ارتبطت مصر والسودان منذ نشأتهما بعلاقات أخوية فريدة وروابط إستراتيجية وثيقة، أوجدتها عوامل عدة، منها التاريخ والجغرافيا والثقافة واللغة، بالإضافة إلى نهر النيل الخالد شريان الحياة الذى وهبهما الخالق إياه، فكل منهما تعتبر امتدادا طبيعيا للأخري، وبالتالى فإن أمنهما واستقرارهما مرتبطان ببعضهما بعضا وهو كل لايتجزأ وليس ذلك بغريب عليهما، فلطالما عاشتا كدولة واحدة خلال حقب التاريخ، البعيد منها والقريب، ويحرص البلدان الشقيقان دائما على استمرار هذه العلاقات والروابط وتمتينها وتوثيقها فى شتى المجالات وعلى كل المستويات والارتقاء بها إلى آفاق أرحب وأشمل من التعاون والشراكة والتنسيق فيما بينهما، خاصة فى ظل التحديات الإقليمية الراهنة التى تفرض عليهما ضرورة التكاتف والتعاون لمواجهتها وعلى رأسها محاربة الإرهاب والتطرف. وفى إطار دعم وتعزيز العلاقات المصرية - السودانية تأتى اجتماعات لجنة المشاورات السياسية التى عقدت بالخرطوم أمس الأول، التى رأس الوفد المصرى فيها سامح شكرى وزير الخارجية الذى التقى الرئيس السودانى عمر حسن البشير، ونقل له رسالة شفهية من شقيقه الرئيس عبدالفتاح السيسى أكدت عمق وإستراتيجية العلاقات بين البلدين وأهمية الحفاظ على تطويرها فى جميع المجالات، فضلا عن تأكيد أن أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار السودان والعكس، وأهمية الحفاظ على التواصل الدائم بين البلدين. هذه المشاورات تمثل فرصة جديدة للتشاور بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومتابعة الخطوات العملية للتعاون الثنائى بهدف ترسيخ المصالح المشتركة بين الجانبين، بالإضافة إلى التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية الراهنة وعلى رأسها مسار مفاوضات سد النهضة الإثيوبى والتعاون مع دول حوض النيل، وقضايا الوضع فى كل من ليبيا وسوريا واليمن وجنوب السودان، بالاضافة إلى التنسيق المستمر لمعالجة أى إشكاليات قد تطرأ فى العلاقات بين البلدين. لمزيد من مقالات رأى الاهرام;