاء انه لابد ان يعمل شيئا يحبه فاتجه إلى الرسم. يقول علاء: أدوات الرسم كانت بمنزلة الصديق الوفي، فقد كنت أخرج كل طاقتى فى لوحاتى، لأعطى حياتى طاقة إيجابية، مبتعدا عن الإحباط والملل.. وتطورت سريعا فى الرسم مما زاد من ثقتى بالنفس، ومنحنى أملا كبيرا فى القدرة على التغيير والوصول لهدفى الذى طالما عشت ارغب فى تحقيقه، عملت رسومات عديدة نالت إعجاب الأصدقاء والمتابعين، وشعرت حينها بأن نصف الحلم قد تحقق. وفى عام 2013 اجتاحت مخيلتى فكرة التحاقى بمدرسة ثانوى صناعى لتكون معبرا لدخول كليه الهندسة، فى البداية وجدت معارضة من والدى الذى كان يشفق على من إرهاق نفسى فى 8 سنوات إضافية فى الدراسة ولكنه سرعان ما اقتنع. وبالفعل التحقت هذا العام بكلية الهندسة. ويضيف علاء يرجع الفضل إلى اسرتى ورئيسى فى العمل والى موهبتى فى الرسم التى ساعدتنى على مواجهة العقبات وتكملة حلمى.