«صدقنى يا صاحبى طول عمرى ولا شئ يسبقنى ..دلوقتى بقت حتة مرسيدس تسبقنى و تعفر على دقنى» كلمات تغنى بها الراحل عبد المنعم مدبولى للشاعر مرسى جميل عزيز تعبر عن حال سائقى الحنطور فى مصر منذ أكثر من 35 عاما، تلك الوسيلة التى وقفت طويلا صامدة فى وجه تطور وسائل النقل، لتستقبل الأسر والعشاق بأبهى حللها ليستمتعوا بنزهة على ضفاف النيل أووسط المعالم السياحية. فقد اعتمد المصريون على الحنطور فى التنقل منذ القرن الثامن عشر، وكان ركوبة الملوك و الطبقة العليا تجرها أجود الخيول العربية، حيث كان عامة الشعب يركبون «الكارو» حتى أصبح الآن من أبرز المظاهر السياحية فى مصر و بعض المحافظات مثل الأقصر، يحرص السياح الأجانب و العرب على ركوبه والتجول به للاستمتاع بليل القاهرة أو « بحر الصعيد» كما يلقبونه هناك . ولصناعة الحنطور فى مصر تاريخ طويل فتعلم العامل المصرى أسرار صناعته على أيدى الإيطاليين الذين أدخلوه البلاد، وظهرت بعد ذلك مهارته فى الابتكار وتصنيع جميع القطع التى كانت تستورد من الخارج ووصل عدد ورش تصنيعه إلى 30 ورشة، و أنتج المصريون أنواعا جديدة من الحناطير لم تكن معروفة من قبل مثل «الفينون» و «البنز» وهى أوسع من «الكوبيل الملكي» الذى استخدمه الملك فاروق فى جولاته، وكان لا يحمل سوى شخصين فقط مستخدمين خشب التوت المعروف بقوة تحمله. ليمر بمراحل كثيرة من التطور حتى يصل إلى شكله الحالى، ورغم خصوصيته كوسيلة للتنقل و متعة التنزه إلا أنه يواجه أخيرا منافسة شديدة من وسائل النقل المختلفة كما يعانى أصحابه فى أوقات الركود السياحى والاقتصادى.