اغرورقت عيناى بالدموع وأنا أراقب عدالة السماء وهى تنصف لاعب الأهلى عماد متعب فى مباراة المقاولون العرب بالدورى عندما أفرج عنه أخيرا مدربه وسمح له بلعب الدقائق الأخيرة من المباراة ليسجل هدفا بعد أقل من دقيقة من نزوله رغم ابتعاده أوإبعاده طويلا عن المباريات رغم جاهزيته لينقذ فريقه من مطب كان سيحرجه فى مسيرة الاحتفاظ بالدوري. تعاطفت إنسانيا مع متعب رغم أننى زملكاوى الهوي,كونه يمثل نموذجا شهيرا لضحايا الإقصاء الذى يستهدف الموهوبين والناجحين ينفذه أصحاب راية «أهل الثقة أولى من أهل الخبرة» أو من يخضعون لحسابات القرابة والمنفعة والمصالح المتبادلة عند الاختيار والتفضيل, وقد تكون مشاعر مواتية قد حركتنى حزنا على ما يواجهه نجلى فى نفس النادى الكبير. ولا تخلو السياسة من تلك الانحيازات, فالكثير من الوزراء الناجحين فى عهد مبارك تم إبعادهم بالشبهات بعد الثورة ولا نقصد بهؤلاء من ثبت استيلاؤهم على المال العام, لكن تصيبك الدهشة من البعض الذين تبرأوا من مواقفهم السابقة وأصبحوا يتمنون عودة وزراء المجموعة الاقتصادية فى عهد مبارك على أساس أنهم الأكفأ لإعادة الاقتصاد إلى مسارات 2010 حيث معدل النمو الأكبر فى تاريخ البلاد وازدهار السياحة والتصديرعند مستويات غير مسبوقة. الطريف أن من ينتهجون الإقصاء لا دين لهم ولا مرجعية سوى حالة فورة وقتية استلزمتها أجواء ثورة 2011 التى انتهجت طريقا لم يعد مستخدما منذ نحو نصف قرن وهو إسقاط النظام أرضا وإقامة نظام جديد على أنقاضه. وغاب عن أصحاب الانحيازات العاطفية أن ثورات التغيير الواقعية أصبحت تقوم على المواءمة بين أنصار الإصلاح فى النظامين القديم والجديد,وهو ماتجسد فى تونس حيث ثورة التغيير الهادئة ويمثل الرئيس الباجى قائد السبسى القادم من النظام القديم حلقة الوصل مع النظام الجديد. ولا تبدو نجاة للمنظومة المهترئة لاختيار الكفاءات فى بلادنا من مستنقع التوريث الآسن, فالنفاق السياسى والاجتماعى كان أحد آفات ثورة 2011 التى قامت لوأد توريث السلطة لكن معظم أبناء الوطن لايمانعون جلبا للمصلحة ممارسته, فنجد استشراء توريث الأبناء الوظائف المرموقة وإلحاقهم بالفرق الرياضية الكبيرة واستخدام النفوذ لإرساء الفرص الثمينة على الأصدقاء وجالبى المنافع! [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين