أكد الدكتور سعيد أبو على الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة يمثل اعتداء صريحا ومباشرا على الحق التاريخى الفلسطينى، ويشكل تحديا كبيرا للأمة العربية، ويعتبر انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية، مشيرا إلي أن القضية الفلسطينية تعتبر قلب العروبة، وهي القضية الرئيسية التي كانت ولا تزال وسوف تبقى أولوية الاجماع العربي، دولا وشعوبا، وأن الجامعة العربية تتصدى بكل حزم لمخططات تهويد القدس، في جميع المحافل الدولية، خاصة في الأممالمتحدة ، ومجلس الأمن، على أساس حل الدولتين، وهو ما تؤكده القوانين الدولية، وتعترف به الدول الكبري، خاصة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة ، وهو ما تريد إدارة ترامب التنكر له حاليا، وإلي نص الحوار : ما موقف الجامعة العربية إذا ما قررت أمريكا نقل سفارتها إلى القدسالمحتلة في ظل تهديدات ترامب؟ نقل السفارة الى القدس يعد اعتداء صريحا ومباشرا على الحق التاريخي الفلسطيني، ويشكل تحديا كبيرا، وكون فلسطين مقدسة ومحط الديانات السماوية الثلاث، هناك حقوق راسخة وثابتة، منها الحق الإسلامى الذي لا ينازعه حق، وتحديدا فى مدينة القدس باعتبارها مدينة فلسطينية عربية إسلامية، وسيترك هذا القرار أثرا وتداعيات بالمفهوم القانوني أولا على قرار مجلس الأمن وهى عضو دائم به، فكيف تنتهك بصورة جسيمة قرارات المجلس وتضرب بها عرض الحائط ؟ وهو ما يمثل ، عدوانا يقتضى مجابهته، وإعادة النظر فى طبيعة العلاقات القائمة بين الولاياتالمتحدة وكل الدول العربية والإسلامية وجميع المجموعة الدولية طبقا لقرارات دولية وقرارات عربية اتخذتها قمة عمان عام 1980 لمواجهة اى أعمال من هذا القبيل، فهو إجراء محفوف بالمخاطر الشديدة، ونأمل ان تعيد الولاياتالمتحدةالأمريكية النظر والتفكير به مرة اخرى لخطورة وتبعات هذا القرار. الأحداث الجارية بالمنطقة العربية هل أفقدت العرب اهتمامهم بالقضية الفلسطينية ؟ الأحداث الجارية جسيمة جدا، وفي منتهى الخطورة والصعوبة ،ووضع العالم العربى مؤلم. هذا الواقع بالتأكيد له أثر فى إعادة ترتيب الاولويات ، ولكن المواطن العربى لم تكن فلسطين غائبة عن ذهنه بالمعنى الذى يربط بين طبيعية الاستهداف والاحتلال الاسرائيلى، ودائما كان فى إدراكه أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع فى الإطار القومى، وربما يختلف العرب في كثير من القضايا ولكن لا يختلفون على فلسطين ، ففلسطين تشكل الإطار الجامع لهذه الأمة. ما مواقف الجامعة العربية إزاء الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة؟ أولا القضية الفلسطينية كانت وسوف تبقى هي القضية المركزية الاولى رغم كل الظروف والأحوال التى تمر بها الدول والمنطقة العربية ، وثانيا تمثل الجامعة العربية إطارا تلتقي فيه الإرادة والمواقف العربية المشتركة تجاه كل القضايا التي تهم الشأن العربي واذا ربطنا ذلك بالتطورات الأخيرة نجد أن الأمانة العامة لها أنشطة ومواقف وسياسات تواكب من جهة ، التصعيد الإسرائيلى، ومن جهة أخري تنفذ ما تم اتخاذه من قرارات وتوجهات عربية لمواجهة الاحتلال والتصعيد الإسرائيلي و تعزيز صمود الشعب الفلسطيني لدعم النضال الوطني فى المحافل الدولية كافة. يتجلى ذلك في تطوير موقف اليونسكو تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، خاصة فى مواجهة الانتهاكات الإسرئيلية، التى تركزت