بعد يوم من إعلان المسئولين الأمريكيين أنهم يبحثون الخيارات العسكرية بشأن بيونج يانج، حذرت كوريا الشمالية مجددا أمس من أنها لن تقف مكتوفة الأيدى أمام أى ضربة أمريكية استباقية ضد أى أهداف تابعة لها، وذلك فى وقت يتصاعد فيه التوتر بين البلدين على خلفية توقعات بقيام بيونج يانج بإجراء تجربة نووية جديدة. ونقلت قناة «سكاى نيوز» العربية الإخبارية عن هان سونج ريول نائب وزير الخارجية فى كوريا الشمالية قوله إن بلاده «تعتزم إجراء تجربة جديدة فى الوقت الذى تراه القيادات العليا مناسبا لخطوة من هذا النوع»، لكنه لم يحدد نوعها وعما إذا ستكون نووية أو صاروخية. وانتقد المسئول الكورى الشمالى تغريدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب التى توعد فيها بالتحرك ضد بيونج يانج. وقال إن «ترامب يثير المشاكل بتغريدات عدائية». وفى هذا الشأن، ذهب مراقبون دوليون إلى أن النظام الشيوعى الكورى الشمالى يمكن أن ينتهز فرصة الذكرى السنوية الخامسة بعد المئة لميلاد كيم إيل-سونج مؤسس وأول زعيم لكوريا الشمالية لإطلاق صاروخ بالستى او إجراء تجربة نووية جديدة ستكون السادسة. وأوضحوا أن الاختبارين محظوران من قبل الأسرة الدولية. وأضافوا أن مؤشرات جديدة توحى بأن نشاطا يجرى الآن فى موقع التجارب النووية فى كوريا الشمالية، فى حين نقلت إذاعة «صوت أمريكا» عن مسئولين أمريكيين وخبراء غربيين قولهم إن «بيونج يانج وضعت على ما يبدو عبوة نووية فى نفق، ويمكن أن يتم تفجيرها صباح اليوم ». ومن جانبه، أكد مسئول أمريكى بارز بإدارة الرئيس دونالد ترامب أن «كافة الخيارات العسكرية يتم تقييمها الآن من أجل الرد على استمرار برنامج التسلح الكورى الشمالي، وكرر قائلا: «لدينا بعض الخيارات العسكرية ونجرى حاليا تقييما فعليا لها، وسنعمل فى هذا الصدد عندما نجلس لنبحث مع الجنرال فنسنت بروكس قائد القوات الأمريكية فى شبه الجزيرة الكورية». وأوضح أنه طبقا لنص مكتوب من مؤتمر صحفى خاص بزيارة نائب الرئيس مايك بنس إلى بعض الدول الأسيوية خلال الأسبوع الجاري، فإن الرئيس الأمريكى ونائبه يعملان حاليا وعن كثب مع زعماء أمنيين وعسكريين أمريكيين حول قضية كوريا الشمالية. وامتنع عن الإدلاء بأى تفاصيل بشأن استراتيجيات عسكرية محددة يتم دراستها حول بيونج يانج.ومن المقرر أن يجتمع نائب الرئيس بزعماء كوريا الجنوبية واليابان وإندونيسيا وإستراليا خلال جولته الأسيوية التى من المزمع أن يجريها خلال هذا الأسبوع. وردا على سؤال حول كيفية تعامل المسئولين مع احتمال أن تجرى كوريا الشمالية قريبا اختبارا لسلاح نووى أو صاروخ وكيفية تأثير ذلك على زيارة نائب الرئيس، قال المسئول الأمريكى ذاته إن الدائرة المخابراتية «من الواضح أنها تواصل إبلاغ الرئيس ونائبه بشكل جيد بشأن مختلف الأنشطة فى تلك المنطقة». وأضاف قائلا: «لسوء الحظ، ليست مفاجئة جديدة لنا، فبالنسبة لذلك النظام، ليس الأمر متعلقا ب «لو» وإنما ب «متي»، لذلك فإننا على استعداد جيد لمواجهة ذلك». وتابع «الرئيس واضح للغاية، فى أننا لن ننقل الخطوات المحتملة المستقبلية بصورة أو بأخري، عندما يتعلق الأمر بقضايا عسكرية أو قضايا الأمن الوطني». وفى غضون ذلك، طالبت نانسى بيلوسى زعيمة الأقلية الديمقراطية فى مجلس النواب الأمريكى بنقاش فورى داخل الكونجرس حول استخدام الرئيس ترامب للقوة العسكرية ضد بيونج يانج. ونقلت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية عن بيلوسى قولها إن «كل يوم يمر يمنح الرئيس سببا للعودة إلى الكونجرس من أجل مناقشة استخدام القوة». وأضافت قائلة إن تصعيد الرئيس فى سوريا والتهديدات العسكرية بشأن كوريا الشمالية تتطلب تدقيقا جادا ومباشرا من الكونجرس». وفى بكين ، حذرت الصين على لسان وزير خارجيتها وانج يى الولاياتالمتحدة من أن القوة العسكرية لا يمكن أن تحل الوضع فى شبه الجزيرة الكورية، وأضاف قائلا : إن«نزاعا يمكن أن ينشب فى أى لحظة، لكن لا أحد سيخرج منتصرا منه، كما أن الطرف الذى سيشعله فى شبه الجزيرة الكورية ينبغى أن يتحمل مسئولية تاريخية ويدفع ثمن ذلك». وقال وانج فى مؤتمر صحفى مع نظيره الفرنسى جان مارك آيرولت فى بكين إن «الحوار هو المخرج الوحيد» للأزمة، ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وفى موسكو، أعرب الكرملين عن قلق روسيا البالغ من تصاعد حدة التوتر بشأن كوريا الشمالية ودعا كل الأطراف إلى «ضبط النفس» وتجنب أى عمل يمكن أن يفسر على أنه »استفزاز« بعد التهديدات التى وجهتها واشنطنلبيونج يانج.