استمرارا لجهود القوات المسلحة فى دعم وتطوير القدرات القتالية والفنية للوحدات والتشكيلات والأفرع الرئيسية وفقاً لأحدث النظم العالمية، وصلت الى الاسكندرية صباح أمس أول غواصة مصرية حديثة من طراز «209/1400» المانية الصنع، وذلك إيذانا بدخولها الخدمة بالقوات البحرية لتعزيز قدرتها على تحقيق الأمن البحرى وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية فى البحرين الأحمر والمتوسط، وتوفير حرية الملاحة البحرية الآمنة ودعم أمن قناة السويس كشريان مهم للتجارة البحرية الدولية، ولتكون قوة ردع لتحقيق السلام فى ظل التهديدات والتحديات التى تشهدها المنطقة. والغواصة الجديدة القادرة على الإبحار لمسافة 11 ألف ميل بحري، وتصل سرعتها إلى 21 عقدة، ويتراوح طولها بين 60 و73 متراً، وبإزاحة تصل إلى 1400 طن، لها القدرة على إطلاق الصواريخ والطوربيدات، وتم تزويدها بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات، وتعد بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية، وتدعم قدرتها على حماية الأمن القومى المصري. وتم التعاقد على الغواصة الألمانية طراز (209/1400) فى ديسمبر 2011، وبدأت أعمال البناء بترسانة شركة «تى كيه إم إس» (TKMS) الألمانية بمدينة كيل بولاية «شلزفيج هولشتين» بألمانيا فى مارس 2012 واستغرق البناء 57 شهرا، وتم تدشين الغواصة بتاريخ ديسمبر2015، وسلمت الغواصة ورفع العلم المصرى عليها بتاريخ 12 ديسمبر الماضي، والغواصة الجديدة هى الاولى من اصل اربع غواصات حديثة تم التعاقد على تسلمها مع الجانب الالمانى لتشكل تناغما وتكاملا مع تنامى قدرات القوات البحرية السطحية، مما يجعل القوات البحرية قادرة على تنفيذ الدور الفاعل للدولة المصرية بالمنطقة وتنفيذ جميع المهام الصادرة لها من القيادة العامة للقوات المسلحة فى كل الابعاد وبكل كفاءة واقتدار. وتم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الغواصة الجديدة فى توقيت قياسي، وفقاً لبرنامج متزامن بكل من مصر والمانيا للإلمام بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا الغواصات، حيث تم تدريب طاقم الغواصة من خلال مجموعة من التدريبات النظرية أعقبها تدريبات عملية للطاقم بالميناء وبالبحر، والتدريب على الإبحار الآمن بالمياه الضحلة والمياه العميقة على مدى 90 يوما بذل خلالها رجال القوات البحرية الجهد والعرق فى العمل والتدريب، ليكونوا جديرين بالثقة التى أولاها الشعب المصرى لهم، وتنفيذ كل المهام التى تسندها القيادة العامة للقوات المسلحة لهم بكل كفاءة واقتدار. وكانت الغواصة قد غادرت ميناء كيل بألمانيا فى صبيحة الثلاثاء 28مارس الماضى بصحبة الفرقاطة المصرية «سجم إسكندرية»، والابحار لمسافة 3644 ميلا بحريا لمدة 22 يوما، مرت خلالها عبر عدد من الممرات والقنوات الملاحية الدولية، «قناة كيل» و«نهر إلبة» ببحر الشمال، ومضيق «دوفر» والقناة الإنجليزية بالمحيط الأطلنطي، ومضيق جبل طارق، ومضيق بنتلاريا بالبحر المتوسط، وصولاً إلى رأس التين بالاسكندرية، ونفذ طاقم الغواصة اولى مهامه القتالية من خلال تدريب مشترك مع وحدات من القوات البحرية أمس الأول الثلاثاء قبالة السواحل المصرية. وبوصول الغواصة الجديدة حرصت القوات المسلحة على توفير منظومة متكاملة للتأمين الادارى والفنى من خلال تطوير الأرصفة المخصصة لاستقبال ورباط الغواصات طراز «209» الجديدة بالقوات البحرية وتجهيزها بكل الخدمات والمرافق وفقا لاحدث الانظمة، وإنشاء تغطية معدنية كاملة لمنطقة الأرصفة بمسطح يتجاوز 30 الف م2، وتزويد الارصفة بعدد من الاوناش متدرجة القدرة لتحميل وتفريغ المنظومات القتالية والادارية والفنية، فضلا على ورشة إصلاح بيرسكوب والعديد من ورش الصناعات والمخازن واماكن الايواء والمكاتب الادارية. وخلال مراسم الاحتفال بوصول الغواصة الى مصر، أكد اللواء بحرى أ.ج احمد خالد حسن سعيد قائد القوات البحرية: إننا نشهد اليوم لحظة جديدة من اللحظات المهمة فى تاريخ قواتنا البحرية وحلقة جديدة من حلقات تطويرها كما وكيفا لتكون فى مصاف بحريات العالم الفاعلة وتعمل على الرفع من قدراتها القتالية لتحقيق الإحكام الشامل والسيطرة التامة على سواحل جمهورية مصر العربية مع الحفاظ على مياهنا الاقليمية والاقتصادية. واشار الى ان القطعة جديدة من اسطولها البحرى وهى الغواصة رقم «41» من طراز «دولفين 209»، تعد من احدث الغواصات على مستوى العالم، تمثل دليلا على رؤية القيادة السياسية وقواتنا المسلحة للتحديات والتهديدات المتنامية بالمنطقة سواء القائمة او المستقبلية، وكذا تفهم دور القوات البحرية فى الحفاظ على القدرات الشاملة للدولة. وأضاف أنه قد تبنت القوات المسلحة فى الفترة الاخيرة خطة تطوير شاملة تعمل على دعم القدرات القتالية لقواتها البحرية، حيث بدأت خطة التطوير بتسليح القوات البحرية بوحدات حديثة ذات قدرات قتالية عالية وفترة بقاء طويلة فى البحر واتزان قتالى عال، مع تطوير وانشاء بنية تحيتة لاستقبال وخدمة هذه الوحدات من ارصفة بحرية والمنشآت والقواعد البحرية. وأكد أن تطوير التسليح لم يقتصر على الوحدات السطحية فقط بل امتد ليشمل بعدا اكثر عمقا وهو الغواصات لتشكل قدرة استراتيجية مضافة للقوات البحرية وردعا لكل من تسول له نفسه المساس بمياهنا الغالية، ولم يقتصر التطور على الوحدات الحديثة فقط بل امتد ليشمل نقل تكنولوجيا التصنيع والبناء المعتمدة على العقول والسواعد المصرية، وكذا الاهتمام بالجندى المقاتل على كل الاوجه والمستويات. وفى نهاية كلمته، وجه الشكر لأبطال ومقاتلى القوات البحرية على مايبذلونه من جهود فى حماية السواحل والمياه الاقليمية المصرية، مشيدا بطاقم الغواصة، قائلا انتم اليوم دم جديد فى شريان القوات البحرية المصرية، فقد اصبحتم درعا وقوة ليس لمصر فقط بل للمنطقة العربية بأسرها، ومصر تنتظر منكم العمل وبذل المزيد من الجهد والعرق لإعلاء رأيه الوطن بين قوى العالم. حضر مراسم الاحتفال، عدد من قادة القوات المسلحة وقدامى قادة البحرية السابقين وعدد من الملحقين العسكريين ولفيف من الشخصيات العامة والإعلاميين واعضاء مجلس النواب بالإسكندرية وعدد من طلبة الكلية البحرية والجامعات.