كشف وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون أمس عن كيفية تطبيق شعار الرئيس دونالد ترامب «أمريكا أولا» فى مجال السياسة الخارجية ، قائلا إن الولاياتالمتحدة لن ترهن بعد الآن علاقاتها الخارجية ومصالح أمنها القومى بضرورة تبنى الدول الأخرى القيم الأمريكية مثل حقوق الإنسان. وقال تيلرسون أمام العاملين بوزارة الخارجية «فى بعض الظروف، ربط جهود حماية أمننا القومى بتبنى جهة ما للقيم الأمريكية ، فإننا على الأرجح لن نتمكن من تحقيق أهداف الأمن القومي» وتابع «إن ذلك الربط يشكل عقبة أمام تحقيق مصالحنا الاقتصادية والأمنية». وأضاف أنه لابد من التمييز بين القيم الأمريكية التى وصفها بال»ثابتة» وبين السياسات التى يجب أن تتأقلم مع تغير الظروف. وأشار إلى أنه خلال العشرين عاما الماضية فقدت واشنطن قدرتها على تحديد ما إذا كان حلفاء ما بعد الحرب الباردة بالفعل يخدمون مصالح الولاياتالمتحدة أم لا. وفى الوقت ذاته، أكد تيلرسون أن واشنطن لن تتخلى عن قيمها، وأنها ستطالب بعض الدول «فى بعض الحالات» بضرورة اتخاذ خطوات معينة تجاه حقوق الإنسان، ولكنها «فى حالات أخرى» ستواصل دفاعها عن قيمها دون استخدام تلك القيم كوسيلة لفرض النفوذ. واستعرض الوزير أمام الدبلوماسيين والعاملين بالخارجية الأمريكية المناطق الساخنة فى العالم، موضحا استراتيجية واشنطن الجديدة فى التعامل معها. وأشار إلى أنه فيما يتعلق بروسيا فإن الثقة منعدمة تقريبا بين أكبر قوتين نوويتين فى العالم، ولكن واشنطن تحاول إعادة بناء الثقة من خلال التركيز على قضية واحدة فى الوقت الحالى وهى سوريا، حيث تعمل واشنطن وموسكو على التوصل لاتفاق صامد لوقف إطلاق النار. وجاء اجتماع تيلرسون مع موظفى الخارجية فى الوقت الذى يستعد فيه تيلرسون لعملية إعادة هيكلة ضخمة وإلغاء أكثر من ألفى وظيفة فضلا عن مقترحات بخفض 26٪ من ميزانية الخارجية الأمريكية وهو ما يثير مخاوف داخل أروقة الوزارة، فضلا عن مخاوف من الحزبين الديمقراطى والجمهورى بشأن اتجاه إدارة الرئيس ترامب إلى التقليل من أهمية المساعدات الخارجية والأنشطة الدبلوماسية خاصة فى ظل الضغوط التى يمارسها ترامب لفرض زيادة كبيرة فى ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية»البنتاجون». وقال تيلرسون أمام العشرات من الموظفين الخائفين على وظائفهم إنه ليس من السهل أبدا تطبيق ما ينوى فعله بشأن إعادة هيكلة الوزارة. ولكنه اعترف فى الوقت نفسه بأن التغييرات الجديدة ستمثل اضطرابات كبيرة للدبلوماسيين وعائلاتهم الذين يخدمون فى مناصب دبلوماسية فى العالم كله.