« يوم القيامة ده يوم هنا» هكذا يغنى أهل «العوزة والحوجة» فى أوبريت «يوم القيامة» الذى قدمته فرقة الورشة المستقلة لحسن الجريتلى بمسرح الفلكى خلال فعاليات مهرجان دى كاف للفنون المعاصرة احتفالا بمرور 30 سنة على تأسيسها. الأوبريت الذى كتب فى أربعينات القرن الماضى عن نص صبرى فهمى وقدم مرة أخرى فى 1961 من إخراج زكى طليمات كتب كلمات أغانيه بيرم التونسى ولحنها زكريا احمد مع سيد مصطفى وعبدالوهاب حلمى. يحكى الأوبريت عن شائعة نشرها والى مصر فى القرن الثامن عشر والتى تفيد بأن يوم القيامة سيحين موعده خلال يومين حتى يتمكن من استغلال حالة الفوضى بالبلاد وجمع الثروات ونهب البيوت لدفع الخراج اللازم للسلطان العثمانى بعد ما انفق الأموال المخصصة لذلك. أعلن الجريتلى مؤسس الورشة ومخرج العرض عن شكره لورثة الفنان زكريا احمد الذين طلبوا من الفرقة الاحتفاء بذكرى الفنان. وبالرغم من أن الفرقة فى الأساس هى فرقة مسرحية وليست غنائية إلا أن البحث قادهم إلى “ يوم القيامة “ الذى تحول بأدائهم المتميز إلى سهرة بديعة امتزج فيها الحكى والأداء والتشكيل المسرحى على الخشبة بالموسيقى والغناء الحى (تحت قيادة وتدريب ماجد سليمان). قام حسن الجريتلى باقتباس نص الأوبريت لصبرى فهمى واختزل شخصياته وحافظ على خطين متوازيين فى العرض: شائعة يوم القيامة وقصة الحب بين شمس ومنصور. حيث يقوم الراوى بتوضيح الحقائق والربط بين القصتين طوال العرض. نجح أعضاء الفرقة فى أداء حركات بسيطة وشكلوا بوضعياتهم وتنقلاتهم مشاهد حية وسريعة وكان لسحر الغناء والكلمات اثر كبير فى استشعار حالة من الحنين إلى الزمن الجميل. استعان الجريتلى بكراسى خشبية شكلت ديكور العرض وقام الممثلون بتحريكها ليشكلون بها تحت إضاءة تبدو بسيطة لكنها منتقاة بعناية سينوغرافيا تملأ الفراغ المسرحى وتتنوع دلالتها ورمزيتها. يتحرك الممثلون فى نهاية العرض نحو صفوف الجماهير محتفلين بفرح الحبيبين شمس ومنصور وتنتقل حالة البهجة وتعم أرجاء المسرح. فى ساعة واحدة تحققت كلمات بيرم التونسى المغناة فى المشاهد الأولى للعرض «يوم القايمة ده يوم هنا». برنامج احتفال الورشة ب30 سنة ضمن فعاليات مهرجان دى كاف يتضمن أمسية نقاش مع الجمهور بمقر الورشة بوسط البلد فى 17 شارع شريف يوم 5 ابريل، ومعرض فوتوغرافى لأعمالها بمسرح الفلكى مستمر حتى 8 ابريل وعرض تفاعلى بين أعضاء الورشة والمخرج السويسرى جاك سيرون بعنوان “ مقطوعة القاهرة “ يوم 8 ابريل بمسرح الفلكي.