احتفل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بمرور 100 يوم على رئاسته أمس بالحديث عن إنجازات تاريخية على أجندته، كما شن هجوما جديدا على وسائل الإعلام وسجل الرئيس السابق باراك أوباما بعد أن رفض حضور التقليد السنوى لعشاء الرئيس مع كبار مراسلى البيت الأبيض، وتفضيله الاحتفال بين أنصاره فى بنسلفينيا التى كانت إحدى الولايات الرئيسية لفوزه فى انتخابات الرئاسة. وفى كلمة حماسية، تشبه حديثه فى حملاته الانتخابية استمرت لمدة 60 دقيقة، اعتبر ترامب أن فترة ال 100 يوم كانت «مثمرة جدا»، وتعهد ب«معارك كبرى آتية». وأعرب ترامب عن دعمه للجيش الأمريكى وللصناعة المحلية، كما أشاد بمواقفه فى السياسة الخارجية ومنها موقفه فى كوريا الشمالية. وقال: «لقد كنا نعمل خلال تلك الأيام المائة»، رغم النكسات العديدة التى تعرض لها والفوضى التى تركها أوباما، وأبرزها فشله فى مسألة التأمين الصحى وتعليق القضاء لمرسومه حيال الهجرة. وأضاف أنه شدد على تنفيذ القانون لملاحقة تجار المخدرات والعصابات والقتلة، ولحماية أمريكا من الإرهاب. وحول السياسة الخارجية، اعترف ترامب بتراجعه عن تصنيف الصين كمتلاعب بالعملة، قائلا: إنه يتمتع بالمرونة لأن الرئيس الصينى شى جينبينج «رجل جيد» يساعده فى التحكم بكوريا. وشن ترامب هجوما عنيفا على وسائل الإعلام التى وصفها بالفاشلة حيث انها لا تتحدث عن إنجازاته، وأعرب عن سعادته لتواجده»على بعد 150 كيلومترا من واشنطن»، حيث يعقد فى الوقت نفسه عشاء جمعية مراسلى البيت الأبيض. وقال إن هذا العشاء «الممل للغاية»، يجمع «مجموعة كبيرة من نجوم كوميديا هوليوود». وأضاف أن «وسائل الإعلام مثل «سى إن إن» و»إن بى سي» تقدم أخبارا زائفة، كانوا يودون أن يكونوا معنا هنا هذه الليلة، لكنهم محاصرون فى عشاء ممل». وقال ترامب إن بعضا من إنجازاته تضمنت تعيين نيل جورستش فى المحكمة العليا، وقرار الانسحاب من اتفافية «الشراكة عبر المحيط الهادئ» والعمل على إعادة الوظائف الأمريكية إلى البلاد، وتابع ترامب إن «اتفاقية الشراكة كانت ستصبح بمثابة كارثة هائلة لبلدنا». وألمح ترامب خلال حديثه بأن الولاياتالمتحدة تخطط للانسحاب من اتفاق باريس بشأن تغير المناخ حيث قال: «سوف أتخذ قرارا مهما بشأن اتفاق باريس خلال الأسبوعين المقبلين، وسنرى ما سيحدث». وهذا الاجتماع هو حدث تقليدى لرؤساء الولاياتالمتحدة، والذى قرر ترامب مقاطعته، لاعتباره أنه لاقى معاملة سيئة من وسائل الإعلام. ورفع أنصار ترامب لافتات كتب عليها «الوعود أطلقت، الوعود محفوظة». كما هتف الحاضرون «أمريكا أمريكا» وسط تصفيق متكرر. وفى غضون ذلك، رد الصحفى الأمريكى المخضرم بوب وودوارد على هجوم ترامب على وسائل الإعلام قائلا: «سيدى الرئيس: وسائل الإعلام لا تبث أخبارا مزيفة». بينما قال جيف ميسون، مراسل وكالة رويترز، ورئيس رابطة مراسلى البيت الأبيض: «نحن لا نقدم أخبارا مزيفة، ولسنا مؤسسات إعلامية فاشلة، ولسنا عدوا للشعب»، وأن «الهجوم على أى منا هو هجوم علينا جميعا. يجب أن نتحلى باليقظة. العالم يراقب». وتابع ميسون: «إننا هنا للاحتفال بالصحافة وليس الرئاسة». وفى الوقت نفسه، أجرى ترامب مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» أكد فيها «نحرص على إعادة هذا الوطن لشعبه مرة أخري، فبعد عقود من تآكل الطبقة الوسطي، وفتح الحدود وتجريد جماعى للثورة وللوظائف الأمريكية، تعمل هذه الحكومة من أجل مواطنى دولتنا وليس لأحد آخر». وتابع ترامب قائلا:»إن نفس وسائل الإعلام التى أخفت عن الشعب الأمريكى هذه المشاكل، بل واستفادت منها، لم تخبره بهذه القصة.ولذلك فإننا نوجه رسالتنا بشكل مباشر إلى أمريكا برمتها». جاءت هذه التطورات بالتزامن مع احتجاجات نظمها عدد من المتظاهرين أمام البيت الأبيض للتعبير عن استيائهم من موقف ترامب بشأن البيئة، ولمطالبته بإعادة النظر فى خططه للتراجع عن سياسات التغير المناخى التى كان يدعمها سلفه.