أستطاعت سينما شرق أوروبا اقتناص غالبية الجوائز الكبري للدورة الخامسة عشرة من مهرجان الأسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية بحصولها علي ثلاث جوائز كبري من أصل الأربع المخصصة لأحسن فيلم في دورة المهرجان هذا العام. لتثبت بذلك قدرتها علي المنافسة بعد تمكنها من وضع نفسها في قائمة الجوائز الكبري الخاصة لمهرجاني برلين وكان منذ عام2007 حتي الآن. ففي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فاز الفيلم الروماني جوبل إخراج رالوكا ديفيد من اقتناص الجائزة الكبري للمسابقة كأحسن فيلم وقد تمكنت رالوكا من إظهار أدواتها الإخراجية وتمكنها منها في تناوله المبسط لموضوع شديد العمق بشكل اتسم بالسلاسة; حيث السيناريو المعتمد علي التوازي, والحوار المختزل المكثف,والإيقاع المنضبط بدقة لم تشعر الجمهور بسرعته نتيجة للتوازن بين أسلوب الحوار, وحركة الكاميرا الحرة بزواياها,والمونتاج الذي حقق الإنضباط لإيقاع العمل واتزانه. لم يبتعد الفيلم الصربي الكوبي مع فيدل مهما حدث إخراج جوران رادفانوفيتش الفائز بجائزة أحسن فيلم تسجيلي قصير عن سابقه في التناول الإنساني; وإن أختلف الموضوع هنا في عرض جوران لأفراد من المجتمع يعانون من ضعف المستوي المعيشي, فأظهر حالة كوبا وهي تعيش حالة سيئة إقتصاديا, وإجتماعيا. وجاءت كاميرته معبرة بوضوح تام, وسلاسة عن رؤيته لهذه الزاوية في فيلمه الذي اتسم بالحيادية في التناول والعرض. وقد أثبتت السينما الرومانية حضورها بقوة في دورة هذا العام بفوز فيلم المقهي الكبير إخراج بوجدن مهاليسكو بجائزة أحسن فيلم في مسابقة التحريك..وذلك لاعتماده علي اللون الأسود في شخصياته, وكأنها معدومة الملامح عدا التي تبين الجنس, وظهر كأنه إستخدم خيال الظل في فنون العرب..بخلاف ألوانه بين الأبيض والأسود, والسبيا, وتكنيكه البسيط في إظهار تطور فن الرسوم المتحركة من بدايته, وإلي مرحلة الألوان..وقد نال هذا الفيلم إستحسانا من النقاد أثناء الندوة الممخصصة لمناقشته. وأتجهت جائزة الفيلم التسجيلي الطويل إلي الفيلم القطري الفرنسي أنا والأقباط والعذارء إخراج المصري الأصل الفرنسي الجنسية نمير عبد المسيح, وتميز فيلمه بالأصالة الشديدة في الفكرة التي دارت حول مجيئه إلي مصر وتصوير السيدة العذراء التي لا يعلم أحد متي تظهر, وعليه أضطر أن يجسد ظهورها حتي لا يسحب منه تمويل الفيلم كما صرح في أحداثه; وأظهر نمير قدراته الجيدة كمخرج,لكنه أخفق حين لمح في بعض المشاهد لسوء معاملة المسلمين للمسحيين مما جعله يقع في فخ إشعال الفتنة الطائفية; خاصة وأن هذه المشاهد غير مبررة دراميا, وبعيدة عن الموضوع الأصلي للفيلم..وإن حاول عبد المسيح إيجاد مبرر درامي لوجودها مما جعل البعض أثناء الندوة يتهمه بأنه فعل ذلك إرضاءا للتمويل القطري. أنتهت الدورة الخامسة عشر لمهرجان الأسماعيلية للأفلام التسجيلية بعد شكل جديد طرأ عليها لا نعلم هل سيستمر الأعوام القادمة أم لم يظهر مجددا في التغيرات التي تشهدها البلاد؟لكن هذه الدورة أفرزت سنيما جديدة لأفلام جديدة لم تكن تشهدها شاشته,ودولا لم تقترب من قبل من قائمة الجوائز الكبري.