فى مشروع الاستيطان الإسرائيلى لتهويد القدس والمساس بحرمة المسجد الأقصى ومحاولة فرض واقع جديد من التقسيم الزماني والمكاني على الحرم القدسي فكانت المواجهة العربية الاسلامية فى اليونسكو باستصدار القرارات التى تؤكد عروبة القدس، وكونها مدينة محتلة0 وهناك صعيد آخر وهو ماتم التوصل اليه فى الأمانة العامة من جهد بدأ مع الدكتور نبيل العربى ومستمر مع السيد أحمد أبو الغيط فى نطاق مؤتمر باريس ومخرجات هذا المؤتمر فكان للامانة العامة دور اساسي فى صياغة الموقف العربي والجماعي فى المؤتمر، ومتابعة انعقاده بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية وصولا الى الوثيقة الأخيرة التى صدرت عن المؤتمر، ومن أهم المواقف للجامعة التصدى لمحاولة حكومة الاحتلال الاسرائيلي، اكتساب عضوية مجلس الامن، هذه النقطة التى تمثل خطورة بتعارضها وتناقضها مع ميثاق الاممالمتحدة، ومع القانون الدولي، خاصة انها لم تلتزم يوما بالقانون، ولا بالشرعية الدولية بل هى تجعل من نفسها حالة فوق المجتمع الدولي، تستهتر بقرارات الشرعية الدولية. وهناك الكثير من المهمات التفصيلية اليومية المستمرة التى تبذلها أجهزة الامانة العامة في تأكيد ومركزية وأولوية القضية الفلسطينية والدفاع عنها بكل هذه المحافل الدولية رغم ما تمر به المنطقة العربية0 اشتراط إسرائيل الاعتراف بيهودية الدولة هل هو العقبة الرئيسية لعملية السلام واستئناف المفاوضات ؟ موضوع يهودية إسرائيل في منتهى الخطورة خاصة فى هذا الظرف الذي تتعالى فيه الدعوات الطائفية والدينية والحروب من هذا القبيل. اولا فلسطين بمكوناتها التاريخية الحضارية الاجتماعية هي مهبط الديانات والرسالات السماوية الثلاث ولا يمكن اختصارها على ديانة واحدة، كيف يتم تجهيل كل هذا العمق التاريخي والحضاري والروحي والمقدسات كلها ؟ هذا من ناحية دينية تاريخية حضارية . اما من الناحية السياسية فمجرد وجود اليهود في مكان لا يعني إضفاء الصبغة الدينية على ذلك المكان، ولا يمكن ان تنشأ الدولة بارتباطها بالمكان أو بالانتماء الديني وإلا اصبحت كل دولة حسب طبيعة الدين مكرسة للدين وليس للشعب، هذا شرط مستحدث من حكومة نيتانياهو، وهناك اتفاق بين إسرائيل ومنظمة التحرير يتوجب تنفيذه، أما اسرائيل تسمى حالها يهودية، اسرائيلية.. هذا شأنها ، ومن بين الشروط التعجيزية التي تضعها حكومة الاحتلال لاستئناف المفوضات ، حددها نيتانياهو في أولا يهودية اسرائيل وثانيا سيطرة اسرائيل من نهر الأردن إلى البحر الابيض، فعلى ماذا نتفاوض؟ فالدولة الفلسطينية ستكون معلقة فى الهواء، ونحن نرحب بجميع المبادرات الداعية لاستئناف المفاوضات، ومن الالتزامات المؤكدة لاستئناف عملية التفاوض وقف الاستيطان، والهدف من التفاوض، إنهاء الاحتلال، فعلي ماذا نتفاوض ؟ أمن اجل تحسين شروط الحياة تحت الاحتلال مع استمرار عملية القتل والاعتقال والملاحقة والحواجز، خاصة تدنيس الحرومات والمقدسات وتسارع الاستيطان. إن استقرار المنطقة والعالم يتأتى بعودة الحقوق إلي أصحابها الشرعيين، وأقصد استعادة الحقوق العربية ، وانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، بما فيها الجولان العربي السوري وجنوب لبنان، وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، طبقا لقرارات الشرعية الدولية ،ومبادرةالسلام العربية التي اقرها مجلس جامعة الدول العربية علي مستوى القمة في بيروت عام 2002.