رشح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس الجمهورى المتشدد جون هانتسمان حاكم ولاية يوتاه السابق لشغل منصب سفير الولاياتالمتحدة الجديد لدى روسيا، فيما أعربت موسكو عن خيبة أملها، مؤكدا أن هانتسمان ليس حمامة سلام. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى أن ترامب طرح اسم السفير الجديد الأسبوع الماضي، ويبدو أن هذا الترشيح لاقى ترحيبا من هانتسمان، حيث شغل من قبل منصب سفير واشنطن فى سنغافورة فى عهد جورج بوش الأب، وفى الصين فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما. والطريف أن هانتسمان - 56 عاما - المتخصص فى الشأن الآسيوي، كان أحد منافسى ترامب فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وخلال تلك الحملة، اتهمه ترامب بأنه ترك الصين «تلعب دورا قذرا فى الولاياتالمتحدة» عندما كان سفيرا فى بكين. ويأتى ترشيح هذا «الصقر» الجمهورى المتشدد لهذا المنصب الذى يتطلب تصديق مجلس الشيوخ، فى وقت وصلت فيه العلاقات الأمريكية الروسية إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة، ويتزامن مع تأكيد ترامب على رغبته فى تحسين العلاقات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ،والتى تدهورت خلال إدارة سلفه أوباما. وفى موسكو، حذر أليكسى بوشكوف عضو مجلس الاتحاد الروسى «الأعلى» من أن ترامب يحيط نفسه بأشخاص لا يريدون تحسين العلاقات مع روسيا، ولا التعاون معها فى مكافحة تنظيم «داعش»الإرهابي، مستبعدا أن يكون هانتسمان «حمامة سلام» لتحسين العلاقات بين البلدين. يأتى ذلك فى الوقت الذى اتهم فيه البنتاجون روسيا بنشر منظومة صواريخ كروز محظورة قادرة على ضرب أوروبا الغربية، فى انتهاك لمعاهدة 1987حظر الانتشار الصاروخى التى تنص على حظر الصواريخ المتوسطة المدى. وحذر الجنرال بول سيلفا فى إفادته أمام لجنة من الكونجرس من «أن الروس نشروا صواريخ كروز تنتهك روح وهدف معاهدة حظر القوات النووية المتوسطة». وأضاف أن تلك الصواريخ «تشكل خطرا على معظم منشآتنا فى أوروبا .. ونعتقد أن الروس نشروها عمدا لتهديد حلف شمال الأطلنطى ومرافق الناتو». وعلى صعيد فضائح تسريبات ويكيليكس، اتهمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» موقع ويكيليكس بمساعدة خصوم الولاياتالمتحدة عبر كشفه الوسائل التى تستخدمها الوكالة لتحويل الهواتف وأجهزة التليفزيون إلى أدوات تجسس. وأوضحت هيذر فريتز هورنياك المتحدثة باسم سى آى إيه أنه «على الرأى العام الأمريكى أن يقلق من نشر ويكيليكس أى وثائق تهدف إلى تقويض قدرة أجهزة المخابرات على حماية الولاياتالمتحدة من الإرهابيين والخصوم الآخرين». وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» أن مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف بى آي» يستعد من جهته «لعملية بحث واسعة عن الجواسيس» لتحديد كيف حصل ويكيليكس على هذه الوثائق. وتتضمن هذه الوثائق التى لم تؤكد ال»سى آى إيه» صحتها، وصفا لأكثر من ألف برنامج اختراق من فيروسات وغيرها، وتسمح بالتحكم بأجهزة إليكترونية مثل الهواتف الذكية أو أجهزة التلفزيون المتصلة بالإنترنت وحتى السيارات، للتجسس على مستخدميها. ويسمح اختراق هذه الأجهزة الشخصية بالتنصت على مستخدميها، وتجاوز شفرات حمايتها مثل تلك التى تستخدم فى تطبيقات الهواتف الذكية. وتضع هذه القضية السلطات الأمريكية مجددا فى مواجهة قطاع التكنولوجيا الذى توترت علاقاتها معه، منذكشف إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومى عن كيفية اختراق الأجهزة الأمنية لخوادم أبرز عمالقة الإنترنت فى العالم. وعلى صعيد أزمة الهجرة، كشف جون كيلى وزير الأمن الداخلى عن تراجع عدد المهاجرين الذين يدخلون الولاياتالمتحدة بصورة غير شرعية بنسبة 40٪، خلال شهر فبراير الماضى مقارنة مع يناير، أى منذ أن طبقت الإدارة المراسيم التنفيذية الرامية إلى تعزيز القوانين المتعلقة بالهجرة.