لو سألت أي لاعب في العالم عن الشيء الذي يخاف منه، ستكون الإجابة واحدة بنسبة كبيرة وهي الإصابات، ولو خصصنا السؤال أكثر وسألنا عن أي إصابة تخيف اللاعبين بشكل عام، أيضاً ستكون الإجابة متطابقة إلي حد كبير، وسيتحدث الغالبية عن «لعنة» قطع الرباط الصليبي للركبة. ولكن ما هي إصابة قطع الرباط الصليبي، فالغالبية العظمي يعلمون هذه الإصابة لكن تفاصيلها قليل من يعلمها، وببساطة شديدة، فان الركبة بها زوج من الأربطة، أحدهما الرباط الصليبي الأمامي والأخر الرباط الصليبي الخلفي، ويتقاطعان علي شكل حرف»+» وهذا هو سبب تسميته بالصليبي، ودور هذا الرباط أن يربط عظم الفخذ بعظم قصبة الساق، ويقوم الرباط الأمامي بمنع الساق من الانزلاق أمام الفخذ، بينما يكون دور الرباط الخلفي منع عظمة الساق من الانزلاق للخلف تحت عظم الفخذ. ومن الدور الذي يقوم به هذا الرباط فأن أهميته واضحة لأي رياضي بشكل عام، ولاعب كرة القدم بشكل خاص، وللعلم فان الرباط الصليبي الخلفي هو أقوي رباط في مفصل الركبة. وهذه الإصابة اللعينة التي تصيب لاعبي الكرة، لها تاريخ أسود مع اللاعبين المصريين، خاصة أن في الماضي لم تكن التقنيات الطبية قد وصلت علي ما نحن عليه الآن، وكانت الإصابة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي تعني الاعتزال، في ظل عمليات جراحية تنهي فاعلية مفصل الركبة وتنهي مستقبل اللاعب كما حدث مع الأسطورة محمود الخطيب وعماد النحاس، أما الآن ومع تطور الطب فأصبحت العملية الجراحية عباراة عن مجرد فتحات صغيرة في ركبة القدم وتتم إعادة الرباط بالمنظار، مما يحافظ علي مفصل الركبة نفسه، وأصبحت الإصابة مجرد وقت يتم تأهيل اللاعب خلالها ليعود بعدها إلي التدريبات ومن ثم المباريات، وبطبيعة الحال فأن مهارة الطبيب الذي يقوم بالعملية يتوقف عليها نسبة نجاحها واستعادة اللاعب لقدراته مرة أخري، لذلك نجد أن الأندية الكبري تكون حريصة علي إجراء لاعبيها لهذه العملية خارج الديار وتحديداً في اوروبا وما يشملها من تأهيل لبضعة اشهر، وهذا لا يقدر عليه إلا أصحاب الميزانيات المتضخمة القادرة علي علاج لاعبيها، لأنهم بالفعل ثروة بالملايين. ولدينا من الأمثلة الكثير، فهناك من اللاعبين السابقين علي ماهر، سيد عبد الحفيظ، تامر عبد الحميد، عبد الواحد السيد، ياسر ريان، عماد النحاس، معتمد جمال، هشام حنفي، وائل رياض ومحمد زيدان، وحاليا لدينا عماد متعب واحمد حجازي وحسام غالي وأحمد فتحي وعمرو جمال وحسني عبد ربه ومحمد ناجي جدو لكن جميعهم تعافي وعاد مرة أخري، وفي الدوري المصري احدي عشرة حالة حتي الآن من بداية الموسم الحالي، مروان محسن لاعب الأهلي الذي أصيب خلال بطولة أمم أفريقيا مع منتخب مصر، محمود سيد وعمر سعد وأحمد تمساح لاعبو سموحة، محمود عزت وكواكو مانسواه ومحمد عبد المجيد لاعبو الإتحاد، وحيد محسن مهاجم طنطا، محمد جمال لاعب وادي دجلة، سامح شوشة لاعب الشرقية، هاني سعيد لاعب الداخلية، ونتمني أن يقف عداد تلك الإصابة اللعينة إلي هذا الحد، وأن يحفظ الله لاعبينا. وهذه الإصابة لها أسباب كثيرة، أهمها ضعف عضلات الفخذ سواء الأمامية أو الخلفية مما يكون الرباط أكثر عرضة للقطع، بالإضافة إلي الملاعب السيئة فأي سقوط علي أرضية غير مستوية قد يسبب قطع الرباط كما حدث مع مروان محسن في الأمم الأفريقية، كما أن الضرب المباشر في جانب الركبة يؤدي إلي نفس الإصابة. وإذا كانت هذه هي اسباب الإصابة في ملاعبنا، فكيف الحال في الملاعب الأوروبية التي تنتشر فيها نفس الحالة، ولا يخفي علي أحد الصدمة التي تلقاها جمهور مانشيستر يونايتد الإنجليزي بعد إعلان إصابة النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والذي تعرض لها خلال مشاركته مع ناديه أمام أندرلخت البلجيكي بدور ال8 من دوري أبطال أوروبا وغيابه لمدة لن تقل عن ستة اشهر. ورعم أن أسوأ السيناريوهات حاليا هي غياب اللاعب حتي نهاية الموسم، إلا أن هناك ما هو أسوأ بعد، خاصة وأن اللاعب وصل إلي 35 عاماً، وهو ما يعني صعوبة عملية التأهيل لكبر سنه واقترابه من مرحلة الاعتزال، وقد تكون تلك الإصابة هي النهاية الأسوأ في مسيرة اللاعب الرائعة في الملاعب الأوروربية بعد رحلة نجاح مع باريس سان جيرمان وكان يحلم بتكرارها مع اليونايتد قبل أن تغتال الإصابة أحلامه. فالإصابات التي تكون بحجم قطع الرباط الصليبي، تكون في حاجة إلي تأهيل وإعداد قاس وتدريبات لمدد طويلة وتكون في حاجة إلي لاعب صغير لديه المثابرة للعودة واستكمال مشواره، لكن عندما تأتي الإصابة في الأمتار الأخيرة من مشوار أي لاعب في الملاعب، فهي بذلك تنهي مسيرته وتعلن الإعتزال، أو علي أقل تقدير عودة بعيداً عن الأضواء وأندية القمة الأوروربية.