أصبح مشهد الدماء والأشلاء وجثامين الشهداء فى أعياد الأقباط صورة مكررة توجع وتدمى القلوب بما يفوق قدرة الكلمات على الوصف والتعبير، والهدف هو وجع قلب المصريين وتصدير مشهد مصر المذبوحه من الإرهاب . والارهابيين للعالم كله حتى لا تنهض بلادنا وتظل راكعه ، تدفن شهداء وتداوى مصابين وتجمع أشلاء وتجفف دموع ، وتلهث حادثة بعد الأخرى تبحث عن الفاعل الحقيقى دون جدوى فهذا الارهابى الفاقد لعقله الذى وضع القنبله أو فجر نفسه لم يفعلها هو وحده ، والتقصير ليس أمنيآ فقط وعلينا أن نبحث عن الذى غسل الدماغ والذى أفرغ عقل الارهابى من الفهم والدين والانسانيه ، وعبأه بالكراهية والحقد ليفجر نفسه وآخرين ، ونقف عند الآخرين وأقصد مسيحيوا مصر الذين تحملوا الكثير ودفعوا من دمائهم وأرواحهم الكثير دون أى ذنب ، سوى أن هناك عجزه عن التفكير لايجدون ما يقدمونه كبشر لإخوتهم فى الإنسانية ، سوى الغل والحقد والموت ويتاجرون بهذه البضاعه ، فمن لايستطيع التحريض على القتل المباشر ينادى بعدم تهنئة المسيحيين فى أعيادهم ، أو يطالب بعدم مودتهم ، ويستدعى أحاديث عن الجزيه وعدم جواز ولايه الذمى ، والجهاد ضد الكفار واستباحة أموالهم ونسائهم ، ويشعر بسعاده فى قلبه عند وقوع مثل هذه المذابح فى الكنائس ، وهو لايدرى أن اليوم فى الكنيسه وغدآ فى المسجد وفى المدرسه وفى المصنع وفى الشارع فالهدف هو هذا الوطن الغالى ، الذى لم تقوى كل الفتن والاعيب الشياطين على تفتيت وحدة شعبه ، لأنه هناك عقلاء وغالبيه من البسطاء يعرفون بفطرتهم وقلوبهم أن الدين المعامله ، وأن الشريك فى الوطن ليس عدوآ بل أخآ يتقاسم معه الأفراح والأتراح وأن الجهل هو العدو الأول والحقيقى ، بكل القدرة على ضبط النفس أقول لكم حقآ الألم يفوق الوصف هذه المره فالحادثتين فى كنيستى مارجرجس فى طنطا ومارمرقس فى الاسكندريه فى يوم عيد أحد السعف تفاصيله غاية فى الوجع والألم ، فالاقباط يستعدون للاحتفال بهذا اليوم قبله بعدة أيام وهو عيد فرح حقيقى وبخاصة لكل الاطفال فسعف النخيل المجدول والمزين بالورود له بهجة خاصة ، وتخيل معى أسره ذاهبة للصلاة فى الكنيسة فى الصباح الباكر وتستمتع بصلوات والحان ذكرى دخول السيد المسيح الى أورشليم القدس ، وبدلآ من أن يعودوا الى منزلهم للاستمتاع بباقى اليوم ويستعدون للاحتفال بأسبوع الآلام وعيد القيامة الذى يحل مساء السبت القادم يجدون أنفسهم فى الم يفوق الوصف بفقدان أحد أفراد الأسرة أو اصابته ويجدون أنفسهم فى المقابر أو إحدى المستشفيات ، ويصبح سؤال كل طفل مسيحى لوالديه هل ستفجر كنيستنا ؟ ولماذا يفجرون الكنائس ؟ وبأى ذنب قتلوا هؤلاء الأبرياء وهم يصلون ؟ قبل أن نكرر مثل هذه العبارات فى حادثة أخرى أصرخ بكل الكلمات و العبارات إنقذوا مصر يا مصريين ، أرفضوا كل مظهر من مظاهر التفرقه بين الشعب الواحد ، المسألة ليست قوانين واجراءات ولكنها سلوكيات وارادة ، ومن يمس وحدة المصريين يضر الأمن القومى للبلاد ويجب أن يحاسب بشدة وحسم ، قبل أن نعض كل أصابع الحسرة والندم . لمزيد من مقالات أشرف صادق;