إن بطريرك الأقباط له مهمة خاصة, بجانب أنه البطريرك فهو أسقف الإسكندرية التي لا يحق لها رسامة أسقف يرعاها, بل هي أسقفية البابا, ولما كان كل شعب يختار راعيه كما هو متبع منذ القدم, فإننا نطالب نحن شعب الإسكندرية أن نشارك في اختيار البابا القادم لأنه أسقفنا. وأي شعب يفرح باختيار راعيه ورسامته خصيصا لهم, سواء كان أسقفا أو كاهنا, أما لو جاءهم أسقف من إيبارشية أخري, أو كاهن منقول فلن يشعروا أنهم شاركوا في اختياره, ولن يفرحوا برسامته خصيصا لهم, ونحن لا نريد نقل أسقف من مكان آخر إلينا, بل نريد أن نحتفل بوضع اليد عليه كراهب يرسم خصيصا أسقفا لنا, وهو في الوقت نفسه الأب البطريرك, عملا بمبدأ المساواة, واحتراما للتقاليد الكنسية التي تثبتت علي مر العصور منذ القرن الرابع الميلادي حينما انعقد مجمع نيقية المسكوني عام325 م, فلم يحدث في كنيستنا القبطية علي مر العصور أن أقيم أسقفا بطريركا سوي أربع مرات تعد استثناء للقاعدة, فلا يمكن أن نتبع أربعة بطاركة بين117 بطريركا. نحن كشعب محب كنيسته, ومتمسك بتقاليدها, نحترم ونقدر جميع الآباء المطارنة والأساقفة, لكننا في الوقت نفسه نطالبهم بالابتعاد عن الترشح لكرسي البابوية, لأنه مخصص لأحد الآباء الرهبان, ولا يجوز التعدي علي هذا الحق, فلا إعادة لمعمودية, ولا إعادة لوضع اليد. بيتر محب